شهدت إثيوبيا عدة أحداث مهمة خلال العام المنتهي 2012 وكان أهمها وفاة رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي في 20 أغسطس الماضي عن عمر يناهز 57 عاما بعد فترة علاج استمرت اسابيع بمستشفى في بروكسل. ورأس زيناوي حزب "الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب إثيوبيا" الحاكم في البلاد وتولى حكم البلاد منذ عام 1991 بعد قيادته لحركة تمرد اطاحت بنظام الحكم الشيوعي السابق والذي كان يتزعمه القائد الشيوعي لإثيوبيا منجستو هيلي مريام. وهيمن زيناوي منذ ذلك الحين وحتى وفاته على الحياة السياسية في اثيوبيا كرئيس للبلاد في الفترة من 28 مايو 1991 إلى 21 أغسطس 1995، ثم بعد ذلك كرئيس للوزراء. وفي يوم 15 سبتمبر 2012 ، اختار التحالف الحزبي الحاكم في اثيوبيا والذي يطلق عليه "الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب إثيوبيا" خلال اجتماع هيلي مريام ديسالين، رئيسا للوزراء وزعيما جديدا للبلاد خلفا للراحل زيناوي لتتم بذلك عملية انتقال سلمي وسلس للسلطة في البلاد. وفي 27 سبتمبر 2012 شهدت المحادثات الجارية بين السودان وجنوب السودان في أديس أبابا منذ انفصال الجنوب في استفتاء شعبي في يوليو 2011، تقدما كبيرا بتوقيع ثلاث اتفاقيات حول النفط والتعاون والأمن و"ترتيبات ما بعد الانفصال" بحضور الرئيسين البشير وسلفا كير ورئيس الوزراء الاثيوبي هيلي مريام ديسالين. ولكن الرئيسين لم يتوصلا الى اتفاق لحل النزاع المتعلق بمنطقة "أبيي" الغنية بالنفط وكذلك الى اتفاق حول مسائل الحدود، واتفق الرئيسان على تأجيل هاتين المسألتين الى مفاوضات لاحقة تجري بنفس الروح الايجابية للتوصل الى اتفاقات بشأنها. وكانت آخر الوساطات الدولية هي الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الاثيوبي هيلي مريام ديسالين الاسبوع الماضي لكل من السودان والجنوب للتقريب بين رئيسي البلدين لدفع عملية السلام بين البلدين. وادت وساطة ديسالين الى موافقة رئيسي البلدين عمر البشير وسلفا كبير على عقد لقاء بينهما بأديس أبابا يوم 13 يناير المقبل لأحداث دفعة في حل المسائل العالقة المتبقية وتطبيق الاتفاقيات وقعها الجانبان في 27 سبتمبر الماضي. وفي 15 يوليو 2012 قام الرئيس محمد مرسي بزيارة إلى أديس أبابا لرئاسة وفد مصر الى اجتماعات القمة الافريقية، وكانت اول مشاركة لرئيس مصري في قمة افريقية تعقد بأديس أبابا منذ أكثر 17 عاما تقريبا، وأجرى خلالها سلسلة لقاءات مع عدد من القادة المشاركين ومن بينهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت وأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ورئيس الصومال شيخ شريف شيخ أحمد ورئيس السنغال ماكاي سال ورئيس بنين بوني يايي ورئيس اوغندا يوروي موسيفيني. وكان الرئيس السابق حسنى مبارك قد توقف عن زيارة إثيوبيا والمشاركة في اجتماعات القمم الافريقية التي تعقد بأديس أبابا بعد تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة هناك في يونيو 1995. وفي 16 أغسطس 2012 توفى بطريرك الكنيسة الارثوذكسية الاثيوبية الأب باولوس والذي كان يرعى أكثر من أربعين مليون مسيحي أرثوذكسي في البلاد، وفي عهده توطدت العلاقات بين الكنيسة القبطية المصرية والكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، وتمت عدة زيارات بين قداسة البابا الراحل شنودة وقداسة الأب باولوس. وكان الرئيس محمد مرسي قد التقى الأب باولوس خلال زيارته الى أديس أبابا في يوليو الماضي لحضور القمة الافريقية. وفي 24 أكتوبر 2012 اتفقت اثيوبيا وقطر على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة وذلك بعد أكثر من أربع سنوات من قطعها. وجاء قرار استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بعد عملية حوار طويلة بين البلدين لحل المسائل المختلف عليها وشملت لقاء بين رئيس الوزراء الاثيوبي الراحل ملس زيناوي ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان يوم 23 فبراير الماضي على هامش مؤتمر حول الصومال في لندن. وكانت إثيوبيا كانت قد أعلنت في 21 أبريل 2008 عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بزعم أن الدوحة "تنتهج سياسة معادية لإثيوبيا وأن قطر تسلط منافذها الإعلامية تجاه اثيوبيا". وفي وقت مبكر من العام 2012 اندلعت مظاهرات لمتشددين مسلمين في اثيوبيا وخاصة أيام الجمع من كل أسبوع وبلغت ذروتها عندما اقتحمت قوات الأمن الاثيوبية في يوليو الماضي مجمع مسجد "أولياء" بأديس أبابا لتفريق متشددين سلفيين . وذكرت تقارير غير مؤكدة أن اربعة أشخاص قتلوا خلال تلك الأحداث. وشارك في هذه الاحتجاجات آلاف المسلمين الذين اتهموا الحكومة بتعمد تأجيل انتخابات المجلس الأعلى للشؤون السلامية والذي ينظم شؤون المسلمين في البلاد حتى لا تجلب أراء أخرى إلى تشكيلته. لكن هذه الاحتجاجات هدأت بعد ان انتخب المسلمون في إثيوبيا في اكتوبر الماضي أعضاء المجلس. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن اثيوبيا يقطنها نحو 85 مليون نسمة وبينهم 60 في المئة من المسيحيين ونحو 34 في المئة من المسلمين والبقية من أقليات دينية مختلفة.