لم تكن بورسعيد فى انتخابات الرئاسة بجولتيها الأولى والثانية مؤيدة للرئيس محمد مرسى رغم انه زارها قبل الانتخابات الرئاسية وعقد بها مؤتمر جماهيري ضم رموز وقيادات حزبه وقتها وجماعة الإخوان المسلمين بالمحافظة وعدد من الرموز السياسية بالمحافظة دون تمييز . وبرغم إعلان الرئيس عن ان بورسعيد هي قاطرة التنمية خلال الفترة المقبلة لمصر كلها إلا انه أعاد إلى اذهانهم آخر زيارة المخلوع اعقبها اندلاع الثورة . وخرجت بورسعيد لتؤيد في جولتها الاولى حمدين صباحى و في الثانية احمد شفيق بفارق عن الرئيس مرسى الذى احتل في الجولة الاولى المركز الثالث و الثاني في الاعادة . ثم تتصاعد الاضطرابات بين القوى الثورية و أنصار الرئيس من أعضاء حزب الحرية و العدالة وجماعة الإخوان يساندهم حزب النور ان ذاك ليجبر الحزب على ترك مقره الرئيسي ويخليه بعد حملة من تبادل الاتهامات وتحرير المحاضر بين الطرفين وسقوط اعداد كبيرة من المصابين . لتنتقل الإحداث الى وقائع محاكمة المتهمين فى مجزرة الاستاد و محاولة ابقاء المتهمين فى محبسهم ببورسعيد ووساطة لجنة الحكماء التى تضم من بينها احد اهم الرموز لحزب الحرية و العدالة و الجماعة ببورسعيد المهندس على درة . بعدها تسقط بورسعيد من ذاكرة مؤسسة الرئاسة في عيدها القومي لتسع الفجوة بين أبناء المحافظة و القيادات السياسية . يبدأ بعدها الصدام الكامل عقب بث التلفزيون من خلال قنواته الفضائية سب الشعب البورسعيدي عبر شاشاته وعدم تدخل مؤسسات الدولة لوقفه او قطع البث بعدها طلبت القوى الشعبية اعتذار عن الاهانة التى وجهت للمدينة الحرة من مؤسسة الرئاسة واعطت مهلة 48 ساعة تجاهلت خلالها الرئاسة التدخل لاحتوائها مما جعل البورسعدية يعلنون ان عدم اعتذار الرئاسة يدل على ضعف دولة مصر امام دولة الاهلى مما دفعهم الى المطالبة باسقاط النظام واعلان استقلال بورسعيد . ودعا الجميع الى خروج مظاهرات حاشدة لإعلان استقلال المحافظة التي قدمت الكثير لمصر وشعبها وتحاربها الان جميع محافظات مصر تحت قيادة رئيس لم يحفظ لها كرامتها على حد وصفهم . أعقبها احتشاد بورسعيد بمحيط سجن بورسعيد العمومي لتستمع الى قرار محكمة الجنايات فى احداث مجزرة الاستاد التى يؤكد جميع اهالى المحافظة انه تم الزج بالعشرات من الابرياء بها ككبش فداء لهروب المدبرون الحقيقيين من تلك المؤامرة املين ان تخرج عليهم هيئة المحكمة بقرارات عادلة فى مجملها . الا ان مع النطق بالحكم و إلقاء المستشار صبحي عبد المجيد قرار الإحالة ل 21 متهم بينهم 10 متهمين على الاقل ابرياء من وجهة نظر الكثيرين و تأجيل محاكمة باقى المتهمين ومن بينهم 9 قيادات الداخلية الذى يؤكد الجميع انهم المدان الاول فى الاحداث انطلقت ثورة غضب المدينة الباسلة . ووجد المتأمرون غايتهم للمرة الثانية منذ ثورة 25 يناير لتجدد الزج ببورسعيد وشعبها فى مسرحية جديدة بعد ان قامت مجموعة ملثمة على الفور بعد النطق بالحكم باطلاق الاعيرة النارية تجاه سجن بورسعيد العمومى لتختفى فى الحال تاركة