الجمال سفير القلوب.. يقولون إن الرجل يحترم المرأة الذكية، ويقدر المرأة الحانية، ويثمن المرأة المرحة، لكنه ينسى نفسه أمام المرأة الجميلة، ويتحول إلى طفل صغير منبهر. كان أول ظهور لها مع باسم يوسف فى دور لبنانية تعمل كخبيرة سياحية، ولكنها تقول فى نهاية الحلقة بلهجة "شوارعى" إنها من عابدين، ليحتار معها المشاهد، هل هى من مصر أم لبنان؟! ومنذ ذلك الوقت لم تكف مواقع التواصل الاجتماعى عن الحديث عن «المزة اللى كانت مع باسم يوسف»، فتم عمل هاش تاج على تويتر باسم «المزة اللى مع باسم يوسف».. وظل الحديث متصلًا حتى فاجأتنا "غيدا" بعمل فيديو "بلوج" تتحدث فيه بجدية عن الأحداث الجارية فى البلد.
حاولنا التغلب على الانبهار واستكمال هذا الحوار لآخره، وإليكم ما تيسر الوصول إليه: السؤال المتكرر دائمًا من الجميع.. هل "غيدا" مصرية أم لبنانية؟ أنا أريد للجمهور أن يتساءل دائمًا، لأننى أريد أن أصل لعقل الناس بدون حواجز.. أنا زى ما ظهرت فى "البلوج بتاعي"، إنسانة لديها وجهة نظر وأريد من الناس أن تعرفنى من أفكار وموضوعات برنامجى، بعيدًا عن تحديد قوالب للجنسية أو الديانة أو الفكر السياسى الذى أقتنع به. وأتمنى أن نتخلص من حالة التصنيف و الاستقطاب الطائفى والفكرى التى نعانى منها.
ما الأسباب التى دفعتك لعمل فيديو "بلوج"؟ فى "الحلقة زيرو" قلت إن "الناس بقت مقسومة سياسيا زى فرق الكورة.. كل حد بيشجع الناس اللى شبهه بصرف النظر الحق فين والصح مع مين.. احنا طموحنا إننا نرسم طريق تالت ننهى بيه حالة الاستقطاب الأعمى.
هل حدث غضب من التيار السلفى بعد تناوله فى بعض الحلقات؟ لا إطلاقًا. بل أحب أن أوجه شكرًا خاصًا إلى «التيارالسلفى» المظلوم إعلاميا، لأننى تفاجأت أنه التيار الأكثر مشاهدة لبرنامجى ورغم تحفظاتهم الكبيرة على شكل حلقاتنا، إلا أننى استمتعت بالدخول معهم فى حوارات متحضرة وهادئة تقبلوها بكل تسامح.
كيف شاركت مع باسم يوسف؟ البداية كانت مع اشتراك صديقى ومؤلف ومخرج الفيديوهات التى أقدمها د.حسن بدير، فى الفريق الإبداعى لبرنامج باسم يوسف لمدة سنة ونصف السنة.. فكان هناك أفكار يؤمن بها ويحتاج لتوصيلها للجمهور، لكنها لا تتلاءم مع السياسة التحريرية والشكل الفنى لبرنامج باسم.. ونظرًا للاتفاق الفكرى التام بينى وبين "حسن" فكرنا فى عمل برنامج موازٍ من أغسطس 2011، وكان التعاون هو ظهورى فى برنامج باسم مرتين لاختبار شعبية الفكرة تمهيدًا للانطلاق فى تقديم عمل مستقل.
ألم يقلقك المقارنة بينك وبين باسم يوسف أو منى هلال؟ بالطبع لا ف"منى" و"باسم" أصدقاء أكن لهما كل تقدير.. لكن مفيش أى تشابه بين ما يقدمونه وبينى حتى تحدث مقارنة.. فبرامجهم تعتمد على عرض فيديوهات لشخصيات سياسية شهيرة والسخرية منها، وهذا أسلوب فنى ناجح وله جمهوره، لكننا فضلنا تقديم قالب فنى جديد شكلا وموضوعا، يكون هدفه التركيز على الأفكار وليس الأشخاص ويكون نقدنا موضوعيا وعادلا دون تجريح أو إهانة لأى فصيل أو تيار.
هل هذا ما دفعك لعدم عرض فيديوهات فى الفيديو "بلوج"؟ «علشان نصعب على نفسنا المهمة أكتر.. ولكن دون أن نهمل التنوع البصرى فى الحلقة ونجحنا فى ذلك عن طريق الديكورالمميز واستخدام الجرافيكس والموسيقى.. وده طبعا ضاعف التكلفة الإنتاجية».. وذلك شكّل عبئًا ثقيلًا على فنان الجرافيكس العبقرى «رائد المريش» والموسيقار الموهوب «ديفيد توفيق» اللذين عملا لساعات طويلة لمدة ثلاثة أشهر متواصة بدون شكوى.
