في الوقت الذي استنكر فيه علماء الأزهر الشريف وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ووزارة الاوقاف ونقابة الاشراف الزيارة الأخيرة التي قام بها المرجع الشيعي اللبناني علي الكوراني وعقده ندوات دينية خاصة داخل القاهرة، فضلاً عن اجتماع عدد من نساء الشيعة في أول حسينية للشيعة بالقاهرة خلال الأسبوع الماضي، وضربوا على صدورهم ورتلوا قصائد رثاء إحياءا لذكرى مقتل عدد من آل البيت في مناسبات شيعية وهو ما رفضه رجال الدين بصورة كبيرة. الى أن جاء قرار اغلاق الحسينية الشيعية مساء اليوم من قبل السلطات المصرية نتيجة نقص اجراءات الترخيص، حيث صادرت محتويات الحسينية من منشورات وملصقات وتسجيلات، مؤكدة أن قرار الإغلاق لا رجعة فيه. بداية أكد الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، عن رفضه التام لإغلاق أول حسينية شيعية في مصر الذي اعتبرها البعض وسيلة لنشر التشيع في البلاد فيما يراها كريمة كمراكزعلمية للتقريب بين المذاهب على قاعدة مشتركة "حب آل البيت"، وما حدث ليس سوى نوعا من تصفية الحسابات السياسية بين الفريقين. على حد قوله. ومن جهته أشار كريمة إلي أن في مصر العديد من المؤسسات الثقافية الغربية ومؤسسات تعليمية غير شرعية قلباً وقالباً والجميع يغض الطرف عنها بسبب لغة المصالح السارية فيما بينهما. في الوقت الذي أباح فيه الشيخ محمود شلتوت، شيخ الازهر الاسبق رحمه الله التعبد على المذهب الشيعي الجعفري وألا يمنح الباحث في الفقه المقارن شهادة الدراسات العليا إلا إذا أشار في رسالته إلي المذهب الجعفري أو الزيدي أو الإباضي، موضحا أن الصراع بين السنة والشيعة سياسي في المقام الأول، فإذا رضيت أمريكا على ايران ارتمى الخليج كله في حضن ايران وبالتالي لن تسمع صوتا معارضا في مصر والعالم العربي. وأضاف أنه لا ينبغي أن نتلاعب بعقول وعواطف المصريين، فبدلا من صب جام غضبهم ضد افتتاح أول حسينية للشيعة في بلادنا، كان الأجدر بهم أن يسعوا جديا نحو افتتاح كلية أزهرية في ايران أو اليمن أو العراق، مؤكدا أنه أزهري سني المنهج ولكنه في الوقت ذاته ضد فكرة الإغلاق ومصادرة الفكر الذي لا يواجه إلا بفكر كما كان يردد دائما الإمام محمد الغزالي، إنما الذي يقوم بالمصادرة هو الشخص المهزوز، غير الواثق في قدراته، لما يدعوا إليه، ويتساءل من جانبه أليس هذا أفضل من الغرف المغلقة، فالمراكز العلمية لا تنشر مذهباً إلا إذا وجدت الخطة والأرض الخصبة التي إن توافرت وتحققت فإنها تدين المجتمع الإسلامي بأسره. ومن جانبه أوضح د. عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه ضد مصادرة المذهب أو الحسينية الشيعية لكنهم يريدون أن يسّيروا العالم الإسلامي ويفرضوا عاداتهم وتقاليدهم عن طريق الانصار غير الحقيقين بإغراءات مادية دون أن يتركوا الناس على سجيتهم وحريتهم في الاختيار، فعقيدة الشعب المصري ترفض الوصاية ويكفي ان نعلم كم استمرت الدولة الفاطمية في مصر زماناً طويلاً ورغم كل هذا لم تتشيع مصر التي لا يقبل شعبها بغير المنهج الوسطي المعتدل، مذهب أهل السنة والجماعة. وافاد بيومي أن الإخوة الشيعة لا يسلكون مسلك النقاش الطبيعي والحوار البناء بقدر سعيهم الدؤوب لفرض مذهبهم الشيعي المليء بالعادات الدخيلة على العقيدة الإسلامية السمحة، مشيرا أن الحسينيات ليست من مناسك الشيعة، أو تمثل شعيرة وعقيدة لديهم ومن ثم فإننا عندما نصادر حسينية فإننا نصادر عادات وتقاليد بالية لا تمثل حجر عثرة أمام فكرة أو مذهب، بقدر ما تدفع عنا الضرر الاكبر ونحن المسلمون مستعدون أن نناقش الشيعة ولكن دون فائدة من حوارهم، نتيجة فكرة الدوجمة والتحيز الأعمى المسيطرة على أفكارهم. وفي النهاية يتسائل بيومي هل من الإسلام أن تضرب ظهرك حتى يُدمى؟ أم هل من الدين أن يمتد بك الحزن شهوراً وإلى أبنائك سنيناً؟ وهل من العقيدة أن تلوم نفسك على جرم لم ترتكبه؟ فيما أدان الشيخ علي أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، قضية المصادرة واغلاق الحسينية قائلاً "في بلادنا انقلاب في القيم والأخلاق ولدينا أناس لا يجيدون إلا الردح والتصفيق والتكفير والتخوين والعديد من النماذج المتأسلمة التي ملأت فضائياتنا وجرائدنا "كصراعات وتشنجات الشيخ المحلاوي في الانتخابات وحرب د.سعد الكتاتني ضد شيخ الأزهر، د.صفوت حجازي ضد المفتي" وإلا فما دور العالم في الانتخابات وهل يكون مجرد بوق لتيار بعينه؟ حسب وصفه.