أعمال عنف وبلطجة لا تزال تشهدها مدينة بورسعيد التي يتم وصفها بالمدينة الباسلة، نظرا لما قدمه اهلها من بطولات وتضحيات ابان العدوان الثلاثي الغاشم على مدينه البطولات والتي قدمت ايضا نماذج مشرفه يفتخر بها كل بورسعيدي على مر الايام. ولكن ومع ذلك نجد ان بورسعيد تعيش في الآونة الأخيرة وعلى الاخص من بعد اندلاع ثوره 25 يناير المجيدة نجد ان البورسعيدية يعانون في الآونة الأخيرة من عمليات اجراميه وبلطجة من جرائم قتل وسرقه بالإكراه واغتصاب بشكل مخيف وبشكل لم تشهده بورسعيد من قبل، ومع اندلاع الاحداث الخاصة باستاد بورسعيد بعد المباراة الشهيرة بين النادي المصري والنادي الأهلي على استاد بورسعيد وما تبعها من احداث زادت حدة العنف والبلطجة بالمدينة، اسباب عديده ادت الى زياده العنف والبلطجة وارتفاع الجريمة ببورسعيد تكشفها " الصباح " في التقرير التالي. في البداية يقول الدكتور سليم شعبان استاذ التخطيط الاجتماعي بكليه الخدمة الاجتماعية ببورسعيد: إن من يعتقد ان الاجرام موروث فهو خاطئ لأنه من الممكن ان ينشأ انسان في اسره اجراميه ولكنه يختلف عن تلك الأسرة. لكن البلطجة بشكل عام تأتى نتيجة ظروف اجتماعيه مصحوبه ببيئة اقتصاديه معينه، وهناك اشكال عديده من البلطجة وهى المرتبطة بالجانب الاقتصادي التي تجعل الفرد يسلك هذا السلوك ومنها توزيع الدخل العام فالدخل لم يتم توزيعه بشكل عادل بين كافه المجتمع وفيه نوع من الظلم فيكون البديل لدى البلطجي ان يأخذ حقه من الناس عنوه وهو من احد اسباب ارتفاع معدل الجريمة ببورسعيد. ايضا من ضمن اسباب ارتفاع معدل الجريمة بالمحافظة هو تزايد الوافدين الاغراب عن بورسعيد باعتبارها من المدن الجاذبة للسكان وللعمل وانتشار هؤلاء الاغراب عن المدينة ساعدوا بشكل كبير في انتشار الجريمة واعمال العنف ببورسعيد .. كذلك المناطق العشوائية بأطراف المدينة مثل مناطق زرزاره وعزبه ابو عوف ومنطقه القابوطي تلك المناطق تتمتع بمستوى معيشي واقتصادي واجتماعي متدنى وبالتالي تتفشى بها البؤر الاجرامية. وتشير الدكتورة فاتن مزروع استاذ العلوم السلوكية بجامعه بورسعيد : ان بورسعيد بطبعها مدينه هادئة واهلها مسالمين لم يكونوا في يوم من الايام بلطجية او بهم السلوك الاجرامي ولكن بورسعيد التي عانت كثيرا من ويلات الحروب ومن بعد حرب اكتوبر كان الرئيس " السادات " يرى انه لا بد من مكافاة اهل بورسعيد نتيجة لما تحملته من ظروف قاسيه وقت الحروب فاهتم بتنميتها اقتصاديا وتم تطبيق القانون رقم 12 لسنه 1977 الخاص بتطبيق المنطقة الحرة. وبالفعل شهدت بورسعيد رواجا اقتصاديا والكل وجد فرص عمل بها ولم تكن الجريمة متواجدة او متفشيه في ذلك الوقت لان الجميع يعمل ويخرج للحصول على ارزاقه وبالتالي لم تشهد بورسعيد أي نوع من انواع البلطجة ولكن مع تقليص تلك الميزة التي كانت تتمتع بها بورسعيد بدأت الاسواق تشهد حاله كساد. وبدأت الأيادي العاطلة تتفشى