جاءت تصريحات الدكتور صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، عبر المؤتمر الذى عقده داخل مجلس الشورى اليوم " الخميس" الماضى صادمة لعدد كبير من الإعلاميين والعاملين داخل مبنى "ماسبيرو" خاصة تلك التصريحات التى قال فيها أن جماعة "الإخوان المسلمين" أكثر فئة متميزة داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون من حيث الأمانة والمهنية، كما أضاف أن أعضاء الجماعة أفضل الكفاءات التى تصلح للمناصب الإدارية ولديها أمانة فيما يتم بثه عبر شاشة التليفزيون إلى المواطنين. ليخيب آمال عدد كبير من الإعلاميين بهذه التصريحات المزعجة التى أظهرت مدى تحيزه الواضح والصريح إلى جماعة "الإخوان المسلمين" والتى أعلن فى نفس الخطاب فخره بعضويته فى الجماعة. وقال الإعلامى الدكتور توفيق عكاشة رئيس قناة "الفراعين" وأحد أبناء مبنى "ماسبيرو"، معلقاً على تصريحات وزير الإعلام قائلا: " أنه لا يوجد داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون أي شخص ينتمى إلى جماعة "الإخوان المسلمين" وصرح بأن الوزير كاذب في هذا الجانب من التصريحات، وأضاف رئيس قناة "الفراعين" أن العاملين فى مبنى "ماسبيرو لا ينتمون إلى جماعة "الإخوان" لكنهم "متأخونين" حيث أن فترة نظام الرئيس المخلوع مبارك قبل عصر "الإخوان" كان التعيين داخل التليفزيون المصرى يتم من خلال تحقيقات على الشخص المفترض تعيينه من خلال خمسة جهات من بينها جهاز أمن الدولة السابق ومباحث الأموال العامة وجهات أمنية أخرى ليس لتعيين الشخص فقط بل وإنما للسماح له بالدخول إلى المبنى . بينما قال الكاتب الصحفى والإعلامى مصطفى بكري، رئيس تحرير جريدة "الأسبوع"، متساءلاً إلى أى معايير أستند وزير الإعلام فى حكمه بأن "الإخوان" أكثر أمانة ومهنية وأنهم الأفضل والآخرين الأسوأ حيث أعتبر بكرى أن منطق الوزير فى هذا الجانب ظالم وينذر بخطر كبير لأن معنى هذا أن وزير الإعلام لا يستند إلى معايير المهنية ولا الحيادية أنما ينحاز بشكل صريح إلى جماعة "الإخوان" وهو ماظهر بالتأكيد فى حديثه عنهم من خلال المؤتمر الذى تم عرضه فى التليفزيون المصرى وعبر بعض شاشات القنوات الفضائية. وقالت الإعلامية رولا سعد مقدمة برنامج "البلد اليوم" على قناة "صدى البلد" الفضائية، أنها استغربت بشدة ما سمعته من تصريحات صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، حيث أن المهنية لا تتحدد على أساس الانتماء السياسى أو الدينى أو الحزبى، كما سخرت رولا من تصريحات الوزير قائلة: "يحسب للرجل إنه لم ينفى انتمائه وتحيزه الذى كان واضحا". وأضافت أن الإعلاميين عاشوا عصر الرئيس المخلوع 30 عاما إلا أنهم كانوا يملكون قدر جيد من الحرية والإحترام بعكس ما يحدث الآن، مشيرة إلى أنه فترة حكم النظام السابق كان الإعلاميين يباشروا عملهم ويقدموا أعمال جديدة بإستمرار عكس الفترة الحالية. وقال الإعلامى يوسف الحسينى مقدم برنامج "صباح ON "، أن وزير الإعلام رجل بلا تاريخ صحفى وليست له علامة صحفية أو إعلامية واحدة بل أن المُطلع على تاريخه "سيسقط من الضحك"، وتساءل الحسينى قائلا: "كيف لوزير الإعلام أن يقيم الإعلاميين التابعين لجماعة "الإخوان المسلمين" بأنهم أفضل من الإعلاميين الآخرين"، وأختتم الحسينى كلامه بأن "ماسبيرو" تاريخا مليء بالكفاءات والقيم الإعلامية التى أسست أهم القنوات العربية والمصرية وليس بينهم إخوانى واحد، كما أشار إن جماعة "الإخوان المسلمين" أصبحت تحجر على الإبداع فكيف لها أن تخرج مبدعين فى مجال الإعلام وباقى المجالات.