الكاتب : رضا صلاح الدين ونهى يسرى وسارة جمعه لازالت الجدران الخرسانية التي وضعتها وزارة الداخلية لإغلاق شارع القصر العيني تؤرق راحة المواطنين وسكان المنطقة، نظرا لتعطل مصالحهم، وتأثر حركة المرور في تلك المنطقة الحيوية، وهو ما دفع الأهالي للتقدم بشكاوي لا حصر لها للجهات المسئولة. وتباينت أراء سكان ورواد القصر العينى، بين مؤيد ومعارض لإزالة الجدران الخرسانية التى تم بنائها بعد أحداث ثورة 25 يناير لتأمين منشأت حيوية هامة بتلك المنطقة، وعلى رأسها وزارة الداخلية ومجلس الشعب والشورى والجامعة الأمريكية السفارة الألمانية والأمريكية. بداية يقول محمد أحمد، من الطبيعي أن تؤثر الجدران الخرسانية على السيولة المرورية ولكن يجب أن نتحملها في سبيل تأمين ميدان التحرير من أعمال البلطجة والإرهاب التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة، حتى تعود الأمور كما كانت عليه، مضيفا: "يجب الحفاظ على الميدان رمز الثورة الذى يقصده السياح لزيارته، بالإضافة إلى الهيئات و المنشئات الحيوية التي يكتظ بها الميدان". أما عاطف على، وهو يعمل في "سوبر ماركت"، بشارع القصر العيني، يرى أن بناء هذا الجدار وغلق محطة مترو أنور السادات، قد أثر تأثيراً كبيرا على أصحاب المحلات بالمنطقة وعلى حركة المرور وحركة البيع والشراء، موضحا أن هذه الجدران ليست مهمة وإهدار للمال العام ومن السهل أن تقوم وزارة الداخلية بتأمين هذه الأماكن بزيادة أفراد الأمن وتكثيف القوات الأمنية بدون وضع جدار يعطل حركة السير ويجعل الأفراد يستهلكون وقتا طويلا للوصول للميدان. فيما قال محمد حسن، أنه يحضر لمجمع التحرير كل يوم لإنهاء بعض الأوراق الهامة، مما يعرضه لاستغلال سائقى التاكسي والمواصلات بعد غلق محطة مترو السادات، وكذلك بعض مداخل الميدان، حيث يقومون بزيادة الأجرة لعلمهم التام باحتياج الناس إليهم، مشيرا الي أنه يجب أن يقوموا بفتح كل هذه الطرق حتى يمنع استغلال السائقين وتقل هذه الأزمة، موضحا وجود طرق كثيرة لتأمين الميدان بدون وضع هذه الجدران وغلق الشوارع، خاصة أن أغلب من يأتي للميدان يأتي من أماكن بعيدة لقضاء مصالحهم ويجب أن يتم تسهيل مهمتهم وليس تعقيدها اكثر . بينما أوضح اللواء المكلف بمراقبة الحركة وتأمين الميدان، والذي رفض ذكر أسمه، أن الجدران الخرسانية وضعت كإحدى الخطط الأمنية لوزارة الداخلية لحماية الميدان ومنع أي اشتباكات قد تحدث، ومحاولة اقتحام المنشأت الحيوية بالمنطقة، مضيفا: "المظاهرات غير السلمية وظهور الأسلحة والملوتوف فيها سبب وجود هذا الجدار الذي يهدف لمنع كل هذه الأمور وحماية الأماكن والمؤسسات الحيوية بالمنطقة، وليس مجرد شكل كما يقول البعض لأنها وضعت لحماية المواطن وتوفير الأمن والطمأنينة له". وطالب اللواء المكلف بالتأمين، المواطنين بالمساعدة في حفظ الأمن وتحمل هذه الإجراءات الأمنية حتى نجتاز هذه المرحلة العصيبة، مؤكدا أنه لا يتم غلق منطقة إلا ويتم وضع مكان بديل للوصول اليها، وهو أمر مؤقت حتى تستقر البلاد وتهدأ الأوضاع. من جانبه، أكد الدكتور جلال مصطفى سعيد، محافظ القاهرة، أن الشكوى الدائمة من سكان منطقة وسط البلد التى وضعت بها جدران خرسانية منذ أحدث ثورة 25 يناير 2011 وعلى رأسها شارع القصر العينى ومحمد محمود وجاردن سيتى وغيرها، كانت وراء اتخاذه قراره بإزالة تلك الجدران وتبديلها ببوابات حديدية، حتى يمنع التكدس المرورى بوسط المدينة، وتسهيلاً على القادم من جنوبالقاهرة متجها إلى وسط المدينة، وكذلك لتسهيل حركة المواطنين وتمرير التجارة والبضائع بتلك المنطقة الحيوية من قلب القاهرة . وأوضح المحافظ، أنه تم التنسيق مع المنطقة المركزية للقوات المسلحة ومديرية الأمن بالقاهرة لإزالة أول جدار خرساني بشارع القصر العيني، على أن تقوم شركة المقاولون العرب بتصنيع تلك البوابات الحديدية بمواصفات محددة، على رأسها الشكل الجمالى والمتانة والقوة، علي أن تصل تكلفة البوابة الواحدة إلى نصف مليون جنيه، تتحملها محافظة القاهرة من ميزانيتها الخاصة ويستغرق تنفيذها شهرا، وفور تركيبها ستتم الإزالة للجدران الخرسانية على أن تغلق في حالة الضرورة. يذكر أن عدد الجدران الخرسانية الموجودة بمنطقة وسط البلد 13 جدارا، قامت ببنائها القوات العسكرية والأمنية بعد الثورة فى الشوارع المؤدية لوزارة الداخلية المصرية والسفارة الأمريكية ومجلسى الشعب والشورى ومبنى مجلس الوزراء . وتتحصن وزارة الداخلية بسبعة جدران مكونة من مكعبات خرسانية كبيرة وعشرات الأسلاك الشائكة، منها بالشوارع المتفرعة من شارع محمد محمود، وشارع يوسف الجندى ومنصور والفلكى وشارع نوبار باشا وشارع الشيخ ريحان . كما أن السفارة الأمريكية تحصنت بأربعة جدران، الأول فى الشارع المؤدى إليها من ميدان سيمون بوليفار القريب جداً من ميدان التحرير، والذى تم بناؤه إبان الاحتجاجات التى شهدتها محيط السفارة الأمريكية عند ظهور الفيلم المسئ للرسول عليه الصلاة والسلام، وجدار فى شارع عبد القادر حمزة وجدارين آخرين فى الشوارع المؤدية للسفارة على طريق كورنيش النيل، وتم بناؤهما فى الذكرى الثانية لأحداث شارع محمد محمود عقب انتقال المتظاهرين لميدان سيمون بوليفار. كما يتواجد جدارين بشارع القصر العينى، حيث مجلسى الشورى والوزراء، والمقرر وضع أول بوابات حديدية بها بدلا من الجدران الخرسانية.