لم تكد تخلع محافظة سوهاج وشاح الحزن عنها نتيجة مصابها وضحاياها في حادث قطار البدرشين، إلا وجاءتها كارثة أخري، ليستمر الحزن والمصاب في عدد آخر من منازل المحافظة، وتبقى الذكرى الأليمة في ذاكرة الأسر السوهاجية . فقد رفعت قرية "الطوايل" بمركز ساقلتة محافظة سوهاج، رايات الحداد بعد فقدان 14 من أبنائها في حادث التصادم المروع، الذي وقع بين سيارة أجرة تقلهم وسيارة نقل على طريق "الغردقة – أسيوط " بمدينة اسيوطالجديدة . وأقامت عائلات الضحايا 5 سرادقات عزاء بالقرية لاستقبال المعزين، وتعيش القرية حالة من الحزن الشديد بعد أن فقدت ابنائها، فمنهم العامل الذي يبحث عن لقمة العيش، ومنهم طلبة الجامعات الذين يبحثون عن دخل يصرفون منه علي تعليمهم بهجرتهم للعمل بالقاهرة . ولأن المصائب لا تأتِي فرادى فلقد فقدت أسرة 5 من أبنائها واسرة اخرى مكونة من اب وام و9 فتيات فقدوا عائلهم الوحيد محمد 18 سنه شقيق التسعة بنات . " الصباح " رصدت أحزان القرية المكلومة ومصيبة أهلها . قال عبد الكريم راشد: تلقينا خبر الفاجعة في تمام الساعة الثانية عشرة مساءاً، بعدها سارع الأهالي لاستقلال السيارات إلى محافظة أسيوط لإحضار، جثث الضحايا حيث تم إيداع الجثث في مستشفيات ساحل سليم المركزي وأسيوط العام وأسيوط الجامعي، مشيرا إلى وصول أول جثة لمحمود أحمد الليثي في تمام الساعة التاسعة صباحا وبعدها توالت عملية وصول النعوش لتنتهي بدفن جثة محمد رفعت همام 18 سنة طالب في تمام الساعة الثانية ظهرا. وأشار إلى أن الضحايا كانوا من عائلات المطاوعة والعنابرة وقناوي وأباظة وأبو خضير وأن عائلة العنابرة وحدها فقدت 5 من أبنائها في الحادث. وقال رجب همام 40 سنة من عائلة أبو خضرة التي فقدت أبنها محمد رفعت همام 18 سنة : محمد الولد الوحيد في أسرته بين 9 بنات شقيقات وكان يدرس في التعليم الفني ووالده عامل بسيط وحالته المادية محدودة للغاية مضيفا بأن محمد قرر العمل في اجازة نصف العام الدراسي لمساعدة والده في تحمل نفقات المعيشة الصعبة وكان والده فرحا للغاية لأنه شعر أن أبنه أصبح رجل سيتحمل عنه عبء المصاريف لكن قدر الموت كان في انتظاره. وقال رأفت محمد الصغير وكيل مدرسة ثانوي عم سائق السيارة الفقيد عماد محمد عبد الرحمن : عماد حاصل على دبلوم صنايع ويعمل بالقيادة منذ 10 سنوات وهو متزوج ولديه طفلين شهد 5 سنوات ومحمد 3 سنوات مؤكدا أن عماد شخص جميل ومحبوب من جميع أهالي القرية . ويضيف والده محمد عبد الرحمن الزهري سكرتير مدرسة أن محمد كان قد تقدم للعمل سائق ضمن مسابقة في مطار سوهاج ونجح في اختبار القيادة وكان ينتظر قرار التعيين لكن القدر كان له رأى آخر. وقال عم الفقيد خالد فيصل أن خالد ولد لشقيقين و3 بنات وأنه كان يدرس في الصف الثاني الصناعي وأنه انتهز فرصة الحصول على اجازة نصف العام الدراسي وذهب مع أبناء القرية للسفر والعمل بالقاهرة لكن الموت كان في انتظارهم قبل اتمام رحلتهم .