مشهدان للعنف الأمني في أول تطبيق لقانون التظاهر: فض وقفتي «جيكا» و«الشورى» بالغاز والمياه.. واعتقال 50 ناشطا الشباب يتحدون «العنف الأمني» ويدعون للاعتصام في التحرير.. وتوافد العشرات على الميدان في أول تطبيق لقانون «التظاهر»، أطلقت قوات الأمن يدها في الاعتداء على المتظاهرين السلميين، أثناء فض مظاهرتي القوي الثورية والنشطاء السياسيين، أمام نقابة الصحفيين، ومجلس الشورى، ورصدت عدسات النشطاء قيام قوات الأمن بسحل وضرب المتظاهرين، فيما أكدت محتجزات تعرضهن للتحرش الجنسي. وبدأت الداخلية أول تطبيق للقانون، بمهاجمة وقفة لحركة "كلنا جيكا" و"شباب 6 إبريل" أمام نقابة الصحفيين، وذلك تنديدا بقانون التظاهر والمطالبة بالقصاص من قتلة "جيكا" فى الذكرى السنوية لمقتله. وطاردت قوات الأمن المشاركين في المسيرة، بالشوارع الجانبية المحيطة بشارع عبدالخالق ثروت، وأطلقت سيارة دفاع مدني "المطافي" مدافع المياه على المتظاهرين من الخلف، ومن ثم قامت مدرعة الشرطة بمطاردتهم في ميدان مصطفى كامل المتفرع من شارع عبد الخالق ثروت. وجاء المشهد الثاني لعنف الداخلية، خلال الوقفة التي دعا لها عدد من النشطاء السياسيين، أمام مجلس الشورى، للتنديد بالمحاكمات العسكرية للمدنيين، وكذلك رفضا لقانون التظاهر الذي تم إقراره مؤخرا. وتجمع عدد من النشطاء أمام مجلس الشورى، رافعين لافتات "لا للمحاكمات العسكرية"، و"محاكمات عسكرية يعني إيه.. يعني سجون مفتوحة يا بيه"، كما رددوا هتافات ضد لجنة الخمسين المكلفة بتعديل الدستور وضد حكومة الدكتور حازم الببلاوي . واحتشد المئات من قوات الأمن فى محيط مجلس الشوري، ووضعوا الحواجز الحديدية والمدرعات أمام الشوري، كما أمهلوا المشاركين في الوقفة 5 دقائق قبل استخدام خراطيم المياه، وقنابل الغاز. وقامت قوات الأمن بفض التظاهرة باستخدام خراطيم المياه، فضلا عن اعتقال العديد من المشاركين في الوقفة، حيث وصلت أعداد المعتقلين الي ما يقرب من 50 معتقلا، أبرزهم: منى سيف، ونازلي الشربيني، وسلمى سعيد، وعايدة الكاشف، والزميل أحمد عبده الصحفي في الوادي، ومحمد عبد العزيز، ونوبي، ومي سعد، ورشا عزب الصحفية بالفجر، ومها موسى، وعلياء على، وإيمان عوف، ومحمد سامي، وعمر ساهر مصور المصري اليوم، وهبة فاروق، وريم سعد، ونيرمين فتحي، ومحمد حسني. ونقلت حركة "لا للمحاكمات العسكرية" عن إحدى عضواتها المحتجزات داخل مجلس الشورى، أن قوات الأمن قامت بالتحرش بهن جنسيا أثناء القبض عليهن. وأضافت الناشطة نازلى حسين، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أن أعضاء بالخمسين نزلوا لمقر احتجازهم، ومش عارفين يحطوا عنيهم في عنينا .. اتضربنا واتسحلنا واتحرشوا بينا أثناء القبض". وأبت قوات الأمن إلا أن تواصل ممارستها القمعية مع المتظاهرين، وذلك بعد قيامها بملاحقة وقفة لشباب القوي الثورية في ميدان طلعت حرب، احتجاجا علي التعامل الأمني العنيف مع وقفة النشطاء أمام مجلس الشوري، حيث شهد الشارع حالة من الكر والفر بين المتظاهرين والشرطة ،التي أمطرت المحتجين بوابل من قنابل الغاز، وامتدت المواجهات لشوارع وسط البلد. وأشعل المحتجون إطارات السيارات في محاولة لمنع قوات الأمن من التقدم تجاههم، فيما تراجعت قوات الأمن إلى مدخل ميدان التحرير من ناحية شارع طلعت حرب. كما قامت قوات الأمن بفرض سيطرتها الكاملة على ميادين التحرير وطلعت حرب وعبد المنعم رياض، وسط انتشار مكثف لمنع أي تجمعات أو تظاهرات، وذلك مع نطلاق دعوات بين شباب القوي الثورية والشبابية للاعتصام في ميدان التحرير لإسقاط قانون التظاهر، وإلغاء مادة المحاكمات العسكرية للمدنيين المزمع إقرارها في الدستور الجديد.