الأمين العام الجديد لمجمع البحوث الإسلامية يوجه رسالة للإمام الطيب    «سجل الآن» فتح باب التقديم على وظائف بنك مصر 2024 (تفاصيل)    محافظ الإسكندرية: استثمارات مشتركة بين مصر والسعودية لتحقيق تنمية متكاملة    ننشر أسعار اللحوم والدواجن اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024    شركة مياه الشرب بقنا ترد على الشائعات: «جميع العينات سليمة»    موعد صرف الدعم السكني لشهر سبتمبر    وزير الخارجية ونظيرته الكندية يبحثان إلغاء التأشيرات المسبقة    السعودية تتابع بقلقٍ بالغ تطورات أحداث لبنان وتجدد تحذيرها من خطورة اتساع العنف    جيش الاحتلال الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوى جنوب وشرق حيفا    جسر جوي وبري لنقل المساعدات والوقود من العراق إلى لبنان    جوتيريش يجدد دعوته إلى أطراف الصراع في لبنان وإسرائيل لحماية المدنيين    تضامن وتحذيرات.. تفاصيل اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن لبنان    مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة تُعارض غزوًا بريًا إسرائيليًا للبنان    ملف مصراوي.. قائمة الزمالك لمواجهة الأهلي.. أزمة أحمد فتوح بالسوبر الأفريقي.. وسرقة حسام غالي    أسامة عرابي: مباريات القمة مليئة بالضغوط ونسبة فوز الأهلي 70%    وكيل ميكالي: كان هناك سوء تفاهم مع اتحاد الكرة.. ومرتب المدرب لم يتضاعف    «ساعدني لإكمال الدراسة».. مهاجم الإسماعيلي يروي موقفًا مؤثرًا لإيهاب جلال    موتسيبي: زيادة مكافآت الأندية من المسابقات الإفريقية تغلق باب الفساد    "لم أقلل منه".. أحمد بلال يوضح حقيقة الإساءة للزمالك قبل مواجهة الأهلي في السوبر الأفريقي    محافظ الجيزة يعاين جهود السيطرة على حريق مدينة الإنتاج الإعلامي    بلاغ جديد ضد كروان مشاكل لقيامه ببث الرعب في نفوس المواطنين    عاجل - الثلاثاء يشهد طقسًا حارًا ورطبًا في معظم الأنحاء مع تحذيرات من التعرض للشمس    "هذا ما لم نسمع به من قبل".. كيف علق عمرو أديب على تقدم أحمد سعد ل"خطبة" طليقته؟    مؤسسة محمد حسنين هيكل تحتفل بميلاد «الأستاذ».. وتكرّم 18 صحفيا    مدين يكشف كواليس مكالمة عمرو مصطفى والصُلح بينهما    مسعد فودة: اتحاد الفنانين العرب يواصل رسالته في دعم القضايا العربية    أضف إلى معلوماتك الدينية| دار الإفتاء توضح كيفية إحسان الصلاة على النبي    دولة آسيوية عظمى تؤكد أول إصابة بمرض «جدري القرود»    الصحة اللبنانية: ارتفاع شهداء الغارات الإسرائيلية إلى 492 والمصابين إلى 1645    أحمد سعد: اتسرق مني 30 قيراط ألماظ في إيطاليا (فيديو)    إصابة 5 أشخاص في تصادم سيارتين بطريق أبو غالب في الجيزة    هل منع فتوح من السفر مع الزمالك إلى السعودية؟ (الأولمبية تجيب)    فرنسا تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول لبنان    هبوط تجاوز ال700 جنيه.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024    أول تعليق من هند صبري بشأن الجزء الثاني ل«أحلى الأوقات»    تأثير القراءة على تنمية الفرد والمجتمع    وزير الأوقاف يستقبل شيخ الطريقة الرضوانية بحضور مصطفى بكري (تفاصيل)    مسؤول بمجلس الاحتياط الأمريكي يتوقع تخفيض الفائدة الأمريكية عدة مرات في العام المقبل    مصر للطيران تعلن تعليق رحلاتها إلى لبنان    الفوائد الصحية لممارسة الرياضة بانتظام    محارب الصهاينة والإنجليز .. شيخ المجاهدين محمد مهدي عاكف في ذكرى رحيله    تعرف على موعد ومكان عزاء رئيس حزب الحركة الوطنية    ارتفاع حصيلة مصابي حادث أسانسير فيصل ل5 سودانيين    اخماد حريق نشب بمخلفات في العمرانية الشرقية| صور    هيفاء وهبي جريئة وهدى الإتربي تخطف الأنظار.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    إبراهيم عيسى: تهويل الحالات المرضية بأسوان "نفخ إخواني"    حتحوت يكشف رسائل محمود الخطيب للاعبي الأهلي قبل السوبر الإفريقي    وزير البترول يؤكد استدامة الاستقرار الذى تحقق في توفير إمدادات البوتاجاز للسوق المحلي    الآن رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والشهادات الفنية (استعلم مجانا)    أحمد موسى يناشد النائب العام بالتحقيق مع مروجي شائعات مياه أسوان    طريقة عمل الأرز باللبن، لتحلية مسائية غير مكلفة    عمرو أديب: حتى وقت قريب لم يكن هناك صرف صحي في القرى المصرية    الاقتصاد ينتصر| تركيا تتودد لأفريقيا عبر مصر.. والاستثمار والتجارة كلمة السر    جامعة عين شمس تستهل العام الدراسي الجديد بمهرجان لاستقبال الطلاب الجدد والقدامى    في إطار مبادرة (خُلُقٌ عَظِيمٌ).. إقبال كثيف على واعظات الأوقاف بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة    خالد الجندي: بعض الناس يحاولون التقرب إلى الله بالتقليل من مقام النبى    أستاذ فقه يوضح الحكم الشرعي لقراءة القرآن على أنغام الموسيقى    وكيل الأوقاف بالإسكندرية يشارك في ندوة علمية بمناسبة المولد النبوي الشريف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الميليشيات فى مصر" غاضبون تحت القناع..