الابرياء يلقون حتفهم برصاص القناصة الذين اعتلوا اسطح و اسوار سجن بورسعيد العمومى وعدد من العمارات المحيطة به . وتتساقط الضحايا نتاج القنص المتقن من اعلى الاسطح وكانها اوراق اشجار تتساقط من اعلى الشجر ليبلغ اجمالى اعدادها 32 بينهم ظابط قوات امن مركزى برتبة نقيب شرطة و امين شرطة ولاعب كرة بنادى المريخ و اخر حارس مرمى سابق بالنادى المصرى و العجيب فى الاحداث سقوط احد مشجعى النادى المعاقين و الجالس على دراجة متحركة قتيل دون اى ذنب . ليهرع المواطنين فى مشهد مرعب الى المستشفيات بحثا عن ابنائهم وذويهم ممن كانوا متوجهين الى اعمالهم صباح اليوم الدامى و ينزل المئات الى مراكز وبنوك الدم للتبرع بدمائهم من اجل انقاذ الابرياء . ويزداد الامر سخونة مع اقتراب حلول الظلام الدامس على المحافظة بعد محاولة البعض اقتحام اقسام الشرطة واطلاق النيران من نفس المجهولين على الاقسام لترد قوات تأمين الاقسام الشرطية بالنيران الحية . ويصل قوات الجيش الثاني الميدانى وسط غضبة شديدة لاهالى الحرة و الذين رفضوا دخول المدرعات شوارع المحافظة رافعة علم مصر ورددوا الهتافات المطالبة باستقلال بورسعيد . وتتحول المحافظة بعدها الى اشبه بالمدينة المهجورة بعد ان اغلق جميع التجار محالهم ولتتوقف معها الحياة سوى الاهالى المحتشدة امام المستشفيات . وتصدر النيابة العامة قرارها بانتداب الطب الشرعى لتسليم تصاريح الدفن لاهالى الضحايا مباشرة بعد مناظرة الجثث لمن لا يرغب فى التشريح و تشريح من لديه الرغبة فى ذلك . وتحتشد الآلاف من اهالى بورسعيد امام مسجد مريم صباح اليوم لتشييع اكبر جنازة فى تاريخ بورسعيد الحديث منذ عدوان 56 على المدينة الباسلة ويحمل اهالى المدينة جاثمين 30 شهيد وسط الحشود ليتوجهوا بها الى مقابر بورسعيد وسط هتافات مستمرة " لا الاه ألا الله الشهيد حبيب الله " ، " لا الاه الا الله محمد مرسى عدو الله "، " يسقد يسقط حكم المرشد الاخوان اعداء الله " . وسرعان ما تقع الكارثة عند مرور الحشود حاملة النعوش إمام نادي الجيش المواجه للمقابر عندما عبر البعض عن غضبهم بإلقاء بعض كسر الطوب على واجهة النادي ليفاجئ الجميع بإطلاق غازات مسيلة للدموع مباشرة على الالاف المشيعة للجنازة ليترك الأهالي الجثث في الارض ويهرعوا هاربين وتسود حالة من الذعر الشديد بين الجميع ويتساقط كبار السن من سيدات و رجال لعدم قدرتهم على الجري وسط اطلاق الغاز الكثيف . وتهرع عشرات السيارات من الإسعاف الطائر الى مسرح الاحداث لتنقل عشرات المصابين الى المستشفيات القريبة من مواقع الاصابات لتبلغ الاصابات 150 حالة من بينهم 4 مصابين بطلق ناري. ويبدأ المواطنين في مواجهة الغاز والطلقات المطاطية فى بورسعيد بزجاجات المولوتوف ليشتعل النادي بأكمله وسط غضبة شديدة من الاهالي وتراجع للقوات بداخله بينما امتدت النيران لتشتعل بمدافن اليهود المواجهة للنادي . وعاود البعض الاشتباك مع ضباط تأمين اقسام شرطة العرب و المناخ ببورسعيد وسط تبادل اطلاق نار كثيف جدا على المواطنين .