دعا صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام المصري إلى ضرورة الخروج من حالة الفوضى الإعلامية التي يعيشها العالم العربي، كما دعا إلى توثيق التراث السمعي والبصري العربي فيما أسماه ب"مشروع القرن"، جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاء في بداية اجتماعات الدورية العادية الرابعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب المنعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة اليوم وغداً. وقال عبدالمقصود في كلمته أمام الوزارء العرب أن المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية في أشد الحاجة إلى وحدة الصف "كلمةً وموقفاً وعملاً"، وهذا هو دور الإعلام العربي، وصلب رسالته في توحيد الأمة والنهوض بها والدفاع عنها. وأكد على أهمية هذا الاجتماع التي قال أنها تتخطى حدود جدول الأعمال المدرج أو القرارات الدورية بشأن قضايا العمل الإعلامي المشترك. وقال أنه يجب ألا تنسينا الأحداث الجارية دور الإعلام الأهم والممتد في البناء والتنمية والتنوير، فلا قوة ولا مكانة لأمتنا بدون "تنمية وعلم وثقافة وحرية بناءة" فنحن جميعاً في عصر لا يعترف إلا بالقوة ولا يتحدث إلا بلغتها، ولذلك فمن الأهمية في حالة الفوضى الإعلامية الحالية التي تشهدها المنطقة أن نبحث عن مداخل للتوحد والاتفاق في الأدوار المنوطة بإعلامنا العربي، ولا شك أن في مقدمتها الأدوار التنويرية والتنموية، إن هذه الأدوار هي المدخل الوحيد نحو التوافق والتوحد بعيداً عن أية مصالح أو أهداف أو توجهات. ثم انتقل للحديث عن المهنية في الإعلام ودعمها تحقيقاً لدور فعّال للإعلام للنهوض بأمتنا وتقدمها، إن المهنية – المطلوبة في هذه المرحلة – ليست مجرد امتلاك القدرات والإمكانات التقنية والفنية، بل إنها المهنية المتصلة بالحرفية والموضوعية والحيادية في الأداء والجودة البرامجية في الإنتاج والمحتوى.. وأيضاً في عنصر المسئولية المهنية فيما يخص أخلاقيات ومبادئ وقواعد مهنة الإعلام. وأكد على أهمية تحقيق التكامل والتنسيق في التشريعات الإعلامية خاصة المنظمة للبث الإعلامي والمعلوماتي وحركة تداول المعلومات، مع مواصلة تكثيف التعاون الإعلامي في شتى مجالات (التدريب – الإنتاج المشترك – التبادل البرامجي – البحوث – المعلومات – الأرشفة الإليكترونية .. إلى آخر هذه الأمور). كرر الوزير عبدالمقصود الدعوة لتبني مشروع إعلامي عربي قومي.. وهو "مشروع القرن" لتوثيق التراث السمعي والبصري العربي.. قائلاً أنه مشروع حضاري يوثق أحداث وثقافة أمة بأسرها، إضافةً إلى توثيق أحداث المرحلة الحالية.. "مرحلة التحوّل والنضوج الإيجابي لممارسة الديمقراطية" بكل تطوراتها وقضاياها.. إنها وثائق "صوتية ومرئية إليكترونية" تحمل تاريخ الأمة.. ماضيها وحاضرها.. وتصيغ مستقبلها.. لتكون مادة حيّة – دائماً – للعالم وللأجيال القادمة.