مع تفاقم الأحداث، وظهور ضحايا وقتلى ومصابين هنا وهناك، ومع تزايد العنف، ظهر مصطلح «ميليشيات» من جديد على الساحة، وأصبح مسيطرًا على آذان وعقول المواطنين يثير الرعب فى النفوس ويزرع الخوف من المستقبل، وتطلق السؤال الذى يبحث عن إجابة... إلى أين سنصل؟ وكيف ننتهى؟
«الصباح» تستعرض فى هذا الملف تاريخ ما يسمى ب«الميليشيات» منذ عرفتها مصر، كيف تكونت وكيف كان لجماعة الإخوان دور مهم فى تحضير هذا العفريت الذى يهددها الآن بينما تعجز عن صرفه.
الميليشيات
الميليشيات مصطلح سياسى عسكرى، يعنى قوة محلية غير متفرغة، أو تحل محل الجيش النظامى فى حالات الطوارئ، وتتكون عادة من أفراد لهم سابقة عسكرية وخبرة حربية جيدة، وتتدخل الميليشيات فى الحروب المتأزمة لترجح كفة أحد الطرفين، ولا تخضع فى قراراتها إلا إلى قائدها فقط، ودوما ما تنتصر لمبدأ أو فكر تعتنقه، وأحيانا ما تقوم برفع مظلمة أو ما شابه، وهى فى الغالب غير ممولة،وإن كانت ممولة تحولت إلى مرتزقة.
وميليشيات الإخوان ليست وليدة الاتحادية أو الأزهر أو غيره، ولكنها قديمة قدم الجماعة تمتد جذورها مع النبت الأول لها، حيث لم يكن وضع الجماعة منذ تأسيسها، متفقًا مع الأنظمة والحكومات التى مرت على حكم مصر، حيث تم حظر الجماعة فى عهدى «عبدالناصر والسادات»، وتم الزج بأعداد من قيادات الجماعة فى السجون، ولم يختلف الحال كثيرا فى عهد «مبارك»، سوى اتباع الجماعة لسياسات التفاوض، فى ظل حرية محدودة لكونها «جماعة محظورة».
*لغز «السيارة الجيب» التى قتلت النقراشى
الميليشيات أو «فرقة الجوالة» كما يطلق عليها الإخوان، أنشأها حسن البنا لتكون بمثابة الذراع شبه العسكرية للجماعة، وذلك فى فترة الثلاثينيات من القرن الماضى خاصة بعد أن قام حزب الوفد بإنشاء فرقة «القمصان الزرقاء»، وقامت جماعة «مصر الفتاة» بإنشاء فرقة «القمصان الخضراء» وتحولت هذه الفرق مع الوقت لميليشيات شبه عسكرية، وكان لها أزياؤها وأعلامها وشاراتها الخاصة وخشيت الحكومة من تورط هذه الفرق فى أعمال عنف، فأصدرت قرارا بحلها ومنعت الأحزاب والجماعات السياسية من إنشاء فرق مسلحة لكن فرقة الجوالة التابعة للإخوان لم تتعرض للحل لأن الإمام حسن البنا ألحقها بجمعية الكشافة الأهلية ولم يطبق القانون عليها. وتدربت الجوالة فى معسكرات خاصة، ونشأ فيها الكثير من قادة الإخوان فيها بعد.
وعندما تم حل الجماعة بعد ثورة يوليو توارت إلى حد كبير الأنشطة الكشفية للجماعة وإن بقيت كما هى وقيل إن العرض العسكرى للجماعة فى جامعة الأزهر كان يضم عناصر تم تدريبها فى هذه الفرق إلى جانب فرق أخرى لا يفصح عنها التنظيم.
وحسب رواية الأستاذ محمود عبدالحليم فى كتابه «الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ» أن الصورة التى رسمها الإمام حسن البنا فى ذهنه منذ قام بدعوته فى الإسماعيلية عن هذا الجانب من نشاط الدعوة لم تكن هى فريق للرحلات أو فريق الجوالة، وإنما كانت فريقًا عسكريًا يحقق فكرة الجهاد فى الإسلام.
