رحبت صحف سعودية في افتتاحيتها اليوم الجمعة بدعوة الرئيس محمد مرسي كافة القوى السياسية للحوار من أجل عودة الهدوء والاستقرار والحفاظ على مكاسب الثورة. من جانبها، أشادت صحيفة (عكاظ) السعودية بجهود الرئيس محمد مرسي لإيقاف حالة الاحتقان المتصاعد في الشارع المصري، وذلك بتراجعه عن بعض بنود الإعلان الدستوري التي أثارت حفيظة القوى السياسية المختلفة فلجأت إلى التظاهر السلمي، ونجحت في الحصول على استجابته لملاحظاتها، ودعوته إلى الحوار يوم غد، أملا في تحقيق التوافق المطلوب تجاه صيغة معدلة تكفل حقوق جميع لمصريين في العدالة والتعبير ولا تعرض البلاد لحكم شمولي أو لأي صورة من صور الاستبداد تحت أي مبرر كان. وأوضحت أن هذه الدعوة المخلصة إلى الحوار تمثل شجاعة محمودة وتجنب البلاد مغبة أخطار حقيقية ما كان يجب السماح بحصولها. وتابعت "إن المهم الآن هو.. ليس فقط الالتقاء للحوار وإنما المهم أن تكون هناك إرادة حقيقية من قبل الجميع لصيانة دماء المصريين وتأمين سلامة مصر". ورأت صحيفة (المدينة) أن ما يحدث في مصر الآن يدعو إلى القلق والتخوف بدرجة أكبر مما كان يحدث عند بداية الثورة المصرية التي اندلعت في يناير 2011. وأشارت إلى أن مصر في حاجة اليوم إلى التحلي بحكمتها واللجوء إلى لغة الحوار والحلول الوسط لوأد الفتنة قبل استفحالها. وأوضحت أن المشهد الدموي الذي تضمن اشتباكات بين مناصرين للرئيس مرسي ومناوئين له يحتاج من كافة أبناء الشعب المصري العودة إلى رفع شعار "سلمية.. سلمية"، والنأي عن ركوب موجة العنف والتهور والقيام بسلوكيات غير محسوبة وغير مسئولة. ولفتت إلى أن ما يجري في "المحروسة" من أحداث مؤسفة في الوقت الراهن لا يقتصر فقط على المخاوف من إمكانية اشتعال فتنة متعددة الأوجه، وإنما من شأنه أيضا أن يخرج عملية الانتقال الديمقراطي عن مسارها الصحيح بشكل خطير.
وطرحت صحيفة (الوطن) السعودية تساؤلا، "الأزمة المصرية.. إلى أين؟" مبرزة أن الشارع المصري يرى الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي والقوانين المرافقة له من زاويتين متناقضتين تماما.. المعارضة ترى أن الإعلان يجرد الثورة من أحد أهم مكاسبها، وهو ضمان الحرية واستقلالية السلطات الثلاث.. التشريعية والتنفيذية والقضائية، فالرئيس مرسي، إضافة إلى سلطاته التنفيذية، يتمتع بسلطات تشريعية كاملة بعد أن تم حل مجلس الشعب، والإعلان يكمل "توحيد" السلطات في يدي الرئيس مرسي حيث يجعله فوق هذه السلطة تماما. ونبهت من تحويل الصراع في الشارع المصري، من خلاف على إعلان دستوري إلى خلاف على الشريعة. ورأت أن إعطاء صبغة "دينية" للصراع أمر خطير قد يوجد ذريعة ينتظرها البعض للاستقواء بقوى خارجية لتحقيق أطماع قديمة. ولفتت صحيفة (الشرق) السعودية إلى أن دول الربيع العربي تبدو كأنها تسقط في هاوية لا قرار لها، فمصر أصبحت مقسمة بين مؤيدي الإسلام السياسي معارضيهم. وأوضحت أن "تونس" تبدو عالقة بين "اتحاد الشغل" و"حكومة النهضة"، والتظاهر فيها تطور إلى الاشتباكات بين مناصري الاتحاد وروابط تسمي نفسها "حامية للثورة" لا يعلم أحد يقينا إلى من تنتمي، لكن الرأي الأغلب أنها تتبع حزب النهضة الإسلامي".. وبينت أن "ليبيا" غارقة في مشكلات لا تنتهي؛ فالثوار المسلحون يرفضون حتى الآن الانضواء تحت لواء الجيش والبرلمان الذي ولد حديثا مهددا بالتفتت بعد انسحاب أعضائه من الجنوب الليبي، والداخلية عاجزة عن السيطرة على سجونها، والحريات تبدو في الحضيض مع اعتقال مدون ليبي. وتابعت "أما اليمن فهو مهدد أكثر من غيره بالتقسيم والحرب الأهلية مع قرار "جنوبي" برز بعد الثورة بالانفصال، وجمود يعاني منه "مؤتمر الحوار" الذي يفترض أن يجمع الفرقاء اليمنيين، وشمال مهدد من ميليشيا الحوثي المسلحة التي لا تخفي رغبتها في إقامة دولتها الخاصة، وحرب سوريا تبدو لا نهاية لها". ورأت أنه حان الوقت الآن لجهد إقليمي لمد يد العون والنصيحة ورأب الصدوع بين القوى المختلفة، والسعي لعودة الاستقرار إلى هذه المنطقة التي تمتلك أهمية استراتيجية بثرواتها وموقعها وقدرات شعوبها.