أكد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، أنه لا يمكن الحديث عن مصالحة مع من يحملون السلاح ويقتلون مصريين أبرياء خروجا على كل القيم الدينية والإنسانية. وتساءل البدوى خلال لقاءه فى معسكر شباب الوفد بالإسماعيلية والمقام فى مدينة فايد: "بأى حق يستحلون دماء اناس مسلمين ومسيحيين أثناء خروجهم من حفل عرس في كنيسة الوراق، وبأى حق يستخدمون السيارات المفخخة تقتل بلا تمييز وبأى حق يقتلون أبنائنا فى القوات المسلحة والشرطة، الذين يؤدون واجبهم الوطني في حماية أرواح الأبرياء من المدنيين" . وأكد البدوى خلال اللقاء على ضرورة أن نقف جميعا صفا واحدا دون تهاون أو مهادنة في مواجهة هذا الإرهاب الأسود، مشددا على أنه لا حوار مع الإرهابيين فهم خوارج هذا العصر، والتاريخ الاسلامى حافل بمثل هذه الامور، وقام سيدنا على بقتل 4 آلاف من الخوارج وكانوا مسلمين ومن حفظة القرآن حفاظا على الدولة بعد ان أنذرهم وأعذرهم ولم يمتثلوا واصروا على استخدام السلاح. وقال البدوى :"نحن الآن أمام استحقاقات مهمة بالنسبة لاستقرار مصر، الاستحقاق الأول هو الدستور، وأؤكد انه سيكون دستوراً حديثًا يليق بشعب صنع ثورتين عظيمتين". وأشار البدوى إلى أن الدستور سيكون معنيا فى المقام الأول بتحقيق العدالة الاجتماعية، وسيكون ذلك نصا وإلزاما على الدولة بحيث تلتزم الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حد أدنى من الدخل يحقق حياة كريمة للمواطن الكريم وتوفير المسكن الملائم والعلاج الذى يليق بكرامة الإنسان المصري وتعليم مجانى حقيقي. وشدد البدوى على ان الدستور الجديد سيحافظ على الهوية المصرية، التى لن يتم العبث بها كما ان المادة 2 باقية كما هى، وكذلك المادة 3 وتم إلغاء المادة 219، وإذا ما كان هناك حاجة لتفسير مبادئ الشريعة الاسلامية فإن الأزهر الشريف هي المؤسسة المنوط بها اقتراح هذا التفسير، وهو في الغالب سيؤخذ به يتطابق مع تفسير المحكمة الدستورية العليا لمبادئ الشريعة الإسلامية، مضيفاً أن الإستحقاق الثانى هو الإنتخابات البرلمانية وهى هامة جدا وهى التى ستحدد من سيحكم مصر. وبشأن نظام الحكم قال البدوى، أنه تم الإتفاق على النظام المختلط الذى يميل للبرلمانى، بحيث يكون لرئيس الدولة فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وله سلطات تختص بالسياسة الخارجية وهو الرئيس الاعلى للسلطة التنفيذية ويمارسها من خلال رئيس الوزراء الذي يتم تكليفه من حزب الأكثرية لكن من يملك عزل رئيس الوزراء هو مجلس النواب، وبالتالى سيصبح هناك توازن داخل السلطة التنفيذية من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء. وقال البدوى أن الأحزاب السياسية تعرضت لتجريف سياسى منذ 1953، وأصبحنا أمام الحزب الواحد رغم أنه فى عام 1976 بدأت المنابر والتى تحولت بقرار من الرئيس الراحل انور السادات إلى أحزاب، حيث نشأت أحزاب مصر وترأسه السادات وحزب الاحرار وترأسه مصطفى كامل مراد وحزب التجمع وترأسه خالد محيى الدين وحزب العمل وترأسه المهندس إبراهيم شكري لكن حزب الوفد لم ينشأ بقرار سلطوي لكنه خرج من رحم الأمة وفقا لقانون الاحزاب عام 1978، حيث كان القانون يشترط وجود 20 نائبا فى البرلمان حتى يرخص للحزب وكان للوفد 22 نائبا في مجلس الشعب لكن بعد عودة الوفد قرر الحزب تجميد نشاطه اعتراضا على سياسة الحكم، ثم عاد الوفد بحكم قضائى عام 1983 وكنا أمام الحزب الوطنى الذى سقط بسقوط رئيسه، ولم يكن يسمح بتداول السلطة رغم أنه لا ديمقراطية إلا بأحزاب قوية قادرة على تداول السلطة. وأعرب "البدوى" عن سعادته بلقاء شباب الوفد، مؤكداً أن الشباب هم فرسان الميدان طوال تاريخ الحركة الوطنية قبل ثورة 1952، وبعدها ولولا الشباب لما تحقق الحلم فى ثورة 25 يناير، وهو الحلم الذى ظللنا نحلم به وكان املا تحقق على ايدى شباب مصر ومنهم شباب الوفد ثم كانت المعجزة فى ثورة 30 يونيو وكان الشباب هم وقود هذه الثورة فى كافة ميادين مصر، وبالتالى الحزب أو الدولة التى لا تهتم بالشباب تفقد نصف الحاضر وكل المستقبل ومستقبل هذا الوطن شباب مصر الذين أدهشوا العالم بثورتين عظيمتين لم يشهد العالم لهما مثيلا فى العصر الحديث. وحول العداء التاريخى بين الإخوان والوفد، قال البدوى أنه أعلن فور تولية رئاسة الوفد في شهر يوليو 2010 أثناء حكم الرئيس الأسبق "أن صراعنا لن يكون مع الحزب الوطنى لكن صراعنا الحقيقى سيكون مع الإخوان، وأضاف البدوى: "كما قلت حينئذ أن الإخوان الذين يتحدثون عن الديمقراطية هم أول من سينقلبوا عليها".