وبنظرة سريعة على التاريخ المصرى، يتبين توجيه اتهامات لمخططات وعمليات اغتيال ل«ميليشيات الإخوان» ومن أبرزها اغتيال القاضى أحمد الخازندار، الذى شغل منصب رئيس محكمة الاستئناف، وأصدر حكمًا بإدانة عدد من أعضاء الجماعة عام 1947، ما أدى لاغتياله بعدها بأشهر قليلة على يد بعض من أعضاء «التنظيم الخاص» للإخوان، هما حسن عبدالحافظ ومحمود سعيد زينهم، كما أوضح موقع «ويكيبيديا الإخوان».
وكشفت حوادث عدة طبيعة النظام الخاص للإخوان المسلمين كقضية «السيارة الجيب» التى وقعت فى يد البوليس السياسى فى نوفمبر 1948، والتى احتوت على عدد من أسرار نظام عمل جماعة الإخوان المسلمين الخاص وتكوينها وأهدافها، وتم إلقاء القبض بعدها على عدد كبير من القيادات الإخوانية وتقديمهم للمحاكمة ليصدر محمود فهمى النقراشى، رئيس الوزراء فى حينها قرارا بحل الجماعة وإيقاف جميع العاملين فى الهيئات الحكومية والمنتمين إليها عن العمل، وتمت محاكمة المتهمين عسكريًا.
ولعل موقف النقراشى من الإخوان المسلمين هو ما دفع «النظام الخاص» أو أحد أفراده إلى اغتياله بعد أيام قليلة من قراره بحل الجماعة، فى ديسمبر 1948، وهو العمل الذى وصفه البعض بأنه «عمل فدائى» وليس اغتيالا سياسيًا، بينما تبرأت منه الجماعة فيما بعد ورفضت أن ينسب لها عمل قام به فرد واحد، وهو الطالب عبدالمجيد أحمد حسن.
ميليشيات الأزهر هى أشهر الميليشيات الإخوانية ظهورا، حيث «ميليشيات إخوانية» تستعرض مهارات القتال داخل جامعة الأزهر.
أدى طلاب من «الاتحاد الحر» لجامعة الأزهر عرضا بأزياء شبه عسكرية أمام مكتب الدكتور أحمد الطيب رئيس الجامعة، احتجاجا على فصل خمسة من طلاب الاتحاد لمدة شهر، وارتدى نحو 50 طالبا زيا أسود، ووضعوا أقنعة على رءوسهم مكتوبا عليها «صامدون» وأجروا استعراضا لمهاراتهم فى لعبتى ال«كونغ فو» و«الكاراتيه»، بينما تابعت قوات الأمن العرض الذى اصطف فيه الطلاب فى طوابير منظمة تشبه طوابير الميليشيات وذلك فى 11 ديسمبر 2006.
من جانبه قال ثروت الخرباوى المحامى والقيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين: إن الإخوان بالفعل كان لديهم ميليشيات صريحة أيام عمر التلمسانى المرشد الثالث للجماعة، وأكد الخرباوى أن لفظ ميليشيات ليس هو التعبير الصحيح، وأن التعبير المستخدم داخل الجماعة هو النظام الخاص، وأن الميليشيات ،تعبير إعلامى ظهر مع واقعة جامعة الأزهر، حيث قام بعض الطلبة بتدريبات عسكرية استعراضية أمام الجامعة، تشبه إلى حد كبير تدريبات عناصر حركة حماس.
ودلل الخرباوى على أن الجماعة بها شباب مدرب بما قاله مهدى عاكف المرشد السابق للإخوان عام 2006 فى مؤتمر صحفى وهو يتحدث عن غزو إسرائيل لجنوب لبنان ومقاومة حزب الله هناك.. وقال عاكف: «إن جامعة الإخوان لديها 10 آلاف شاب يستطيعون القتال إلى جانب إخوانهم اللبنانيين».
وقال القيادى السابق بالجماعة: «القيادات تنكر، ولكن ينكرون كما يريدون، حيث لدينا الآن شواهد منها حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، والاعتداء على المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، وغيرها من الشواهد التى تسيء إلى الحركات الإسلامية.
*جماعة «الأمة القبطية»
كعادة الشذوذ عن القاعدة والتسامح الذى عرفته الأديان السماوية، لم تعبأ قلة من الأقباط بالتسامح الذى كرست له المسيحية ومبادئها «حبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم، ومن لطمك على خدك الأيمن فحول له الأيسر»، واتخذوا العنف طريقا ومنهجا لتحقيق بعض الأهداف السياسية والدينية، يذكر لنا التاريخ المعاصر أمثلة على هذا التطرف اخترقت العقيدة المسيحية، فقد أخذت الحمية المحامى إبراهيم فهمى هلال فى 11 سبتمبر سنة 1952، وأنشأ جماعة «الأمة القبطية» بدعوى حماية حقوق الأقباط إلى أن حكم القضاء المصرى بطلب من الحكومة بحلها فى أبريل عام 1954.
