صراع السلطة مستمر.. والنهاية واحدة هى «الشهادة»، هذا هو حال «جيكا وإسلام» اللذين خرج كل منهما ليدافع عن فكره السياسى، لكن طلقة الخرطوش وشومة أو حجر البلطجى، لم تفرق بين ليبرالى أو إسلامى، فكان مصيرهما واحدا، أراد الخالق أن تخرج روحهما فى وقت واحد، وكأنها رسالة من السماء للجميع. خرج جابر صلاح، الشهير ب«جيكا» عضو حركة 6 أبريل، الذى لم يتجاوز عمره 17 عاما ليحيى الذكرى السنوية الأولى لشهداء «محمد محمود» ويقتص لهم، لكن رصاص الخيانة حال دون تحقيق حلمه. لم يدر «جيكا»، الذى رسم رفاقه الشهداء بالجرافيتى على حائط محمد محمود، أنه سيُرسم يوما بجوارهم، وكانت آخر كلمات كتبها على صفحته على «فيس بوك»: «نازل عشان أعز صاحب لى، أسامة أحمد اللى شيلته بإيدى وهو مقتول.. نازل عشان حمودة وأحمد يوسف صحابى اللى راحوا فى بورسعيد، لو مرجعتش ماليش غير طلب واحد، هو إن الناس تكمل الثورة وتجيب حقنا.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله». أصيب «جيكا» فى أحداث «محمد محمود» يوم الثلاثاء الماضى بطلق نارى من قبل ملثمين من ناحية وزارة الداخلية، حسب رواية شهود العيان، أصابه بشلل تام بحركة المخ، ومات إكلينيكيا، وذلك خلال وجوده فى منطقة عابدين. أما إسلام فتحى مسعود، الطالب بالصف الثانى الثانوى، فعمره لم يتجاوز 15 عاما، لكنه تجاوز الجميع ليكون أول شهداء الانقسام الشعبى، الذى صنعه إعلان الرئيس مرسى. سقط «إسلام» فى اشتباكات دامية وقعت بين أبناء دمنهور بالبحيرة، جراء اعتداء عدد من البلطجية عليه، حيث أصيب بحجر فى فمه، وآخر فى رأسه أدى لارتجاج بالمخ، وتوفى قبل وصوله لمستشفى دمنهور. أحد شباب جماعة الإخوان، كان مواجودا بالقرب من إسلام لحظة استشهاده أكد أنه قال له: «قول لماما تسامحنى»، وهو أصغر إخوته، يكبره إبراهيم وأحمد، والده متوفى، ووالدته ربة منزل. لم تجف دموع والدة إسلام منذ سماعها خبر استشهاد ابنها مساء أمس الأول، قالت إنها تدعو على كل مجرم نال من ابنها «المتدين»، مضيفة: «حسبنا الله ونعم الوكيل فى من قذفه بالحجارة»، وبحزن شديد قالت: عيالنا مؤدبين ومحترمين وابنى كان حافظ القرآن».