فترة كبيرة خلال العامين الماضيين توقف فيها بعض الكتاب عن الكتابة لتأمل المشهد الحالى بعمق كبير وترقب للأحداث بعين مختلفة ، وهناك من كتب عن الثورة ، لكن تظل عملية الكتابة عن الثورة محل الرؤية التى لم تخلص إلى شئ محدد . وفى طرح جديد جاء الشاعر تامر عفيفى برواية تجسد فكرة الصراع ما بين السماء والأرض . نرد ، هو اسم العمل الروائي الذي انتهي تامر عفيفي من تأليفه ويستعد لنشره ، ليكون العمل الروائي الأول بعد أعماله الشعرية المختلفة ، والتي كان آخرها ديوان " الفئران لاتدخن المارلبورو " ، والذي كان مثار اهتمام العديد من النقاد والمهتمين ، رواية " نرد " يرصد فيها الكاتب ملامح قصة أول مناضل على أرض الكون ، كما أكد الكاتب في حديثه عن العمل الذي استغرق تأليفه قرابة العامين ، يمثل نرد هذا المخلوق الناري الذي حاول الوصول ليقين الدفاع عن الفكرة ، بدلا من الدفاع عن الشخص العارف المسيطر ، تلك الشخصية التي اتخذت من قصة " إبليس " مرجعا تاريخيا لها ، لتؤكد على أن الكون يحتاج للمزيد من المدافعين عن وجوده ، أمام هؤلاء الذين يدافعون عن وجودهم ،فرفض وصايا " أكبر " ، الذي يمثل الإله ، ليحتد الصراع في عوالم مختلفة بين السماء والأرض والفراغ ، حيث يستند على بعض الروايات الناقصة من قصة الشيطان ، ليخلق عوالم تؤكد على نضالات من أجل أفكار تبدو لدى نرد حقيقية تماما ، ليتحول نفيه وإقصاؤه إلى بطولات متنوعة في كون مظلم . تظهر في الرواية شخصية " لهب " ، زوجة " نرد " ، ويظهر " أسمر " المخلوق الأرضي ، وتدور الرواية في أجواء مأساوية لا تعتمد على الرصد بقدر اعتمادها على طرح مختلف للأفكار من منظور مغاير .