وقامت جماعة «الأمة القبطية» والتى نسخت شعار الإخوان المسلمين لها بتحريف مسيحى ليكون «الله ربنا، ومصر وطننا، والإنجيل شريعتنا، والصليب علامتنا، والقبطية لغتنا، والشهادة فى سبيل المسيح غايتنا»، اختطفت الأمة القبطية الأنبا يوساب الثانى «بابا الإسكندرية آنذاك» من الكاتدرائية المرقسية فى كلوت بك وعزلته من منصبه كاحتجاج على تردى أوضاع كنيسة الإسكندرية المصرية الأرثوذكسية.
وفى تطابق آخر ظهرت فى العامين الأخيرين ما يسمى بجماعة «الإخوان المسيحيين» زاعمة أنها تنتهج النضال اللاعنفى فى أول يوليو 2012، حيث أعلن نشطاء أقباط عن تأسيسها، وأن شعارها هو «حب مصر هو الحل» وتبنى الفكرة الناشط أمير عياد ليكون هدف الجمعية التوازن مع جمعية «الإخوان المسلمون» ومواجهة التطرف الطائفى وكانت الفكرة طرحت للمرة الأولى عام 2005 بواسطة المحامى ممدوح نخلة مدير مركز الكلمة لحقوق الإنسان، وميشيل فهمى.
وفى تصريحات له فى سبتمبر من عام 2010 قال الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس آنذاك، ردا على تساؤل «ألا تتدخل الكنيسة فى السياسة؟» قال إن من يطالبون بذلك نسوا أن الأقباط أصل البلد، نحن نتعامل بمحبة مع ضيوف حلّوا علينا ونزلوا فى بلدنا واعتبرناهم إخواننا «كمان عايزين يحكموا كنايسنا»، أنا لا أرضى بأى شىء يسىء للمسلمين، ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية، وإذا قالوا لى إن المسلمين سيرعون شعبى بالكنيسة، فسأقول «اقتلونى أو ضعونى فى السجن حتى تصلوا لهذا الهدف».
وهناك العديد من الحركات القبطية كما أن لكل حركة زيا موحدا وشعارا مثل «الأقباط أحرار» وترتدى تى شيرت مرسوما عليه وجهان لشخصين الأول مسلم ومرسوم عليه رأس مسدس موجه إلى رأس مسيحى به قلب وصليب! ومكتوب أسفله آية من الإنجيل «أنت تأتى بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتى إليك باسم رب الجنود» ومنظمة «الكتيبة الطيبة» يرتدى أعضاؤها تى شيرت أسود مرسوما عليه رمز مفتاح الحياة ومنظمة «صوت المسيحى الحر» ترتدى تى شيرت لبنى مرسوما عليه صليب ضخم وشعارهم: «حاملين فوق الأكتاف ترى الإيمان الذى به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة».
وهى تحرك الأقباط لحث الحكومة للتحرك فى اتجاه «الدولة المدنية» لضمان حقوقهم، وترتكز الثورة القبطية على ثلاثة محاور:
الأول: ثورة«بالروح» عن طريق إيقاظ الروح القبطية القديمة وأرواح الشهداء الذين ماتوا على اسم المسيح. وربط العلاقة الروحية بين السماء والأرض.
والثانى: ثورة الفكر للأقباط ورفض فكرة «الذمية» والتأكيد على أن الأقباط مواطنون لا ذميون وتفعيل التعايش مع المسلمين دون «دمج» يعمل على إضاعة الهوية والتاريخ والثقافة القبطية.
والثالث: ثورة بالفعل وهى خروج الشباب القبطى للشارع وهو مالم يحدث من جماعة الأمة القبطية التى خرجت لمواجهة الإخوان المسلمين وهم يخرجون الآن لمواجهة النظام، وهم يعلمون أن لا مفر من المواجهة سواء بالمظاهرات أو الاحتجاجات السياسية، وقد شهدت المسيحية قديمًا ظهور ما يسمى «بالكتيبة القبطية» وهى فرقة عسكرية تشكلت من بعض الجنود المصريين للدفاع عن المسيحية فى مواجهة الوثنيين تحت إمرة الإمبراطور الرومانى والذى أمرهم أن ينحرفوا عن عقيدتهم، ففضلوا الموت على الانحراف واستشهدوا فى 286م، وكان صراخهم «نموت أوفياء.. ولا نحيا جبناء».
