لم تتوقف صحف العالم عن متابعة الوضع الحالى فى مصر بعد قرارات الرئيس المصري محمد مرسي وتوالى الاحتجاجات فى ميدان التحرير، ورأت مجلة تايم الامريكية والتى قامت بترشيح الرئيس المصري كأقوى الشخصيات تاثيرا فى عام2012، انه في الأيام التى قام الرئيس محمد مرسى بالاستيلاء على السلطة، تشهد مصر اضطرابات مأساوية وتشهد مصر تقسيم يلقي جو من الرهبة، والبلاد لا تزال تعاني من آثار ما بعد قرارات مرسى، ويتزايد معدلات الغضب والفوضى والارتباك، والعنف ينتشر فى أماكن كثيرة والدولة تتآكل ببطء وتصدر الوضع فى مصر الصفحة الاولى من صحيفة الجارديان البريطانية، والتى كتبت مانشيت لافت يقول "مثل الايام السابقة: الالاف يتظاهرون فى التحرير لمعارضة استيلاء مرسي على السلطة"، وقالت أن ارقام المسيرات فى ميدان التحرير أمس تنافس مسيرات الاحتجاج التى قامت فى يناير 2011 ضد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، واشارت الصحيفة ان كلمة الديكتاتور هى الكلمة الرئيسية المستخدمة لوصف مرسى، حيث صرح الناشط هيثم محمدين من الحركة المصرية من الاشتراكيين الثوريين للجارديان ان الاحتجاجات ستستمر فى الوقوف في وجه دكتاتورية جديدة كان بطلها هذه المرة محمد مرسي، وسيلقى نفس مصير مبارك، واضافت الصحيفة ان مرسي فقد مصداقيته لدى الشعب وقال الكاتب مجدى عبد الهادى فى مقاله بالجارديان، أن على الرغم من ان مرسي يزعم ان استيلاءه على السلطة امر مؤقت، الا ان التاريخ يشير الى ان مثل تلك القرارات لا يتم الرجوع فيها، واشار ان مصر دخلت مرحلة خطيرة للغاية، حيث وصل الحال بها ان الرئيس وجماعته تتكتل ضد المصريين، واضاف إن الفوضى الحالية في مصر أدت الى ارتفاع شبح الزعيم المنقذ حتى يقف فى وجه طموحات الاخوان المسلمين البرجماتية وذكرت شبكة "فرانس 24" فى تقريرها عن الاحداث فى مصر ان احتجاجات التحرير كانت الاكبر منذ انتخابات يونيو الماضي، واشارت ان لسان حال المضريين فى الميدان ان الاخوان قاموا بسرقة الثورة اما شبكة ان بي سي الامريكية، فقالت ان الصراع الحالى في مصر على الرغم من انه يؤرق المراقبين الدوليين، الا انه به شيئ من الايجابية، حيث قال هنري سميث المستشار الدولى ان رد فعل المصريين على تحركات مرسي الدكتاتورية في الآونة الأخيرة، تشير الى ان مصر تتعلم فن السياسة وتتحدى القرارات الاستفزازية، وبدات تناقش القضايا علنا. واشارت صحيفة لوس انجلوس تايمز ان مرسي قد اخطأ في الحكم على التسامح المصرى مع الاستبداد، وتسبب بقرارته وافعاله غير الكارزمية، ان تظهر صورته الحقيقية وهو نجل الفلاح الذي أصبح مهندسا ومن ثم الى رئيس براجماتي يسعى الى السلطة بشره، واصبح مرسي وهو حديث الخبرة بالسياسة على خنق مؤسسات الدولة لتعزيز هيمنة الإخوان، والمشلكة انه ربما لم يفهم حدود شعبيته، وأدى هذا السيناريو المكرر الى مزيد من الفوضي، وجعل ميل الإخوان الاستبدادي لعدم انتظام الحياة بشكل عام فى مصر، وقال أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة، إن الاخوان لا يهتمون على الإطلاق في إصلاح السياسة في مصر، وان مرسي الان ينتظر موت حماسة الغضب المصري، واضافت الصحيفة ان المصريين الان يروا بوضوح طموحات الاخوان المكيافيلية، وهى التى كانت موضعا للتهميش والاضطهاد من قبل قادة مصر، منذ عام 1952، وقد اقاموا منظمة إسلامية تقوم على شكل هيكلي جامد، وتسببوا الان بعد صعودهم للسلطة الى أزمات متتالية وعدم الاستقرار السياسي والاقتصاد في هبوط، والجريمة في ارتفاع، والإضرابات العمالية تتكاثر، وطالبان والقاعدة يحتلان سيناء ويهددان الامن القومى. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية، ان الغرب يخطئون فى تقدير الاخوان المسلمين مرة أخرى، حيث لفتت الصحيفة الى تصريحات ادارة أوباما عن اعجاب الرئيس الامريكي بثقة مرسي البراجماتية، واوضح التقرير انه بالفعل ربما اتخذ مرسي موقفا اقل تشددا تجاه اسرائيل خلال تهدئة الوضع فى غزة وكان هذا غير متوقع من البعض، وبحسب الصحيفة فإنه دليل على ان مرسي شخصية ماكرة ويتميز بالمرونة التكتيكية، أما الاعتدال فهو مسألة أخرى، واشارت الصحيفة انه حتى الآن، لا يزال المحللين الغربيين يسيئون فهم مرسي، ويتخيلون أن التحدي الأساسي له كسياسي هو تحسين مستوى المعيشة المصرية، ولكن وبحسب الصحيفة فإن تحديه الحقيقي هو تعزيز قوة الإخوان. وقال صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية ان صندوق النقد الدولى اشترط عودة الاستقرار فى مصر لاتمام اتفاق القرض التى طلبته حكومة الاخوان المسلمين والذى يصل الى 5 مليار دولار، وقال شادى حامد الخبير فى قضايا الشرق الاوسط بمركز بروكنجز الدوحة، ان مرسي فشل في تحقيق اهدافه، واذا كان على المدى القصير حقق شيئ من الاستقرار لمصر الا انه يقود البلاد فى الاتجاه المعاكس للاستقرار وهو الفوضى واشارت شبكة بي بي سي البريطانية فى تقريرها، ان المتظاهرين المصريين تعهدوا بمواصلة تحدي الرئيس محمد مرسي، ورأت ان تكرار الانشوده التي تم استخدامها في العام الماضي فى التحرير خلال الاحتجاجات التي أدت إلى سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك، هو دلالة على حالة الغضب الشديد فى مصر، وان مرسي والاخوان المسلمين يلعبون بالنار من خلال تلك القرارات الاستفزازية.