أعلن البيت الأبيض تفاصيل تأثر كل ولاية من الولاياتالأمريكية بالتخفيضات التلقائية في الانفاق الحكومي اعتبارا من الجمعة القادمة.. وذلك في محاولة أخيرة من الرئيس باراك أوباما للضغط على الجمهوريين في الكونجرس للتوصل إلى حل بشأن طريقة وقف التخفيضات الشاملة. ففي مسعى منه لدق ناقوس الخطر بين الأمريكيين الذين لم يتداركوا جيدا آثار التخفيضات التلقائية، أصدر البيت الأبيض 51 بيان حقائق وصف فيها ما يمكن أن يحدث خلال الأشهر السبعة المقبلة إذا دخلت التخفيضات حيز التنفيذ. وسترغم هذه التخفيضات في الانفاق حوالي 800 ألف موظف مدني في البنتاجون على أخذ إجازة الزامية لمدة يوم واحد في الأسبوع وتقليص رواتبهم بنسبة 20 في المائة، كما سيحد من قدرة البحرية الأمريكية على الإبقاء على سفنها في البحار والمحيطات بنسبة 30 في المائة، إضافة إلى تقليص ميزانية صيانة القواعد، كما ستطال التخفيضات في الانفاق قطاعات التعليم والطيران المدني والأبحاث والأمن الغذائي والمحميات الطبيعية والحدائق الوطنية. وأوضح البيت الأبيض أن منطقة واشنطن التي تضم العاصمة الأمريكيةواشنطن وفرجينيا وميرلاند ستفقد معا 29 مليون دولار في تمويل المدارس الابتدائية والثانوية، مما سيعرض للخطر 390 وظيفة مدرس ومدرس مساعد ستؤثر على 27 ألف طالب، كما سيفقد حوالي ألفي طفل فقير فرصة الوصول إلى التعليم المبكر.. وفي مجال الصحة العامة، سيتم خفض 31400 اختبارا من اختبارات فيروس الإيدز.، كما سيتم خفض مرتبات حوالي 150 ألفا من الموظفين المدنيين في وزارة الدفاع في المنطقة حتى 30 سبتمبر القادم في ظل خفض ما يقرب من 7500 دولار من أجور كل منهم.. وقد أوضح مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية من قبل أنه سيتعين على الموظفين الحصول على يوم بدون راتب اسبوعيا لتصل نسبة الخفض في الأجور إلى 20 في المائة. ويخطط الرئيس أوباما لزيارة نيوبورت نيوز غدا الثلاثاء لتسليط الضوء على تأثير التخفيضات، ويخطط المشرعون الأمريكيون لجولة طويلة من المبارزة السياسية قبل إجراء مواجهة أخرى حول الميزانية في أواخر مارس المقبل التي يمكن أن يقرروا فيها ما إذا كان سيتم الاستمرار في تطبيق التخفيضات المقررة بمبلغ 85 مليار دولار من الانفاق الحكومي على البرامج الداخلية وبرامج الدفاع خلال العام المالي الحالي. ويطرح الجمهوريون تساؤلات حول ما إذا كانت التخفيضات التلقائية في الانفاق ستكون ضارة بالشكل الذي وصفه وتوقعه البيت الأبيض وربما يعملون على إعداد مقترح بشأن التخفيضات يوفر للإدارة الأمريكية فرصة لاختيار كيفية تنفيذ هذه التخفيضات.. ومن جانبهم، أعرب الديمقراطيون عن قلقهم من اضطرارهم إلى قبول هذه التخفيضات إذا لم يتفاعل الأمريكيون بالشكل الكافي خلال الأسابيع المقبلة. ويقتضي إجراء التخفيضات التلقائية في الانفاق بمبلغ 2ر1 تريليون دولار على مدى 10 سنوات من الإدارة الأمريكية إجراء تخفيضات شاملة وعشوائية في تمويل برامج الوكالات الحكومية، مع حماية القليل من البرامج من هذا الإجراء مثل برنامج الرعاية الصحية "ميديكير" وكوبونات الأغدية. ويأتي إجراء التخفيضات التلقائية نتيجة لاتفاق في عام 2011 بين البيت الأبيض والكونجرس للحد من الاقتراض الفيدرالي وخفض العجز في الميزانية، وقد رسم المسئولون في البيت الأبيض صورة متشائمة لآثار التخفيضات التي ستؤثر على مجموعة واسعة من الخدمات الحكومية في جميع الولاياتالأمريكية، وركز البيت الابيض على نتائج هذه التخفيضات في الولايات التي تعتبر مهمة سياسيا للجمهوريين، في محاولة لوضع مزيد من الضغط على المشرعين الجمهوريين.