حركة «كتالة» النوبية.. الحقوق أو الانفصال
الوجوه السمراء اللامعة، المعبأة بروح هذه البلاد، والضحكات المنسابة على الوجوه كمياه النيل الجارى بعروقهم، طيبة القلب ولينهم كطمى النيل.. كل هذه سمات أهل النوبة، الذين يشعرون أنهم مواطنون درجة رابعة فى هذه البلاد التى سيطر عليها حكم «إسلامى المسمى»، لم يعدل فيهم قط، فلقد كانت مصر قديما وتحديدا فى عهد الفراعنة عبارة عن دولتين، دولة فى الشمال تسمى «مصر العليا» ودولة فى الجنوب تسمى «مصر السفلى» وكان سكان الدولة الجنوبية من ذوى البشرة السمراء المعروفين الآن بالنوبيين، ووحد مينا القطرين، فقام بغزو الجزء الجنوبى وضمه الى مصر العليا، ومنذ ذلك الحين والنوبيون يعيشون بلا حقوق ولا نصيب فى السلطة، الأمر الذى وُرِّث لملوك مصر جميعا فنرى أن الملك فاروق أسوأ من أهان أهل النوبة، فلم يشركهم فى قيادة البلاد أو إسناد أى مناصب لهم بل كان يستخدمهم كخدم، حتى أصبحت هذه هى الثقافة المتعارف عليها فى الأوساط الغنية والأرستقراطية من المصريين، حيث أسندوا أبناء النوبة الأعمال الهامشية المهينة، الأمر الذى أدى الى إقصاء النوبيين من دائرتى الثروة والسلطة، وحين جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير واستبشر الودعاء الطيبون خيرا بها وشاركوا فيها، فمنهم من قتل، ومنهم من أصيب تمامًا كما فعل باقى شركاء الوطن، وبرغم الجهل والفقر وتفشى المرض بأراضى النوبة إلا إنهم شاركوا فى الانتخابات بكل أنواعها وبكثافة عالية، ورغم كل ذلك لم يتم إشراكهم فى السلطة فحكومة شرف لم يكن بها نوبى، وكذلك حكومة الجنزورى، وأخيرا وزارتا قنديل لم يكن بأى من هاتين الوزارتين وزير نوبى، برغم وجود الكوادر النوبية القادرة على المشاركة فى مسيرة النهضة التى يدعون إليها، كما أنهم لم يغضوا الطرف عن تعيين أبناء سيناء فى مجالس الشورى فور غضبهم، وكذلك الأقباط الذين كشروا عن أنيابهم تم تعيين أعضاء لهم فى مؤسسة الرئاسة، ومجلس الشورى، وتزداد الأمور سوءًا، فالدكتور عصام العريان «القيادى الإخوانى» وصفهم بأنهم غزاة مثل الهكسوس، كما دعاهم الرئيس محمد مرسى بالجالية، وكأنهم لا ينتمون الى هذا البلد، وما زاد طمى النيل بلة، أن أحد أعضاء الجمعية التأسيسية والذى ينتمى لجماعة الإخوان، حينما سأل عن عدم إشارة الدستور إلى النوبيين بأى شكل من الأشكال، وصفهم بالبربر، فما كان منهم إلا أن يقوموا بتأسيس حركة مسلحة فى جنوب مصر تحت اسم «حركة كتالة النوبية المسلحة»، وأن هذه الحركة الجديدة المسلحة أسسها أهالى النوبة للدفاع عن هويتهم وحقوقهم المسلوبة منذ زمن بعيد فى مصر، رافعين شعار «إما الحقوق أو الانفصال عن مصر»، ويقارب عدد مقاتلى «الكتالة» الستة آلاف مقاتل، من الجنسين شباب وفتيات كلهم انضموا إلى حركة كتالة، من أجل قضية النوبة المصرية.
ويقول أسامة فاروق مؤسس الحركة: إن النوبة جزء أصيل من جغرافية الوطن مصر، الذى أعطيناه كثيرا من التضحيات ونبتنا من ترابه ولم نستوطنه، هذا الفصيل الذى قيل عليه جماعة منحلة ومحظورة، ساعده المجلس العسكرى للوصول للحكم، والآن يمارسون تصفية الحسابات مع هذا الشعب، ويريد أن يستحوذ على كل شىء فى البلاد، وكأنه هو وحده الشعب، والغل بداخله يدفعه للاستيلاء على السلطات جميعها التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتهميش كل الثقافات الأخرى وكأنه هو أمير المؤمنين. ويؤكد على أن الكتالة تأسست كحركة انفصالية تهدف للخروج من عباءة الإخوان وليس للانفصال عن الشعب المصرى، ونعتمد على نظام الخلية فى الانضمام للحركة، فكل نوبى موجود فى قريته مسئول عن نشر الفكرة وتسجيل الأعضاء، ونحن الآن موجودون فى غالبية القرى النوبية، وشروط عضويتنا هى أن يكون المنضم نوبيا غيورا على كرامة الهوية، ونقتصر حاليا على النوبيين فقط، فإصلاح بيتنا النوبى أولا. وأشار إلى التواصل بين النوبيين فى أسوان وغيرها من المحافظات المصرية بل والنوبيين الموجودين خارج مصر فى السعودية وألمانيا وغيرها، وتابع: «نتواصل مع كل النوبيين المؤيدين للفكرة، وكذلك لا نرفض التواصل والتلاحم مع باقى القوى التى تنتصر لمصر ولا نمانع التوأمة مع الحركات التى تحمل نفس الفكرة لتخليص مصر من هذا الحكم».
