أثارت جريمة اغتصاب جماعي لفتاة في سن المراهقة، وقتلها، ثم التمثيل بجثتها، غضباً عارماً في جنوب أفريقيا، بعد العثور عليها مقطعة الأطراف في إحدى البلدات القريبة من العاصمة "كيب تاون"، لدرجة أن أسرتها لم يمكنها التعرف عليها إلا من خلال حذائها. وبينما وصف رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، واقعة اغتصاب وقتل الفتاة البالغة من العمر 17 عاماً، الجريمة بأنها "جريمة صادمة ووحشية وغير إنسانية"، فقد علق جيران الفتاة بقولهم إنه لو كان كلباً لحظي بمعاملة أفضل مما لقيته الضحية أنين بويسون. وقال زوما في بيان إن "البلاد بأكملها في حالة غضب، بسبب ذلك الانتهاك الفظيع، وتدمير حياة شابة"، وتابع بقوله إن "هذا الفعل صادم، ووحشي، وغير إنساني على الإطلاق.. ليس له مكان في بلادنا.. لا يجب أن نسمح لأنفسنا أبداً بأن تتعرض نساؤنا وأطفالنا لمثل هذه الأعمال الإجرامية." وتُعد قضية بويسون كغيرها الكثير من قضايا الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تنتشر في جنوب أفريقيا، حيث يرى مسؤولون حكوميون أن هناك "عنف ممنهج" ضد المرأة، كما تشير التقديرات الرسمية إلى أن نحو 71 في المائة من النساء أبلغن بتعرضهن لتحرشات جنسية. إلا أن هذه القضية تختلف عن غيرها من حيث فظاعتها، وكذلك حملة الغضب التي أثارتها، ليس فقط في بلدتها "بريداسدورب"، التي تبعد مسافة ساعتين إلى الجنوب الشرقي من كيب تاون، وإنما في كل جنوب أفريقيا. وبحسب مسؤول الشرطة في البلدة، إف سي فان ويك، فإن أحد الحراس عثر على بويسون في أحد مواقع البناء بالقرب من المنزل الذي كانت تعيش فيه، في الثاني من فبراير/ شباط الجاري، بينما قالت عمتها، ويلما بروكز، إن الفتاة صارعت الموت لفترة تمكنت فيها من التعرف على أحد مغتصبيها، والذي أفادت بأنه أحد أصدقاء العائلة. وأعادت قضية أنين بويسون إلى الأذهان قضية مماثلة لفتاة هندية، عرفتها وسائل الإعلام باسم "داميني"، بعدما تعرضت لاغتصاب جماعي داخل إحدى الحافلات العامة، قبل أن يلقي بها مغتصبوها من الحافلة، لتلفظ أنفاسها لاحقاً في إحدى المستشفيات بسنغافورة.