يعتبر المهرجان السينمائي حدثا فارقا في أي مجتمع سينمائي، أو بلد متحضر، يتم التجهيز والتحضير له، ليظهر في مستوى يليق بوطنه، إلا في مصر وخاصة في شهر نوفمبر الجاري الذي اكتظ بالمهرجانات السينمائية، حتى إن بعضها جاء في نفس توقيت الأخر، في غياب تنسيق واضح، يحول تلك المهرجانات من أحداث فنية مهمة إلى مجرد «إيفينتات» بلا قيمة، يسير بها البعض جدولا وينتفع بها البعض الأخر. فالمهرجان القومي للسينما بدأ قبل أن ينتهي مهرجان المرأة السينمائي بيومين، مما أدى إلى خلق حالة من الارتباك بين حضور هذا أو ذاك، ليليهم مهرجان الفيلم الاوربي «البانوراما» والذي سيعقد في 27 من نفس الشهر. وتقول أمل رمسيس المخرجة ومؤسسة مهرجان المرأة للسينما تعليقا على هذا التشابك في المواعيد في عام به 365 يوم : "هناك أسئلة ليس لها أجوبة عندي، فمن المفترض أن مواعيد المهرجانات معروفة لدى الجميع، وهنا أقصد الجميع أي جميع العاملين في السينما والمهتمين بها وبالطبع القائمين عليها، فنحن قبل تحديد موعد مهرجان سينما المرأة راجعنا جدول المهرجانات وتأكدنا من تعارض موعد المهرجان مع مهرجان أخر، وقمنا بإرسال خطابات رسمية لوزارة الثقافة لاأخطارهم بقيام المهرجان وحجز القاعات". وأضافت رمسيس "لكن قبل ثلاثة أسابيع من بدأ المهرجان القومي للسينما تم الإعلان عن بدأ فعاليات المهرجان،وسحب قاعات العرض من مهرجان سينما المرأة، ويعكس هذا فساد وعدم تنظيم كبير تعيشة وزارة الثقافة المصرية، لأنه ببساطة ليس من مصلحة المهرجان القومي الذي يعرض أفلام قديمة أن يقام في توقيت مهرجان المرأة الذي يعرض أفلاما جديدة وعالمية". أما المنتجه ماريان خوري فترى أن حرصها على إقامة الدورة السادسة من البانوراما رغم الظروف الصعبة التي تمر بها مصر كان أمراً هاماً. وتقول عن هذا: "لقد أجلنا الموعد قليلا ،لكن كان لابد أن نرمي حجراً في مياه المهرجانات الراكدة، فكل يوم نسمع عن تأجيل مهرجان دولي، لذلك قمنا بالبحث عن توقيت مناسب، حيث أن ال27 من الشهر الحالي ستنتهي المهرجانات المقامة، وهناك فاصل زمني جيد بين البانوراما وبين مهرجان المرأة الذي نعلم منذ فترة موعد إقامته، أما القومي للسينما فهو ما تفاجأنا بموعد إقامته وأعتقد أنه من الخطأ إقامة مهرجانين في توقيت واحد، أنه سوء تقدير للامور». ويرى رئيس المهرجان القومي للسينما والناقد سمير سيف أن المهرجان توقف لمدة عامين وكان من الصعب تأجيله أو إلغائه مره أخرى. وقال سمير سيف: " لقد حرص وزير الثقافة صابر عرب على خروج المهرجان هذا العام، وكان يتعمد خروجه مع عدد من الفعاليات الفنية الكبرى في مصر مثل مهرجان الموسيقى العربية، وليس في الحسبان ابداً الاضرار بمهرجان أخر:. وأضاف سيف :"مهرجان المرأة هو مهرجان متخصص قليلا ومع احترامي له فهو لن يمثل صورة مصر في الخارج مثل مهرجان يحمل اسم المهرجان القومي، كما أن نوعية الأفلام المقدمة مختلفة وكل منهم له جممهوره". أما الناقدة السينمائية ماجده موريس فترى أن مايحدث من ارتباك في ادارة المهرجانات وتنظيمها يعكس حالة الارتباك التي تعيشها البلد. وقالت موريس:"عدم التنسيق هو تداعيات عدم استقرار الوضع الحالي في مصر، وسنبقى في قلق عدم استقرار طالما بقي الحال كما هو عليه في الشارع المصري، فأنا لا أستغرب إقامة مهرجانين في وقت واحد لأننا سنجد أن كل شيء مبرر تحت مسمى الظروف". وتضيف الناقدة السينمائية: "وزارة الثقافة قررت التضحية بمهرجان سينما المرأة لانها لا تدعمه وليس مهرجانها، في سبيل إقامة المهرجان القومي للسينما، وأنا هنا لا أوجه كل اللوم للوزارة لأننا شهدنا الغاء مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الأقصر، لذلك ربما يكون الأمر بالنسبة للوزاره مسأله إحياء لفكرة المهرجانات بغض النظر عن التضحيات أو المضحى بهم ".