كم استغرقت فترة التجهيزات؟ التحضير أخذ وقت طويل لعدم توافر الخبرة الإنتاجية أو التمويل.. فنحن نحلم بالمشروع منذ11شهرًا لكن لم يكن هناك أحد متحمسا للفكرة من الوسط الإعلامي، فقرر "حسن" المغامرة وبدأنا التحضير الفعلى من 8 أشهر، والتصوير بدأ فى ثلاثة أيام ما بين شهر مارس وأغسطس.. وهو تحدٍ رهيب، لأنه كان المطلوب أن نختار مواضيع تظل ساخنة.
لماذا اخترت عرض برنامجك على الإنترنت وليس على قناة تليفزيونية؟ "يوتيوب" عكس الآية، فأى فنان يمتلك فكرة لبرنامج فى البداية كان يلهث وراء شركات الإنتاج بحثًا عن تمويل لفكرته، ثم تفرض الشركات شروطها عليه "على اعتبار أنها أعلم باللى عاوزه المتفرج"، لكن مع وجود "يوتيوب" أصبح المبدع هو من يفرض شروط إبداعه وأصبحت جماهيريته هى التى تدفع شركات الإنتاج لتسعى وراءه وتفسح له المجال كى يوصل إبداعه فى التليفزيون بطريقته.
هل الإنترنت أصبح أسرع وصولا للناس من التليفزيون؟ "لسه بدرى على الكلام ده".. الإنترنت أعطى فرصة للمواهب الجديدة وللأفكار الجريئة أنها تظهر، لكن يجب أن نعلم أنه عندما يحقق فيديو نجاحًا على "يوتيو" قد يبلغ نسبة المشاهدة إلى مليون مشاهدة فى أسبوع، بينما برنامج ناجح على قناة تلفزيونية يمكن أن يشاهدة 50 مليون مشاهد فى الساعة.
هل من الممكن يتحول الفيديو "بلوج" لبرنامج تليفزيونى؟ الفيصل فى القرار هو التمويل.. لأننا نبحث دائمًا على تمويل يحافظ على استقلالنا الإبداعى دون تدخل من أحد فى السياسة التحريرية للبرنامج، ولو وجدنا أن التمويل المستقل يوجد على الإنترنت سنستمر فيه، ولو وجدنا نفس حرية التعبير على التليفزيون سننتقل إليه، ولكن حاليًا نحن نفاضل بين أكثر من اتجاه ولم نقرر بعد أين ستتم إذاعة الموسم الثانى.
لماذا يحمل البرنامج الطابع الجاد وليس الساخر.. بل تعتمدين أحيانًا على قالب الكوميديا السوداء والمعلومات التاريخية؟ السخرية ساهمت فى إفساد الحياة السياسية، "بدل ما نقعد نسمع للرأى والرأى الآخر بقينا بنسمع نفسنا بس ولما بنسمع غيرنا بنتفرغ لاصطياد زلات لسانهم علشان نسفههم.. للأسف".. فثقافة السخرية لم تنتشر فقط فى البرامج السياسية والكوميدية لكن "المصيبة" أنها وصلت إلى البرامج والقنوات الدينية!
هل نجحت فى تحقيق عكس ذلك؟ لو قرأت التعليقات المكتوبة تحت فيديوهاتنا والتحليلات المطولة التى مع وضد كل حلقة، ستعرف أننا نجحنا فيما فشلت فيه معظم برامج الساحة، وهى أننا نفتح حوار بناء مع الشباب عن موضوعات حقيقية.
ألم يكن لديك الرهبة فى خوض التجربة فى حين أن الجمهور يفضل البرامج الساخرة؟ بالعكس، فنحن كنا مصرين على ذلك وواثقين من النجاح، رغم علمنا أننا سنضحى بشريحة كبيرة من الجمهور الاستهلاكى الذى لا يريد أن "يشغل دماغه"، وأنا أزعم أننا البرنامج الوحيد الذى يختار مشاهديه، وأفضل أن يرانا100 ألف مثقف واع عن أن يرانا مليون مستهلك "بيضيعوا وقت".
ما الرسالة التى تريدين تقدميها من خلال الفيديو فلوج؟ عاوزين نبين إن مفيش حد بيحتكر الحقيقة أو بيملك لوحده إجابات نموذجية لأى موضوع.. وأن التعايش السلمى والمتسامح فى مجتمع حر ومتنوع ومش معرض للقمع من أى سلطة هو بداية الحل لكل مشاكلنا.
ماذا تقولين لمشاهدينك على اليوتيوب؟ أحب أن أشكر مشاهدينا ومعجبينا على اليوتيوب وتوتير والفيس بوك لأنهم جعلونى الأكثر مشاهدة وجماهيرية على المواقع فى أقل من شهر، رغم عدم وجود دعاية أو حتى ميزانية لتسويق برنامجنا، وأبشرهم أننا بنجهز ل10 حلقات جديدة. وفى النهاية أحب أن أشكركم وأشكر جريدة «الصباح».