اختلف عدد من النقاد على الأفلام التى تستحق الفوز بجوائز الأوسكار بمختلف عناصرها الفنية بينما اتفقوا، على أن جوائز الأوسكار هذا العام تأتى فى إطار الدعاية السياسية للإدارة الأمريكية وأن البعد السياسى سوف يسيطر بشكل كبير على منح الجوائز. من جانبه قال الناقد طارق الشناوى إن الأفلام المشاركة فى مهرجان «الأوسكار» هذا العام عددها كبير وعلى مستوى عال جدا من الجودة، ولذلك يضعنا فى حيرة كبيرة حول من الذى يفوز بالجائزة، وفيلما «البؤساء» و«لينكولن» من المستحيل أن تفوتهما الجائزة، بالإضافة لأفلام «الحب» و«حياة باى» و«أرجو» فهى تمتع بجانب فنى متفرد، وأرى أن التميز متوزع على جميع الأفلام والنسب بينها متفاوتة على عكس فيلم «تيتانيك» عندما دخل المهرجان حصد 12 جائزة ولا أعتقد أن هناك فيلما سيحصد العدد الكبير من الجوائز الذى حصده فيلم «تيتانيك»، من ناحية أخرى أشار طارق الشناوى إلى البعد السياسى الذى احتوت عليه الأفلام المرشحة للأوسكار هذا العام، حيث قال إنه يرى أن وجود هذا العدد من الأفلام السياسية ليس صدفة، خاصة فى ظل الأحداث السياسية التى نعيشها من ثورات الربيع العربى، فمثلا فيلم «البؤساء» تناول الثورة الفرنسية مما ذكر المشاهد بثورات الربيع. ذلك فى حين ترى الناقدة ماجدة موريس أن فيلمى «أرجو» و«لينكولن» من الأفلام التى تدور حول حدث محدد، وكل منهما يتوقف عند فترة زمنية ضيقة وتدور حولها الأحداث، وأرى أن جائزة «الأوسكار» فى الغالب ستكون من نصيب الأفلام ذات الطابع السياسى، وتضيف موريس أن أفلام هذا العام طرحت مسألة الرق والعبودية مرة أخرى مثل فيلم «جانجو» وفيلم «البؤساء»، والأفلام المرشحة هذا العام أرى أن جميعها أفلام قوية كما أنها قريبة جدا من الأحداث التى نعيشها، وعن رأيها فى الأفلام المطروحة قالت: «جانجو» فيلم متفوق ولكنه يحتوى على قدر كبير من العنف، أما فيلم «زيرو دارك ثيرتى» أو بن لادن فهو فيلم معاصر وسياسى من الدرجة الأولى، وفيلم «أرجو» يخص السياسة الأمريكية ويمس مصالح أمريكا. أما الناقدة ماجدة خيرالله فقالت: هناك بعض الأفلام المرشحة لجائزة «الأوسكار» أسهمها أعلى من أفلام أخرى مرشحة، وفيلم «أرجو» من الأفلام الحاصلة على ضجة كبيرة إلا أن هناك أفلاما أعلى منه مثل فيلمى «زيرو دارك ثيرتى» و«البؤساء»، وهذا العام يحمل مهرجان «الأوسكار» أفلاما على قدر عال من الجودة مثل كل عام، وهناك أفلام بها شق سياسى مثل «أرجو» و«زيرو دارك ثيرتى»، أما فيلم «الحب» فهو فيلم مستواه السينمائى والفكرى عال وأعتقد أنه سيحصل على جائزة «الأوسكار» كأفضل فيلم أو كأفضل فيلم أجنبى، كما أرى أن جائزة أفضل ممثل ستكون من نصيب الممثل دانيال لويز عن فيلم «لينكولن» وحتى الآن كل المؤشرات تؤكد ذلك، أما جائزة أفضل مخرج من المحتمل أن تذهب للمخرج التايوانى آنج لى عن فيلمه «حياة باى». وقالت الناقدة خيرية البشلاوى: الأفلام المرشحة لجائزة «الأوسكار» هذا العام جديرة بالجوائز ومعظمها مأخوذ عن أعمال أدبية، وفيلم «لينكولن» يتحدث عن الزعيم الأمريكى لينكولن وهذا الرجل له بعد إنسانى وأدبى كبير فى تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأيضا فيلم «زيرو دارك ثيرتى» الذى يتحدث عن اغتيال أسامة بن لادن اعتبره عودة للأفلام الكلاسيكية، وهذا البعد السياسى متدخل فى الأفلام بقوة وأيضا البعد الاجتماعى، كما أن الأفلام على درجة قوية جدا من الإحكام وغير قابلة للنقد، واعتبر أن الأفلام هذا العام تعتبر بمثابة دعاية قوية للإدارة الأمريكية حتى ولو كانت تنتقدها، ومن ناحية أخرى أرى أن هذه الأفلام تمجد الإدارة الأمريكية، خاصة أن صناعة السينما فى أمريكا بنفس قوة صناعة السلاح. كما قالت الناقدة علا الشافعى: المنافسة هذا العام شرسة جدا فيلم «أرجو» من الأفلام المرشحة بقوة خاصة لاحتوائه على البعد السياسى وتطرقه لقصة احتجاز الرهائن الأمريكان فى إيران، وأرى أن فيلم «لينكولن» وفيلم «البؤساء» من الأفلام المرشحة بقوة للحصول على جائزة «الأوسكار» وفيلم «أرجو» لتمتعها بالبعد السياسى. أما الناقد يوسف شريف رزق الله فقال: هذا العام به العديد من الأفلام المتنوعة مثل «زيرو دارك ثيرتى» و«البؤساء» و«حياة باى» و«أرجو» و«لينكولن» وهو مرشح ل 12 جائزة وأعتقد أنه سيحصل على عدد من الجوائز، وأيضا فيلم «أرجو» خاصة أنه يتمتع ببعد سياسى ويتطرق إلى مرحلة مهمة فى تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية مثل فيلم «زيرو دارك ثيرتى» الذى تحدث عن عملية اغتيال بن لادن، وعن النجوم الذين يتوقع رزق الله فوزهم باللقب قال: أتمنى أن تحصل جنيفر لورانس بطلة فيلم «المعالجة بالسعادة»، ولكن المنافسة بينها وبين الممثلة الفرنسية إيمانويل ريفا بطلة فيلم «الحب» كبيرة جدا، وأرى أن لجنة التحكيم من الممكن أن تختار جنيفر لو نظرت إلى الأمر من الناحية الوطنية، لكن لو نظر للأمر من ناحية الجدارة فستفوز الفرنسية إيمانويل بالقب.