أكدت سوزان مولر مستشار اتحاد الموظفين الألمان على أهمية اقناع الموظفين بالتدريب العملي، حيث لا يمكن إجبارهم، مؤكدة فى الوقت نفسه على أهمية الالتزام التلقائى كمفتاح للنجاح، وعلى أهمية اضطلاع الحكومة بدورها. جاء ذلك خلال فعاليات الملتقى العربي الألماني الرابع للتعليم والتدريب المهني، الذي يعقد في برلين بهدف دعم التعليم المهني المؤهل لسوق العمل في دول الربيع العربي بحضور الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة. وقالت إن التعليم المزدوج يقوم على الدراسة بالمدرسة بجوار التدريب في الشركات مما يتيح انتقال المتدرب من التعليم للعمل ويتيح فرص عمل أسرع للدارس.. لافتة فى الوقت نفسه أنه لا يسمح لكل شركة بالتدريب إلا وفقا لشروط يتم تحديدها للقيام بعملية التدريب. من جانبه، رأى الدكتور أشرف منصور أن الثورات العربية تشترك فى قواسم مشترك قامت من أجل التخلص منها وهى انعدام العدالة الاجتماعية وعدالة التوزيع، وتدني الدخل ومشكلات البطالة، إخفاق نظام التعليم في التأهيل لمتطلبات سوق العمل. واقترح منصور عدة محددات للخروج من أزمات العالم العربي يأتي فى مقدمتها تعزيز دولة القانون من خلال الدستور، وتصحيح مفاهيم الشعب فيما يخص المصطلحات والقيم والتي من أهمها استقلال الجامعات ودور العدالة ودور القضاء والشرطة، فضلا عن إصلاح الإعلام وتحريره ليقوم بدوره في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم، وكذلك اصلاح التعليم من خلال أربعة محاور تضم "المدرسة، الجامعة، التعليم المتوسط مع العناية بالتأهيل الفنى فى المرحلة الحالية". وأشار إلى أن دعائم الدولة الحرة الحديثة هى تطوير قطاع الإنتاج الصناعي من خلال التعليم و التدريب وتدريب المدرب لأجل الارتقاء.. مؤكدا على تطوير قطاع البناء والذي يحل أزمة الإسكان ويوفر فرص عمل لقطاع عريض إذا ما تم تدريب العمالة اللازمة موضحا أن العمالة بهذه الحالة قد تكون مفيدة لدولها ودول أخرى أيضا. واستعرض نموذج اسهامات الجامعة الألمانية في مصر حيث قدمت للشرطة تدريب في مجال تطوير الموارد البشرية، كما قدمت برنامج لتطوير الرقابة الإدارية فى إطار التوعية بالمفاهيم الصحيحة. كما تعاونت الجامعة فى إطار الإعلام مع قطاع القنوات المصرية وقدمت برامج تدريب بالتعاون مع دويتش فيلا، وتقوم بتقديم برنامج ماجستير في إدارة الإعلام. وفي مجال التعليم، فقد دربت مدرسي المدارس الألمانية على تدريس الأطفال كما قدمت صندوق العلوم لتحبيب أطفال المدارس في العلوم، كما تقوم بالمساهمة في تطوير قطاع الإنتاج الصناعي من خلال مجمع الصناعات أو قرية الصناعات القائمة بها والذي كان مخصصا في مرحلته الأولى لخدمة الجامعة ثم امتد في مرحلته الثانية لخدمة الصناعة، كما تم تدريب آلاف العمال في مجال البناء فى إنشاءات الجامعة الألمانية بالقاهرة. وفي قطاع الخدمات، تم التعاون مع مستشفى سرطان الأطفال وفي مجال طب الأسنان وتم تدريب مدربي الإدارة العليا. من جانبه، اعتبر الدكتور توماس هالبوم الأستاذ بجامعة بادن فرتمبرج التعاونية أن التحدي الأكبر في العالم العربي هو الفكر المجتمعي الذي ينظر للفنى نظرة دونية، مؤكدا على أهمية التدريب المهني خاصة في مجال السيارات لشدة الحاجة للأيدي المدربة. وأضاف أن نظام التعليم الفني يكون بقضاء ثلاثة شهور بالجامعة ثم ثلاثة شهور بالشركة بالتناوب حتى التخرج، موضحا أن نسبة المحضرين غير الأكاديميين الذين ينتمون لذوي الخبرة في المجال هي 10 إلى 1 أكاديمي، وإن كان من الصعب إيجادهم. وأشاد بالتعاون مع الجامعة الألمانية في مصر، واصفا نظام التدريب التعليمي بالنموذج لما يجب أن تضطلع به الجامعة تجاه المجتمع وعلي ريادتها. وبدوره، استعرض الدكتور أنطون مانجستيل نائب رئيس الجامعة الألمانية بالأردن تجربة الجامعة التى تم تأسيسها عام 2005 بدعم من ألمانيا وهيئة التبادل الأكاديمي الألماني وأنها على طراز معهد متوسط لأجل الإسهام في الإعداد لسوق العمل، مضيفا أن لها العديد من الشركاء ولغة الدراسة بها هي الإنجليزية إلا أنه على طلابها تعلم الألمانية في الثلاثة أعوام الأولى لقضاء عامهم الرابع بألمانيا، و لديها 400 طالب يدرسون بألمانيا بالإضافة إلى طرح الجامعة درجة الماجستير . كما استعرض الدكتور شفيق بهادير مدير مركز إرلانجن للأبحاث بالعراق أنشطة المركز بطرح درجات مشتركة في البكالوريوس و الماجستير والدكتوراة بخلاف مركز أبحاث و يستضيف أساتذة و يشارك في المؤتمرات.