*الأولتراس.. سلاح «الشماريخ»
برغم كونها كلمة يونانية إلا إنها أصبحت مصرية أصيلة، تغضب فتغضب البلاد، تغنى فيصفق لها الجميع، إنهم الأولتراس والتى تعنى الشىء الفائق أو الزائد عن الحد، وعرفت بكونها مجموعات من مشجعى الكرة والمعروفة بالانتماء والولاء الشديد للنادى الذى تشجعه، وتميل هذه المجموعات الى استخدام الألعاب النارية «الشماريخ» فى احتفالاتهم، كما يعتمدون على الغناء والطبول وترديد الهتافات الحماسية لدعم فريقهم، وهى كأى فرقة منظمة لها مبادئ تحكمها، لا تتوقف عن الغناء خلال المباراة مهما كانت النتيجة، ممنوع الجلوس أثناء المباراة، حضور أكبر عدد ممكن من المباريات، وأخيرا عدم الانضمام لمجموعة أخرى، وفرد الأولتراس يُدافع عن نفسه فقط عند وقوع الخطر، ولا يُهاجم أحدًا متبعًا مبادئ الأولتراس القائمة على الدفاع لا الهجوم، كانت هذه هى المبادئ الحاكمة للأولتراس الذى كان هدفه هو رفع يد رجال الأعمال عن الرياضة وكفالة مشاهدة المباريات للطبقة المتوسطة لدعم ناديه، وإحساسه بالمتعة لوجوده بالاستاد.
شباب فى مطلع العشرينيات من العمر، يتمتعون بقدر هائل من الحماسة وقدر عظيم من لفت انتباه الناس، وخبرة سابقة فى التعامل مع الشرطة، كل هذه عوامل أدت إلى تحول شباب الأولتراس إلى الجناح العسكرى للثوار إبان الثورة فهم غير ممولين فتقاليد الأولتراس تعتمد على التمويل الذاتى لأنهم يرفضون كل سطوة لرءوس الأموال عليهم، وقد أثير الكثير من الجدل حول دور الأولتراس السياسى، والاتهامات الموجهة إليه بالعمل وفق أجندات قوى سياسية بعينها سيظل ذلك كله مرتبطًا بحالة الغموض والضبابية التى تحيط بمجموعات الأولتراس سواء عن قصد أو عن غير قصد، وإلى أن تنكشف تلك الحالة، وتتم دراسة تلك الظاهرة الجديدة بعناية، الأولتراس فى استادات كرة القدم بجميع أنحاء العالم يُطلق عليهم اللاعب رقم 12 لما لهم من قوة وتأثير داخل وخارج المُدرجات، لا يستطيع أحد التشكيك فى حُبها وولائها، يجمعهم الحُب والإحساس للمجموعة وولاء كل منهم لناديه، فقيمة الفرد تتلخص فيما يُقدمه من جهد وعطاء للمجموعة، فنراهم دائمًا مُلثمى الأوجه غير مُحبين للتصوير الفردى ولا الظهور الإعلامى، يتميزون بالمُثابرة والتحلى بروح الشجاعة والإقدام والتحدى والاستعداد لبذل أى شيء من أجل إعلاء اسم ناديهم، كان هذا طوال تشجيعهم لفرقهم منذ عام 2006، وكذلك فى مناوشاتهم مع الداخلية فى المباريات وحتى قيام الثورة التى جعلتهم بالفعل اللاعب رقم واحد على المشهد، فحماسهم كان يشعل الحماسة بالميدان، ولهم دور فعال فى التصدى للعديد من الهجمات التى استهدفت الميدان سواء من بلطجية أو من أذناب النظام السابق أو من رجال الداخلية، حتى حدثت أحداث بورسعيد، والتى راح ضحيتها أكثر من 70 فردًا منهم، تحول الأولتراس إلى ميليشيا من الميليشيات برغم عدم لجوئهم للعنف، فهم الآن يهددون ويعكرون صفو كل من يحاول أن يمنع ما يريدون حتى وإن كانت بيده السلطة، فلن تنسى مصر كلها عبارتهم «ويوم ما هبطل أشجع.. هأكون ميت أكيد».
*الفرقة 95 إخوان .. علامات استفهام بلون الدماء
«الإخوان المسلمون» الجماعة «المحظورة» سابقا، كانت تعتمد على كونها محظورة فى تشكيل جماعات لحمايتها ولكى تكون رادعًا لكل من يحاول المساس بها وبوجودها وكان من أشهر هذه الأجنحة «الفرقة 95» التى شكلها المهندس خيرت الشاطر عام 1995، وهو العام الذى سجن فيه «الشاطر» فى القضية المعروفة إعلاميا ب«مجلس شورى الجماعة» لمدة 5 سنوات بتهمة إحياء التنظيم المحظور.
