رأت صحيفة (الجارديان) البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن مقتل وإصابة عشرات المدنيين الأفغان جراء الغارة الجوية التي نفذها حلف شمال الأطلسي (ناتو) على مخبأ لحركة طالبان في إقليم "كونار" بشرق البلاد قد يجدد حدة التوترات القائمة بالفعل بين الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وحلف الناتو. وذكرت الصحيفة - في تعليق لها نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكتروني - أنه من المرجح أن يتسبب هذا الحادث، الذي راح ضحيته العديد من النساء والأطفال، في اندلاع المزيد من الاحتجاجات وتجديد التوترات القائمة بين الرئيس الأفغاني وحلف الناتو بسبب مقتل المدنيين جراء مثل هذه الغارات. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم حاكم إقليم "كونار" واصف أولاه أصفي قوله "إن منزلا واحدا يقع في وادي سلطان بالإقليم قد تم استهدافه صباح اليوم بقنابل"، في حين أكد أحد المسئولين بالإقليم أن "أربع نساء ونحو خمسة أطفال قد لقوا مصرعهم فيما أصيب أربعة أطفال آخرون جراء هذه الغارة". من جانبه، ذكر النائب البرلماني عن إقليم "كونار" حاجي سخي أنه لا توجد أية سيطرة حكومية على المنطقة التي أصبحت خاضعة بالكامل لسيطرة المسلحين، لذلك قام بتقديم شكاوى عديدة في هذا الصدد إلى وزارتي الدفاع والداخلية إلى جانب القصر الرئاسي. وقال النائب البرلماني عن إقليم "كونار" حاجي سخي "إن من بين قتلى هذه الغارة عضوان ينتميان إلى حركة طالبان باكستان وثلاثة آخرين من طالبان أفغانستان من بينهم زعيم مشهور يعيش في المنطقة يدعى قاري شاه بور، بينما تم إلقاء القبض على سبعة أشخاص أخرين على يد قوات الناتو وجار التحقيق معهم". وأشارت (الجارديان) إلى أن هذا الحادث جاء بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عزمه سحب 34 ألف جندي أمريكي من أفغانستان بحلول نهاية العام الجاري، في حين ينتظر أن يتم الإبقاء على عدد صغير من قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية عقب إتمام الانسحاب في العام القادم من أجل مساعدة وتدريب الجنود الأفغان على استهداف أعضاء القاعدة الذين يتخذون من المناطق التي لا تتمتع بالأمن الكافي معقلا لهم. وفي سياق متصل، قدم الجنرال الأمريكي جيمس تيري قائد القيادة المشتركة لقوات المساعدة الأمنية الدولية لحلف الناتو في أفغانستان (إيساف) معلومات مستكملة بشأن تطوير أداء قوات الأمن الوطنية الأفغانية (أنسف) وذكر أن هناك محورين هامين: الأول هو تسليم المسئولية الأمنية ل-(أنسف) في أجزاء كبيرة من أفغانستان والآخر يكمن في مواصلة بذل جهود كبيرة لبناء قوة قادرة على البقاء بعد عام 2014. وحول هذا الشأن، أفاد موقع "زا لونج ور جورنال" الإخباري الأمريكي أن قوات الأمن الوطنية الأفغانية "أنسف" تولت قيادة العمليات القتالية في أجزاء كبيرة من أفغانستان في حين تقوم قوات المساعدة الأمنية الدولية لحلف الناتو في أفغانستان "إيساف" بمهام مثل التخطيط وتنفيذ العمليات القتالية؛ حيث بدأت "إيساف" منذ منتصف العام الماضي في سحب الكتائب المقاتلة الكبيرة واستبدلتها بأخرى داعمة أصغر حجما. وأوضح موقع "ذا لونج ورد جورنال" الإلكتروني الإخباري أن "أنسف" بدأت في تولي المسئولية الأمنية في إطار مراحل خمسة استهلت المرحلة الأولى منهم في شهر يوليو من عام 2011 في حين ستبدأ المرحلة الأخيرة في شهر مارس المقبل؛ بحيث تتولى القوات الأفغانية المسئولية الأمنية في المناطق التي تحتوي على 87\% من تعداد الشعب الأفغاني. وأشارت إلى أنه برغم أهمية هذه المراحل، إلا أنها لا تتضمن حتى الأن المناطق التي تخضع لسيطرة طالبان ومنها: إقليما كونار ونوريستان في الشمال، أقاليم باكتيا وباكتيكا وخوست في الشرق، مناطق بانجواي ومايواند في غرب ولاية "قندهار"، بعض المناطق الواقعة في إقليم هلمند .. حيث من المتوقع تسليم مسئولية هذه المناطق ل-"أنسف" خلال العام القادم.