رصدت الصباح حالة الحزن التي تُخيم على العزبة القديمة بالمنيب لمصرع المحاسب سعد سعيد 25 سنة بعد وصلة تعذيب في حجز قسم الجيزة أثناء احتجازه دون وجه حق بعد مشاجرة وقعت في العزبة وإلقاء القبض عليه بالخطأ. التقينا بأسرته داخل منزلهم الذي تفوح منه رائحة الموت الأب المكلوم ابيضت إحدى عينيه من البكاء ولايصدق أنه فقد ابنه الذي أنجبه بعد 3 بنات والأم انهارت وأصيب بلوثة وشقيقاته الثلاث يلطمن الخدود بعد أن فقدن سندهن في الحياة. قال والد الضحية سعيد سعد 55 سنة مدير مالي بشركة المقاولون العرب " حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا هشام عبد الجواد قتلت ابني الوحيد اللي أنا بترجاه من الدنيا"، ثم دخل في نوبة من البكاء الهستيري، وواصل كلامه أنا راجل طول عمري في حالي، وعمري ما دخلت قسم شرطة وحقي عند اللواء أحمد جمال وزير الداخلية لازم يجبلي حقي من ضباط قسم الجيرة اللي قتلوا انبي. وبدأ يسرد تفاصيل المأساة من بدايتها قائلا: " يوم الحادث الأليم فوجئت بضابط المباحث هشام عبد الجواد يهرول مسرعاً إلى سطح منزلي والتقى بابني على باب الشقة، فغل يديه وسحله على سلم العمارة وكدت أُقبل قدميه ليترك ابني لكن لم يتحرك له ساكن وسحلني أنا أيضاً، بعدها توجهت إلى القسم لأسأل عن سبب اقتياد ابني بهذه الطريقة فأخبروني بأنه متهم في مشاجرة هو وآخرين من شباب المنطقة الذين تصدوا للبلطجية الذين هاجموا الشارع وأطلقوا وابلاً من الرصاص فأصاب 3 من المارة ونهبوا المحلات ولاذوا بالفرار وبعد مرور 42 ساعة على احتجاز ابني فوجئت بعد القبض على عليه بإحالته إلى النيابة، وحالته سيئة وتظهر على وجهه وجسده علامات التعذيب، الأمر الذي دعا النيابة بعرضه على الطبيب لعلاجه وبيان سبب الإصابات، لكن مأمور القسم لم يمتثل لأمر النيابة، وتركوا ابني حتى تدهورت حالته داخل الحجز بعد تعذيب ضابط المباحث له حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. والتقت الصباح " عم خالد عبد العزيز" أحد الأهالي بالعزبة وشاهد عيان على الأحداث فروى التفاصيل الكاملة لوقوع الحادث من بداية القبض على سعد حتى وفاته، وبدأ قائلاً " نشبت مشاجرة بين عائلة في المنطقة ومسجلين خطر من شارع المذبح، وبعد المشاجرة غادرت العائلة العزبة خوفاً من بطش المسجلين خطر، وبعدها فوجئنا بأكثر من 15 شخصاً يحملون البنادق الآلية ويطلقون الرصاص عشوائياً في كل مكان وأصابوا ثلاثة أشخاص بطلق ناري وحطموا المحلات ولاذوا بالفرار وعندما قمنا بإبلاغ قسم شرطة الجيزة "فوجئنا بهم يداهمون منازلنا ويلقون القبض على كل من يقابلهم، وكان سعد حينها يقف أمام باب شقته وفوجئ بضابط المباحث يلقي القبض عليه ويسحله أمامنا جميعاً وعندما تدخل والده، وقال له أرجوك اترك ابني صفعه على وجهه وتعدى عليه بالضرب، وتلقينا خبر وفاة سعد باتصال الضابط هشام بأحد معارفه بالعزبة قائلاً له " الواد اللي عندي مات " وكان أول من توجه إلى القسم محمود محمد حسّان المحامي ليلتقي ضابط المباحث هشام عبد الجواد على باب القسم، وقال له حسبي الله ونعم الوكيل فيك. كما التقت الصباح بعم "محمد فاروق " بائع خضار وأحد المصابين جرّاء هجوم البلطجية على المنطقة، فقال " كنت أقف على عربة خضار بناصية الشارع ففوجئت بالرصاص من كل مكان وأصبت بطلق ناري في ذراعي ولم يكن لي أي ذنب. وصرت قعيداً بلا عمل بعد عجزي لا أستطيع أن أنفق على أولادي وتركت ابنتي دينا المدرسة لتقف مكاني على عربة الخضار. وحدد محمد فاروق أحد أهالي العزبة أسماء مسجلي شارع المذبح الذين أطلقوا النيران على المنطقة وهم كلٌ من حسن الجيزاوي ومحمد عباس ونبيل ليزار وسامح الجميل وأحمد شاكوش وإسلام بزازا وفتحي بكار وبلال الهوى وجمال الهوى وأشرف عويس، تركتهم الشرطة وألقت القبض على الأبرياء من العزبة ليكونوا كبش الفداء للفتوّات وأمن الجيزة يعرفهم جيداً ويعجز عن القبض عليهم.