وقد تولى أسامة ياسين رئاسة هذه الفرقة منذ سنوات قبل الثورة، ومنذ فترة ليست بالبعيدة أثير الجدل حول هذه الفرقة وتورطها فى قتل المتظاهرين، حيث قال «محسن البهنسى» عضو لجنة تقصى الحقائق إن التحقيقات فى قتل المتظاهرين بعد شهادة وزير الداخلية الأسبق اللواء «حبيب العدالى» و«صفوت الشريف» أكدت تورط فرقة تدعى «95 إخوان» بقتل المتظاهرين، وكان يقودها أحد المسئولين فى جماعة «الإخوان المسلمون»، للمعاونة فى إخلاء الميدان وقاموا بقتل المتظاهرين بعد اعتلائهم أسطح العمارات والمنازل المطلة على ميدان التحرير. ومن المعلوم للجميع أن أسامة ياسين لم ينكر وجود هذه الكتيبة فقد تحدث «ياسين» للجزيرة مع الإعلامى أحمد منصور فى ديسمبر 2011 ببرنامج «شاهد على الثورة» إدانة له، حيث قال «ياسين» خلال البرنامج: إنه كان بصحبة شباب اعتلوا أسطح المنازل لمنع إلقاء الحجارة على الثوار. ومن جانبه، كشف محسن البهنسى عضو لجنة تقصى الحقائق، أن اللجنة خرجت بتوصية بالمطالبة بالتحقيق مع مسئول إخوانى بارز يتولى منصبًا تنفيذيًا فى إشارة إلى «ياسين»، مؤكدًا أنه سبق وصرح لقناة الجزيرة فيما عرف ب«الفرقة 95 إخوان». أضاف البهنسى أثناء مداخلة هاتفية له ببرنامج «الحياة اليوم» الذى يذاع على قناة الحياة أن المعاونة التى طلبها الحزب الوطنى ب«الإخوان المسلمون» فى إخلاء ميدان التحرير تؤكد رغبة الحزب على مواجهة المتظاهرين بالاعتداء عليهم بالأسلحة بعد احتدام إصرار المتظاهرين على عدم ترك الميدان قبل تنحى الرئيس السابق «مبارك» من منصبه، وأشار إلى أن العادلى اعترض على استخدام أسلحة ودخول بلطجية إلى الميدان لفض الممتواجدين فى التحرير بالقوة، مؤكدًا بأن أعضاء بالحزب الوطنى كانت لديهم نية مبيتة لقتل المتظاهرين لفض ميدان التحرير، وأوضح البهنسى بأن هناك أحد المسئولين شارك فى مساعدة «الفرقة 95 إخوان» فى قتل المتظاهرين، بفتح الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير ليقوموا بفض الميدان من المتظاهرين، ولاتزال علامات الاستفهام قائمة حول هذه الفرقة.
*جماعة «فانديتا».. الفرعونى الساخر
اتخذوا من وجه «توت عنخ أمون» شعارا لهم، دليل على مصريتهم الخالصة، ممزوجًا بوجه «فانديتا» الساخر من كل خصومة، دالِّين به على تحررهم من قيود الخوف، مستخدمين صوتا تكنولوجيا لإصدار بياناتهم، هم شباب ثائر لاقى ما لاقى من خزى فى تنفيذ وعود ال«100 يوم»، أدت به إلى الغضب، وفى خطوة جادة للاتساق مع الذات قرروا و لانتمائهم لجيل شاب أن يطلقوا على أنفسهم «المشاغبون» فهم بالفعل يشاغبون من أجل إثارة التوتر، وإعادة لفت انتباه المجتمع الى ما يغيب عن عيونهم، كل ما يملكونه هو زجاجات المولوتوف، والثأر مع الداخلية وليس أحد غيرهم، إنهم المشاغبون الرافضون الذين حاولوا سابقا الاعتراض السلمى، فى مسيرات واحتجاجات، ومظاهرات، ولكن بعد أن باءت كل محاولاتهم السلمية بالفشل، فما كان منهم إلا أن تعاملوا بروح الشباب الغاضبة للتعبير عن رفضهم لكل مهين لحريتهم مستخف بعقولهم، وقاموا بالفعل بتنفيذ بعض العمليات الخاصة بالشغب منها حرق أحد مقرات الإخوان، وكذلك حرق سيارة من سيارات الشرطة، وبعدها هدأ نشاطهم نوعًا للبحث فى مستجدات الأمور.
البلاك بلوك.. ميليشيات الجيل الجديد
فى الآونة الأخيرة، ومنذ أيام قليلة، ظهر على الساحة من يسمون أنفسهم البلاك بلوك، ومن الواضح أنهم الآن هم الذين يتحملون وطأة كل تخريب يحدث فى هذه البلاد، فقد أعلنوا عداءهم الواضح للسلطة الحاكمة، وأصبحوا الآن يترنحون فى ميزان الشارع المصرى بين كونهم الأمل فى استكمال الثورة، أو يكونوا هم المحرك الأساسى فى إحداث الفوضى فى مصر وانهيار البلاد، وهم حتى الآن أعلنوا مسئوليتهم عن حرق عدد من مقار الإخوان، وأهمها «إخوان أون لاين»، وقد استطاعوا خلخلة المؤسسة الحاكمة، وجعلها تصدر قرارات تثير الشارع ضدها.
الوايت بلوك.. فى ذيل القائمة
بعد ذيوع صيت «البلاك بلوك» وما نالوه من شهرة، وما كان لهم من تأثير فى الشارع المصرى، وتوجهاته، وما نال القوى الإسلامية من هبوط فى مؤشراتهم لدى الشارع المصرى، لميلهم نحو سياسات الرئيس التى يراها الشارع سياسات قمعية ديكتاتورية، قامت بعض الصفحات الإسلامية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، بنشر دعوات لتشكيل جبهة «ميليشيا» مناهضة للميليشيات المدنية، تسمى «الوايت بلوك» وكلها دعوات لنصرة الإسلام، ومن المتوقع ألا تجد هذه الدعوات الصدى المطلوب.
