وإبراهيم أمين وممدوح المصرى وسعيد على وعماد طه و كريمة أبو زيد بعد سقوط دستور 1971 بقيام ثورة 25 يناير، واجهت القوى السياسية المصرية عوائق عديدة لتشكيل الجمعية التأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد، فبعد تشكيل الجمعية التأسيسية السابقة قامت محكمة القضاء الادارى ببطلان تشكيلها وذلك لعدم ضمها جميع طوائف الشعب، وبعد تهديدات المجلس العسكرى للاحزاب بالرجوع إلى دستور 71 مرة أخرى أو إصدار إعلان دستورى مكمل لتحديد صلاحيات الرئيس القادم ومجلس الشعب، قامت الأحزاب بالاجتماع يوم الخميس الماضى للاتفاق على معايير الجمعية ، وقاموا بعرضها أمس على المجلس العسكرى . وأكد الدكتور محمد البلتاجى عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة أن جميع الاحزاب بما فيهم حزبه قامت بتقديم تنازلات من أجل الاتفاق على معايير إختيار أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور. أشار إلى أنه بعد بطلان تشكيل الجمعية التأسييسية التى تم تشكيلها قبل ذلك، أقرت اللجنة التشريعية ولجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب قانون ينظم المعايير التي من شأنها يتم التوافق بين الكتل السياسية في المجتمع وأن تكون في المقام الأول ممثلة من جميع مؤسسات الدولة التي ترشح الشخصيات التابعة لها. وأضاف البلتاجى أن حزب المصريين الأحرار والذى قد أعلن انسحابه من اجتماع الاحزاب أول أمس بحزب الوفد اعتراضاً على المعايير، قد وافق علي المعايير التي علي أساسها تم اختيار القائمين علي وضع مشروع الدستور موضحا أن رفضهم جاء لأشخاص بعينهم ورغبة منهم أن يأتوا بغيرهم وليس رفضا للمعايير مشيرا إلي رغبتهم بالدفع بالمستشار نور فرحات واستبعاد المستشار مكي والغرياني ، مؤكدا أنهم يرفضون الدفع بأي شخصية تشوبها أي شبهات في عمل يمثل مستقبل البلاد لفترات طويلة. بينما قال النائب يونس مخيون عضو مجلس الشعب عن حزب النور أن الحزب حضر اجتماع الأحزاب أول أمس فى مقر حزب الوفد وتم التوافق على معايير تشكيل الجمعية التأسيسية ، وتم عرضها أمس على المجلس العسكرى ،مؤكداً أن ذلك الاتفاق يعد خطوة هامة فى صياغة الدستور، وأشار إلى أن الحزب لم ينته حتي الآن من تسمية ممثليه في الجمعية التأسيسية للدستور. أضاف مخيون أن حزب النور يعمل بنظام مؤسسي وسيتم عقد عدة اجتماعات للجان المختلفة داخل الحزب لترشيح خبراء في المجالات المختلفة . وتابع:" ننتظر فقط عودة الدكتور عماد عبدالغفور رئيس الحزب والوفد الحزبي المرافق له لبدء اختيار ممثلينا في الدستور". وأوضح مخيون أن ال8 "6+ 2"المفترض تمثيلهم ل"النور" داخل تأسيسية الدستور لايمثلون حزب النور وفقط، وانما – حسب تعبيره- يمثلون جموع المصريين ومنوط بهم مسئولية عامة وتاريخية. بينما أشار أحمد خيرى عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الاحرار إلى أن الانتهاء من مشكلة اللجنة التأسيسة للدستور يمثل انطلاقة حقيقية نحو بناء مصر الجديدة القائمة على المشاركة لا المغالبة. واضاف خيرى أن المناصفة بين التيار المدنى والاسلامي يمثل بداية انفراج للازمة السياسية ,كما قام بتوجيه تحيه لحزب البناء والتنمية(الجماعة الاسلامية) الذى تنازل عن نصيبه فى التأسيسية من أجل إحداث التوازن . ومن جانبها أكدت هالة مصطفى المتحدث الاعلامى للحزب المصرى الديمقراطى أن الصيغة التى تم التوافق عليها بين جميع الاحزاب فى إجتماعهم قبل لقاء المجلس العسكرى أمس هى صيغة مرضية لهم ولجميع الاحزاب ، مشيرةً إلى أن الاحزاب ستجتمع غداً لإختيار الاسماء التى ستشكل الجمعية التأسيسية للدستور . بينما قال محمد محسوب عضو الهيئه العليا لحزب الوسط انه تمت المشاركه من الحزب في الاجتماع الذي تم في مقر حزب الوفد والاتفاق علي جميع الاسس والمعايير والنسب التي تخص جميع الجهات والاحزاب ، مؤكداً على حضور نواب الحزب لاجتماع مجلسى الشعب والشورى يوم الثلاثاء لاختيار الاعضاء الذين سيمثلون فى الجمعية . واضاف محسوب ان الوسط لم يحضر اجتماع العسكري مع بعض الاحزاب الاخرى والقوى السياسية، مبرراً ذلك بأن اجتماع الوفد يعد بمثابة وثيقه عهد تم عرضها علي المجلس العسكري وتم اقرارها وجميع الاحزاب الحاضره كانت تمثل حزب الوسط ولا فرق بين حزب واخر ، والوثيقه التي عرضت علي العسكري لن تكون للتفاوض ولكن كانت للعرض فقط والإقرار بما فيها. ومن جانبه أوضح حسين عبد الرازق عضو المكتب السياسى لحزب التجمع ان الأحزاب المصرية حسمت موقفها وتجاوزت خلافاتها ، وأتفقت علي تشكيل الجمعيه التأسيسيه للدستور والتي تقتضي بتمثيل حزب الحريه والعداله بواقع 16 عضواً ، مشيراً إلى أن هذا التمثيل كان يرفضه الاخوان من قبل ولكن تم قبوله الان حتي لا تجعل الرأي العام يثور ضدها خاصة وان مرشحها الرئاسي يستعد خلال ايام قادمه لجوله الاعاده بالانتخابات الرئاسيه . وأضاف عبد الرازق أن المجلس العسكري كان صارم في حديثه مع الاحزاب خاصة حزبي الحريه والعداله والنور مهددا في حاله فشل الاجتماع سيصدرإعلان دستوري مكمل وهذا ما جعل الاحزاب توافق علي هذا التمثيل مع الضغط علي حزب الحريه والعداله للموافقه خاصه في اجتماع الذي حضرته تلك الاحزاب بمقر حزب الوفد وتم الاتفاق علي كل المعايير والنسب . ومن جانبه قال الدكتور محمد محيى الدين وكيل حزب "غد الثورة"أن الحزب يثمن توافق القوى الوطنية على معايير وإجراءات تشكيل الجمعية التأسيسية. وأكد محيى أن هناك أحزاب سياسية أثبتت انها تنضج بمعدل سريع ومتزايد مثل حزب البناء والتنمية الذي تنازل عن مقاعده لإقرار التوافق . وأشار وكيل حزب غد الثورة إلى الدور الذي لعبه المجلس العسكري في إقرار هذا التوافق بإعتباره السلطة الحاكمة، قائلا: انه تم إنجاز 50% من الدستور القادم لمصر وان إنتخابات الجمعية التأسيسية يوم الثلاثاء القادم يعني قطع منتصف المسافة من الدستور الجديد.