وبالتالي فإن سلوك طبيعي أن يتحول البعض الى السلوك العدواني بعد أن اصبح عاطلا عن العمل ومن بعد ثوره 25 يناير عانى اغلب البورسعيدية من البطالة ومن سوء الاوضاع الاقتصادية بالإضافة الى انه حتى المشروعات التنموية التى كانت تشهدها بورسعيد كانت من نصيب الاغراب ولم يتمتع بها ابناء بورسعيد فكانت النتيجة الطبيعية ان تتفشى اعمال البلطجة والعنف داخل بورسعيد. ومن جهة اخر تؤكد "مزروع" ان احداث استاد بورسعيد الأخيرة وما تبعتها من أحداث زادت من حده الاحتقان داخل الشارع البورسعيدي وادى الى زياده اعمال العنف وظهرت بورسعيد فى وسائل الاعلام وكأنها مدينه البلطجية ولكن هذا غير صحيح على شعب كان حاميا ومدافعا عن مصر طوال الوقت والاحداث الأخيرة التى تشهدها بورسعيد تتحملها الدوله التى لم تعمل جيدا على اداره الازمه وفشلت فى اداره الازمه لأن بداية احداث الاستاد هى من اختصاص اداره الازمات التى لابد ان تتحملها الدولة. ويؤكد الدكتور محمد عبد النعيم عميد كليه التجارة واستاذ القانون بجامعه بورسعيد : ان بورسعيد جزء اصيل من مصر ولا يمكن وصف ابنائها بالبلطجية وتاريخ بورسعيد يشهد على بطولاتها وما قدمته من تضحيات من اجل مصر .. ولكن بالفعل هناك اسباب عديده جعلت بورسعيد تشهد ارتفاع فى معدل الجريمة والبلطجة فى الآونة الأخيرة. وخاصه من بعد ثوره 25 يناير ومنها تدنى معدل النمو الاقتصادى وعدم الاستقرار الاقتصادى والسياسى اثر بالسلب على ابناء المدينه هذا من ناحيه ومن ناحيه اخرى فان هناك البعد الاخلاقى وهذا البعد مرتبط بمنظومه كبيره اساسها الاسره والمدرسه والجامعه فتراجع تلك المنظومه ادى الى ارتفاع معدل البلطجه والاجرام ببورسعيد. ومن جهة اخرى فان انتشار العشوائيات ببورسعيد هى احد اهم اسباب انتشار الجريمة فالكل يتذكر ان اهالى عشوائيات زرزاره وغيرها قاموا بتظاهرات عديده للحصول على وحدات سكنيه وربما حصلوا على وحدات مسبقه وكان نتيجه عدم استجابة المسؤلين بهم ان اضرموا النيران بالشوارع وتفشت البلطجه بشوارع بورسعيد .. ومع ذلك فقد ان الاوان ان يتم تفعيل دور القانون وان تتتكاتف جميع القوى والتيارات السياسية لتفعيل دور القانوان وان تعود منظومه الشرطة لان الخلل الامن هو من احد اسباب انتشار الفوضى بالبلاد. اللواء على عبد الله " ضابط شرطه سابق " يؤكد، ان بورسعيد لا يوجد بها الطابع الإجرامي وان ما يحدث من اعمال عنف وبلطجة في بورسعيد هي نتيجة قله مندسة وهى التي تسعى لتشويه صوره بورسعيد ومن المعروف ان البؤر الإجرامية معروفه لدى بالأجهزة الأمنية والشرطية ومنها البؤر الاجرامية التى لا تزال متواجدة بمحيط بحيره المنزلة وايضا البؤر الاكثر اجراما التي تأتى للمحافظة من منطقه الشبول وغيرها وغياب الدور الأمني وعدم عوده الشرطة بالقدر الكافى جعل هناك ازدياد فى ارتفاع معدل الجريمة ولذلك ان عاد للأمن قوته وهيبته كسابق عهده ستعود الاوضاع بشكل افضل مما هى عليه.