لا تزال ردود الفعل الدولية تتوالى حول الاتفاق الذي توصلت إليه طهران والدول الست الكبرى (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين إلى جانب ألمانيا) حول البرنامج النووي الإيراني في جنيف باعتباره خطوة أولى نحو تسوية شاملة. فمن جانبها اهتمت وسائل الإعلام الفرنسية بمتابعة هذا الاتفاق التاريخي حيث نشرت إذاعة فرنسا الدولية تقرير رصدت فيه تضارب التصريحات الإيرانية والتصريحات الأمريكية حول الإتفاق الذى تم إبرامه بين طهران ومجموعة الدول الست، مؤكدة أن كلا الطرفين سعداء، ولكن ليس لنفس الأسباب. ففي الوقت الذي يؤكد فيه الأمريكيون أن إيران استسلمت للضغوط، ووافقت على وقف جميع عمليات تخصيب اليورانيوم التي يمكن أن تسمح ببناء قنبلة ذرية، أشارت الإذاعة الفرنسية أيضًا أن الإيرانيين في الوقت ذاته أعلنوا بالانتصار وأنه قد تم الاعتراف ببرنامجهم النووي، وحقهم في تخصيب اليورانيوم من قبل المجتمع الدولي، حيث أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، عباس عراقجي، أن الاتفاق النووي يتضمن "اعترافا" ببرنامج التخصيب النووي الإيراني. وكتب عراقجي على موقع تويتر: "تم الاعتراف ببرنامجنا للتخصيب" إلا أنه لم يعط تفاصيل عما إذا كان هذا "الاعتراف" مدرجًا في بنود الاتفاق، وفي المقابل، نفى المسؤولون الأمريكيون على الفور تضمن الاتفاق مع إيران اعترافا بالتخصيب. من جهة أخرى، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأحد أن نتائج اللقاءات بين إيران والسداسية فى جنيف التى أفضت إلى هذا الاتفاق حول ملف إيران النووي هي "فوز للجميع". كما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاتفاق بخصوص النووي بين السداسية وايران قد يكون مفيدا بالنسبة للتحضيرات من أجل عقد مؤتمر جنيف -2 المتعلق بالأزمة السورية. بينما وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الإتفاق الذى تم التوصل إليه فى جنيف بين الجمهورية الإسلامية والقوى الكبرى الست بأنها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو تطبيع الغرب للعلاقات مع إيران. كما أشاد رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي الأحد ب"الشجاعة" التي أبدتها إيران والقوى الكبرى للحد من البرنامج النووي الإيراني، لكنه أكد أن المهم هو تطبيقه "في المهل المحددة". في المقابل نددت إسرائيل بالاتفاق معتبرة أن طهران حصلت على "ما كانت تريده"، وأكدت مجددًا حقها في الدفاع عن النفس.