بدأت الفنانة التونسية درة مشوارها من خلال بطولة عدد من الأفلام السينمائية المصرية، كان أبرزها «هى فوضى» للمخرج يوسف شاهين، كما شاركت فى عدد من الأفلام الكوميدية، من بينها «كلاشينكوف» للمخرج رامى إمام، و«سامى أكسيد الكربون» مع الفنان هانى رمزى، وجاءت المشاركة الأولى لدرة فى مهرجان القاهرة بشكل قوى، فهى لم تكتف بالمشاركة فى المسابقة الرسمية للمهرجان ببطولة فيلم «مصور قتيل»، لكنها مثلت وطنها تونس بفيلم «باب الفلة» والذى يعتبر أحدث تجاربها فى السينما التونسية بعد الثورة. * كيف جاء استعدادك لدورك فى فيلم «مصور قتيل»؟ استعديت للدور خلال جلسات مكثفة مع المخرج كريم العدل والسيناريست محمد حفظى، خاصة وأن لديهم معلومات جيدة عن الأمراض النفسية، لكن الصعوبة الحقيقية فى التصوير كانت فى مشهد القتل الذى جمع بينى وبين إياد نصار حيث إن كلنا لم يقم من قبل بتقديم مشاهد «أكشن».
* هل استعنتى بأحد لأداء شخصية الطبيبة النفسية؟ بالتأكيد، استعنت بصديقة لى تعمل كطبيبة نفسية وتعيش فى فرنسا سألتها فى بعض التفاصيل، كما استعنت بوالدة المخرج كريم العدل لأنها تعمل كطبيبة نفسية.
* هل وجدت صعوبة فى مشاركتك بفيلم نفسى؟ الفكرة كانت غامضة وصعبة بالفعل وتحتاج من أى ممثل أن يقوم بقراءتها بتركيز، أنا عن نفسى قرأتها مرتين حتى أقوم باستيعاب فكرة الفيلم بشكل جيد.
* هل كانت مشاركة الفيلم فى المهرجان أفضل لكِ من عرضه تجاريا فى موسم عيد الأضحى الماضى؟ تأخير عرض الفيلم تجاريا جاء لصالح مشاركته بالفعل فى مهرجان القاهرة، وهو ما أسعدنى أكثر من عرضه فى موسم عيد الأضحى، خاصة أننى استطعت تحديد ردود فعل الجمهور قبل عرضه.
* بعد ردود الأفعال الجيدة فى المهرجان، هل ترين أنه من الممكن أن يحقق نجاحا تجاريا مع بداية عرضه؟ من الممكن أن يحقق الفيلم نجاحا تجاريا على المستوى المصرى والعربى بل والعالمى لو حصل على فرصة للعرض فى الخارج، كما أن عرضه فى المهرجان لا يجعله «فيلم مهرجانات» كما تداول على تسمية الأفلام المختلفة فى مضمونها والتى تنجح فى تحقيق جوائز، وتفشل عند عرضها تجاريا، فالفيلم من الأساس فكرته تجارية للغاية ولها جمهورها، ويشبه الأفلام العالمية.
* لكن فكرة الفيلم مختلفة وغير معتادة عليها السينما المصرية؟ هناك من الجمهور من يستوعب ويفضل تلك النوعية من الأفلام، وأرى أنه سوف يجذب الجمهور فى تلك الفترة، خاصة من يحب السينما، الفيلم أيضا بعيد عن أفلام الموسم مثل موسم العيد الذى يعتمد على الأفلام الكوميدية والخفيفة، لكن لا أستطيع أن أقول إنه سوف يحقق إيرادات مرتفعة.
* لكن هل ترين أن الظروف السياسية الحالية يمكن أن تؤثر على الفيلم؟ أى فيلم يعرض فى ظل الأحداث التى نعيشها سوف يضر لتواجد الجمهور فى ميدان التحرير، للمطالبة بحقوقهم وكذلك البعض الآخر الذى يتواجد فى منازلهم لمتابعة الحالة السياسية ولا يكون لديه رغبة فى مشاهدة أفلام سينما، لكننى أرى أن «مصور قتيل» يخاطب عقلية المشاهد وهو فيلم محترم، وهو ما قد يكون سببا فى عدم تعرضه لخسائر كبيرة.
* ما رأيك فى الوضع السياسى الحالى الذى يشهده العالم العربى؟ العالم العربى تحدث به أشياء مختلفة لا تقتصر على الثورات التى أطاحت بالنظم الديكتاتورية، فالقضية السورية أخذت أبعادا أخرى، ويدفع أبناؤها دماءً كثيرة من أجل الديمقراطية، أما مصر فمن حق شعبها أن يعبر عن رأيه كما يحدث الآن خاصة إنها الثورة الأم للثورات العربية، وحتى لا تصنع ديكتاتورية جديدة.
* هل شاركت فى تظاهرات ميدان التحرير؟ لا أحب الحديث عن تواجدى من عدمه فى الميدان، لكنى تواجدت مرة من قبل ولم أجلس كثيرا، والحقيقة أننى فكرت أكثر من مرة أن أذهب إلى هناك، لكن المشاكل التى تواجه الفنانين كثيرة ومنها تجمع الناس حولهم فى الميدان، وأيضا التحرشات التى تتعرض لها الفتيات والتى لا تفرق بين فتاة عادية وفنانة، أنا دائما لا أشعر بفرق بين مصر وتونس وأشعر بالانتماء لمصر بحكم إقامتى فيها لمدة 6 سنوات.
* البعض تساءل عن تغيبك عن ندوة الفيلم فى مهرجان القاهرة؟ انتشرت شائعات عن تغيبى عن الحضور بسبب غضبى من العمل، وهو أمر غير حقيقى، أنا شاهدت الفيلم فى عرضه الخاص بالمهرجان لكنى كنت مرتبطة بمواعيد عمل وهو ما دفعنى للرحيل عقب عرض الفيلم مباشرة.
* كيف ترين المهرجان هذا العام فى ظل الأحداث السياسية الحالية؟ المهرجان هذا العام عليه إقبال كبير، وهو ما كان واضحا فى «مصور قتيل»، وأتوجه بالشكر لإدارة المهرجان لإقامته فى ظل الظروف الحالية حتى لا يتعرض إلى سحب الرخصة الدولية خاصة وأن مصر رائدة فى السينما، أما بالنسبة لتغيب معظم النجوم عن المهرجان، فكل فنان له ظروفه فهناك من يكون مشغولا بأعماله، وآخرون مشغولون بالأحداث التى تقع فى ميدان التحرير.
* كثيرون لا يعرفون أنك قمتِ بتمثيل تونس فى الدورة الأخيرة من المهرجان بفيلم «باب الفلة»؟ شىء مهم بالنسبة لى ومشرف أن يكون لى فيلمان أحدهما مصرى والآخر تونسى فى مسابقتين مختلفتين بنفس المهرجان، حتى لا تكون هناك منافسة بينهما، إعجابى ازداد أن لجنتى التحكيم فى المسابقتين أبدتا إعجابهما بأدائى فى الفيلمين، وبالنسبة للفيلم التونسى فإنه فرصة جديدة لى لتمثيل بلدى.
* متى تحصل درة على البطولة المطلقة؟ قريب جدا جدا، أنا حاليا فى مرحلة الإتفاق على عمل من بطولتى، لكنى غير مؤمنة بكلمة «البطولة المطلقة» لأن هناك فريق عمل كامل معى.