النتائج:
بعد ذيوع سطوة الميليشيات ومن وقت الاتحادية حتى الآن نتج التالى:
* مليونية كل جمعة ضد السلطة.
* دماء المصريين تسييل على الأرصفة.
* تعطل مترو الأنفاق أكثر من مرة.
* احتراق العديد من مقار الإخوان ومقر «إخوان أون لاين».
* سقوط مئات القتلى والمصابين.
* فرض حظر التجوال فى محافظات القناة.
* فشل حظر التجول.
* البورصة تواصل خسارتها.
ذيوع حالة الفوضى فى العديد من المحافظات.
* انتشار الحرائق والسرقات فى العديد من محافظات مصر.
الاتحادية
حالة الاعتراض والامتعاض التى كانت سائدة بين الثوار على المواد الخلافية فى الدستور، أدت الى اعتصام المعارضين، اعتصامًا سلميًا أمام قصر الاتحادية، وفى يوم معلوم، وأثناء خطاب لمستشار رئيس الجمهورية «سابقًا» المستشار محمود مكى، حدث هجوم على المعتصمين أدى الى فوضى عارمة بين الطرفين الطرف المؤيد للرئيس، والطرف المعارض للدستور المصبوغ بالصبغة الإخوانية، وسالت الدماء على الأسفلت، وكانت هذه البداية فاستمرت الأحداث وتداولت الإشاعات حول ميليشيات الإخوان، وكيف أن هذه الميليشيات تقف كحائط صد فى مواجهة كل من يقف معارضًا لقرارات الرئيس، وكيف أصبحت السلطة للقوة فلم يعد البقاء للأصلح بل أصبح البقاء للأقوى.
*كيف يصرف الإخوان العفريت؟
يرى اللواء رضا يعقوب الخبير الأمنى ومدرب فرقة مكافحة الإرهاب الدولى، أن الأسباب التى أدت لظهور جماعات وميليشيات مسلحة فى الآونة الأخيرة يرجع إلى الخلل الاقتصادى والسياسى والاجتماعى الموجود فى مصر والذى أظهر الدولة أنها ركيكة وضعيفة وغير متفاعلة فى التعامل مع الجماعات السياسية التى أصبحت تتناحر بسبب اختلافاتها وأيديولوجياتها.
ويرى يعقوب أن ضعف السيطرة على الحدود المصرية، والتى تجعلها عرضة لتوغل المهربين والمخربين والإرهابيين والخارجين على القانون داخلها، لجلب وتهريب الأسلحة من الدول المجاورة كليبيا والسودان وإسرائيل يعمل على إضعاف السيطرة الأمنية على الحدود.
ويضيف يعقوب أنه «لابد من التعاون مع الدول المحيطة فى مجال مكافحة الإرهاب الدولى فيما عدا إسرائيل وأنه على وزارة الداخلية أن تبدأ بتدريب رجالها مهنيًا وتقنيًا فى التعامل مع تلك الميليشيات المدربة وذلك لأن رجال الشرطة لا يتقنون التعامل مع الملفات السياسية وفكرهم السياسى غير متحدث وغير مواكب لتطورات ومجريات الساحة السياسية على الرغم من تقارب أعمارهم مع أعمار شباب الثورة ويرسبون دومًا فى اختبارات الشرطة البدنية والتصويبية.
ويؤكد أن تلك المجموعات مدربة تدريبًا عاليًا ولديهم قادة ومنظمون ويحصلون على تمويل من أجل الأعمال التخريبية التى يفتعلونها ويقترح للقضاء عليهم أن يكون بمصر معهد لإدارة شرطة الحراسات الخاصة، والتى كانت مهمتها تدريب رجال الشرطة والارتقاء مستواهم العلمى والمهنى فى مجال مكافحة الإرهاب الدولى وأن تتحرى عنهم المباحث تحريات دقيقة، لكن اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية السابق على غلقها، مشيرًا أن مصر لديها التواجد الأمنى والكفاءات والإمكانيات التى تمكنها من التخلص والقضاء على تلك الميليشيات والتى يجب أن تتبع معهم الأساليب الأمنية الصحيحة وإلا استفحل خطرهم وتوغل ليصبح هدفهم القضاء على مصر وتدميرها بأكملها والذى يضر بالأمن القومى ويجعلها عرضة لخطر تدخل الدول الأجنبية التى تسعى للسيطرة والقضاء على مصر».
ويقول، أضف الى ذلك كون هذه الميليشيات يشكل خطرًا على المجتمع لما لها من أثر فى بث الرعب فى قلوب المواطنين، إلا إن هناك شيئًا آخر أخطر وهو سهولة الدخول وسط الميليشيات الثورية «المدنية» لما لها من طابع يقترب من الفوضوى أو العشوائى فهم يعتمدون على العشوائية ليسهل انتشارهم «كالفيروس» ويصعب الإمساك بهم، وكونهم ليس لهم علامات مميزة أو ملابس خاصة جدا تميزهم عن غيرهم، من الممكن أن يسهل عملية اختراقهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.