أكد السفير ماوريتسيومسارى سفير إيطاليا الجديد لدى مصر أن بلاده تعتبر مصرشريكا استراتيجيا له أهمية خاصة على الصعيدين المتوسطى والإقليمى وهو التزام وركيزة ذو قاعدة أساسية لأى حكومة تتوالى على أيطاليا وسيظل هذا المبدأ قائما كما هو. وقال السفير -فى أول مؤتمر صحفى له- "إن علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الحكومتين هى مبدأ اتفق عليه منذ عام 2009 وقد تم خلال زيارة الرئيس مرسى مؤخرا لإيطاليا الاتفاق على استئناف الحوار بين البلدين مرة أو مرتين سنويا بعد أن كان قد تقف إثر ثورة 25 يناير وسنذبل قصارى جهدنا للمساهمة فى مساعد مصر لتخطى صعوبات المرحلة الانتقالية على الصعيدين الاوروبى والدولى". واوضح ان ايطاليا تعد الشريك الاوروبى الاول لمصر والثانى بعد أمريكا بالنسبة للعلاقات التجارية، موضحا أن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ 5.2 مليار يوروعام 2012 منها 2.9 مليار يورو للصادرات الايطالية إلى مصر و2.3 مليار يورو للصادرات المصرية الى إيطاليا 40 فى المائة منها صادرات غاز ونفط مؤكدا على ان احد الركائز الاساسية هو مجلس الاعمال المصرى الايطالى المقرر ان يجتمع فى نهاية مايو المقبل بالقاهرة، قائلاً إن اجمالى حجم الاستثمارات الايطالية في مصر بلغ 4.5 مليار يورو وان هناك 820 شركة ايطالية تعمل في مصر فى مجالات مختلفة من بينها البترول والأسمنت واطارات السيارات والزيوت وماكينات والالات والمعدات. وأشار إلي برنامج مبادلات الديون المصرية المستحقة لايطاليا والتى تبلغ 300 مليون دولار، وقد بدأ هذا البرنامج علي 3 مراحل منذ عام 2001 وتجرى مباحثات حالية بين الجانبين لتنفيذ الشريحة لثالثة بقيمة 100 مليون دولار لتحديد المشروعات المقرر تنفيذها في قطاعات الأمن الغذائي والزراعة والتدريب المهنى والبيئة والحفاظ على الاثار ودعم المنظمات الأهلية، مضيفاً " إنه سيلتقي في نهاية الشهر القادم بالسيد أشرف العربي وزيراالتعاون الدولى لتحديد هذه المشروعات" ، منوها بالجهد الكبير الذي تبذله ايطاليا في قطاع الاثار للحفاظ وتطوير الأماكن الاثرية . وذكر أن قطاع التعاون الايطالي يبدى اهتماما كبيرا لبرنامج المساعدات المخصصة لمصر لتوفير الآلات والمعدات لتنمية قدرات مؤسسات الحكومية المصرية وهناك خط تمويل للقروض الميسرة للصناعات الصغيرة والمتوسطة بقيمة 13 مليار يورو بالإضافة الي برنامج مساعدات الأمن الغذائي . وعلي الصعيد الثقافي، أشار السفير الايطالي إلى أن يتم حاليا بحث الخطة الثقافية الثلاثية للفترة المقبلة مع وزارة الثقافة المصرية وتتضمن دعم تدريس اللغة الايطالية -المتاح بالفعل- في المدارس الثانوية المصرية والذى تتضاعف 4 مرات ليصل الى 92 ألف طالب عام 2012 - 2013 مقابل 20 ألف طالب في عام 2008 بالاضافة الى التدريس بالجامعات المصرية لدعم التدريب الفني بمعهد "دونبوسكو" بالقاهرة، وانشاء مدرسة تدريس اخرى بالفيوم. وأضاف أن عدد السائحين الإيطاليين بمصر قبل الثورة تراوح بين 800 الى مليون سائح ولكن للأسف حدث انخفاضا نتيجه للأحداث الأخيرة بمصر ونبحث حاليا مع وزير السياحة كيفية العودة مرة اخرى إلى مليون سائح إيطالي بمصر. وذكر أنه بالنسبة للهجرة الشرعية هناك نظام الحصص لعدد من الدول غير الأوروبية ومصر تحظى بنصيب كبير بلغ حوالى 10 آلاف هجرة مشروعة سنويا حيث نتعاون مع وزارة القوى العاملة في برنامج حركة انتقال العمالة المصرية المدربة إلى ايطاليا ولكن للصعوبات التي تشهدها أوروبا حاليا بسبب الأزمة المالية هناك شركات تتخلص من العمالة الزائدة. واوضح ان هذا البرنامج يتناول تدريب الشباب وتأهيلهم لسوق العمل الايطالي أو ايجاد فرص عمل لهم بالشركات الايطالية العاملة بمصر، ومهمتنا تدريب هذه العمالة بحيث نستطيع توفير العمل لهم بسهولة في مصر أو ايطاليا أو في الخارج دون التمسك بالحصص ومن المقرر أن يتم عقد منتدى مشترك للشباب المصري الايطالي لإقامة جسور التعاون والتواصل بين الشباب سيتم تحديد موعده في وقت لاحق . وقال إنه سيتم في نهاية مايو المقبل تنظيم لقاء بين الاعلاميين والصحفيين المصريين والايطاليين في مصر تستضيفه السفارة الايطالية لتبادل الآراء حول التطورات الاقليمية والعلاقات الخارجية بمصر مع دول العالم . وأكد السيد ماورريتسيو سفير ايطاليا لدى مصر أن التعاون مع مصر لا يرتبط بنتائج المشاورات بين صندوق النقد الدولى ومصر أو بأي شروط أخرى، وقال " إننا نعمل على دعمها خلال المرحلة الراهنة وحث المؤسسات الدولية على القيام بدورها تجاه الصندوق للاسراع بتقديم المساعدات لمصر ونأمل تخطى مرحلة التفاوضات في القريب العاجل". وذكر أن سياسية إيطاليا تجاه الأزمة السورية واضحة، وتتطابق مع الموقف المصري وقال "إننا نرى ضرورة ايجاد حل سياسي لوضع حد لهذه الأزمة خاصة وان النظام الحالى فقد شرعيته في عيون أبناء الوطن ، كما نرى أهمية دور المجتمع الدولى سياسيا لدعم المجتمع السورى للوصول فيما بينهم الى نوع من التوافق السياسي لمرحلة ما بعد بشار الاسد حتى لا تتفجر صراعات أخرى".