* الإخوان «عايزين» دم.. والسلطة «مش عايزة» معارضة حقيقية.. والشهداء ضاعت حقوقهم.. وقضيتنا الأولى والأخيرة هدم الفساد * «قضية» محمد محمود مازالت في النيابة.. و«قناص العيون» هي الوحيدة التي تحركت وحُكم فيها بعد الضغط الإعلامي والشعبي لم يتوقف الدكتور أحمد حرارة عند تقديم عينيه، ل«مصر الثورة»، لكنه أصر على مواصلة النضال، ليصبح بمثابة «العين» التي ترى بها الثورة، لتسير في ملكوت الضباب الذي تمر به حاليا، «الوادي» التقت «البلاسي» الشهير ب«حرارة»، في الذكرى الثانية لفقد عينه الثانية، وحاورته حول المشهد السياسي الحالي. وشن حرارة، الذي فقد عينه اليمني في 28 يناير بالتحرير، واليسرى يوم 19 نوفمبر في محمد محمود، هجوما لاذعا على «العسكر» و«الإخوان»، وقال إن كلاهما يمثلان الثورة المضادة ويسعيان لمحو كل ما يتعلق بالثورة من عقول المصريين، مضيفا، في حواره ل«الوادي» أن «الإخوان عايزين دم والشرطة كذلك»، و«السلطة مش عايزة حد يعارض، والمعارضة هزلية ومطبلاتية»، و«الشهداء ضاعت حقوقهم»، وإلي نص الحوار: رغم فقدانك عينك اليمنى في 28 يناير، بالتحرير، إلا أنك أصررت على النزول يوم 19 نوفمبر في محمد محمود وحتى بعد فقدانك عينك الأخرى، بقيت بالشارع، فما هي أهم ذكرياتك حول الموضوع؟ أحداث محمد محمود بدأت ب200 متظاهر وارتفعت الأعداد في أيام لتصل إلي مئات الألوف، وأذكر أن كل من كان يقابلني بعد الإصابة الثانية كان يعتذر لي قائلا: «إحنا آسفين إننا ما صدقناش الثوار في شعار يسقط حكم العسكر». مواقف لن تنساها في شارع عيون الحرية خلال السبعة أيام؟ بداية نزولي كانت حوالي الساعة الثالثة عصرا في ظل اشتعال المعركة العنيفة بين المعتصمين والشرطة، فبعد أن تمكن جنود الأمن المركزي من إخلاء الميدان في الساعة الخامسة، سرعان ما استرده الثوار بعدها بأربع ساعات فقط، بعد معركة عنيفة سقط خلالها عشرات المصابين، وكان المشهد أشبه ب«خلية نحل»، سائقو الموتوسيكلات كانوا يعملون على نقل المصابين من ثوار الصف الأول، فيما يحتشد المئات في الخلف استعدادا للحلول مكان من في الصف الأول، وانشغل آخرون في توفير المستلزمات الطبية ومساعدة الأطباء الميدانيين. أصيب عدد كبير من المتظاهرين في العيون، حتى سمي الشارع بشارع «عيون الثورة»، وحازت قضية «قناص العيون» على اهتمام إعلامي كبير، فهل تشعر بالرضا بعد حبسه 3 سنوات؟ المسألة لم تكن قاصرة علي تصفية العيون فحسب، لكن تركيزهم الأكبر كان علي ثلاثة مناطق : العين والصدر والجزء التناسلي وكأن هدفهم الرئيسي كسر شوكة المتظاهرين وتأديبهم، هو مش داخل يموت لكنه بيصيبك بعاهة مستديمة رغم أنه من المفترض أن يصوب في القدم وأنا اصابتي الثانية وقعت من مسافة 5 أمتار بطلقة مصوبة بمطاطي، فاخترقت العين ودمرت الشبكية والقرنية بالعين اليسري. والحقيقة أن حقوق الشهداء ما تزال ضائعة في ظل مهرجان البراءة للجميع وكل ما يحدث هو الاحتفالات في ذكراهم السنوية، ونزولنا اليوم في الذكري الثانية يأتي للمطالبة بالعدل والقصاص الذي لم يتحقق حتى الآن، «ولازم كل واحد قتل يتحاسب، وطول ما مفيش أي حساب البلد دي عمرها ما هتوصل لأي حته، وطالما القتل اتغفر يبقي السرقة هتتغفر وحقوق الناس الغلابة دي عمرها ما هترجع». برأيك، لماذا لم يأخذ بما ورد في تقرير تقصي الحقائق الأول والثاني عن أحداث محمد محمود؟ تقارير تقصي الحقائق كلها حبيسة الأدراج، وما تزال قضية شهداء محمد محمود في النيابة حتي الآن منذ أكثر من عامين، والوضع سيستمر على هذا الشكل طالما يحكم العسكر والجنرالات مصر، وعلينا أن نعترف أنه «لما يبقي أمين عام مجلس الوزراء لواء جيش وكذلك رئيس صندوق أهالي الشهداء والمصابين و17 محافظا أيضا والمحليات لواءات داخلية»، يبقي احنا بنتكلم في "عسكرة الدولة" بعد فشل مخطط أخونتها . أما بخصوص القضية، فقد رفع الحقوقيون قضية لكنها لم تتحرك في النيابة حتى الآن، والقضية الوحيدة التي تحركت هي "قناص العيون" الذي حكم عليه بثلاث سنوات بعد احتجازه عام ونصف وكلها شهور ويخرج ومش بعيد نجده بجانبنا قريبا في الميدان . هناك تخوفات اليوم من النزول في محمد محمود، ويعتبره مصيدة من الإخوان والعسكر؟ أنا من أنصار أنها مصيدة وفخ منصوب بإحكام، من قبل الإخوان اللي عايزين دم والشرطة كذلك، والسلطة مش عايزة حد يعارض، لأن هؤلاء هم من سيحيون الوعي في قلوب وعقول الشعب، وهذا ما لن يسمح به الثلاثة تيارات القائمة، ولكن هناك رأي أخر يرفض ذلك ويصر علي النزول بمنطق "الشارع لنا ولا بنخاف ولا بنطاطي وكده كده مكملين" وهذا ما يثري الحركة الثورية في مصر . الاخوان عايزين دم، الفكرة أن يدفعوننا لنزول الشارع والميادين لنقف جنبهم للمتاجرة بدمائنا، والعسكر أيضا وآلته الأمنية القمعية والمواطنين الشرفاء، كل يسعي لغايته ويتناسى قضية الوطن وحق الشهيد . هناك تسريبات حول حزمة من مشاريع القوانين تعدها الحكومة لسلب الحريات التي انتزعتها الثورة ومن بينها قانون التظاهر ومكافحة الإرهاب؟ حق التظاهر انتزعناه بالدم، ولن نتنازل عنه، ولابد من الإعداد الجيد للمعركة القادمة قبل الانسياق وراء أي مجازر أخرى، فقضيتنا الأولى والأخيرة هدم الفساد وإعادة بناء النظام من جديد، والمعركة صعبة لأن السلطة العسكرية لا تريد أي معارضة حقيقية علي أرض الواقع، فالمعارضة القائمة مطبلاتية وفزاعة الإخوان لن تطول كثيرا . والحقيقة أن النظام لم يتغير بعد ممثلا في "مبارك وطنطاوي والإخوان"، فهم ثلاثة أوجه لعملة واحدة وهي استمرارا لنظام يوليو منذ 52 وبالتالي فلن يسقط بين يوم وليلة .