تراجعت جماعة "أنصار الدين" إحدى المجموعات الإسلامية التي تحتل شمال مالي عن سعيها لفرض الشريعة في كافة أنحاء البلاد لكنها طالبت بتطبيقها في معقلها الوحيد في مدينة "كيدال" بشمال البلاد . وقال أحد قيادات "أنصار الدين" يدعي حمادة اغ بيبي فى تصريحات نشرتها وسائل الأعلام الجزائرية اليوم الاربعاء - إن الحركة قررت التراجع عن تطبيق الشريعة في كافة أنحاء مالي باستثناء منطقة "كيدال" حيث ستطبق الشريعة مع أخذ واقعنا في الاعتبار "دون تقديم مزيد من الإيضاحات" . وأضاف نود فقط تطبيق الشريعة في المناطق الواقعة تحت سيطرتنا أي منطقة كيدال" .وكانت حركة تحرير أزوا التى تمثل المتمردين الطوارق قد دعت الجهاديين الأجانب إلى مغادرة شمال مالي فورا وإلا ستصبح مجبرة على استعمال القوة ضدهم . من جهته .. قال الأمين العام للحركة بلال آغ الشريف في بيان نشرته اليوم وسائل الأعلام الجزائرية "نرفض تواجد الجماعات المتطرفة الأجنبية وتجار المخدرات في إقليم أزواد وندعوهم من جديد لمغادرة المنطقة عاجلا". وهددت الحركة بأنه في حال رفض هذا النداء "سيكون اللجوء إلى القوة ضروري لأن تواجد هذه المجموعات يشكل تهديدا حقيقيا ومصدر عدم استقرار بالنسبة للشعب الأزوادي". وتأتي هذه الدعوة من حركة ازواد غداة قرار لمجموعة دول غرب أفريقيا (إكواس) بنشر قوة أفريقية قوامها 3300 جندي شمال مالي في قمة بأبوجا النيجيرية يوم الأحد الماضي ، وسيتم إحالة المشروع لمجلس الأمن الذي منح المجموعة مهلة 45 يوما لتقديم مخططها حول التدخل في شمال مالي تنتهي في ال 26 نوفمبر الجاري . وتعد حركتا تحرير أزواد وأنصار الدين أكبر تنظيمين يمثلان طوارق شمال مالي تتبنى الأولى خطا علمانيا كمبدأ للدولة التي تريد إقامتها في المنطقة، فيما تعتبر الثانية تطبيق الشريعة الإسلامية شرطا لإقامتها. وتتنازع الحركتان علي النفوذ في شمال مالي مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد المنشقة عنه منذ أبريل الماضي تاريخ سقوط شمال البلاد تحت سيطرة هذه المجموعات غداة انقلاب عسكري أطاح بالرئيس المالي توماني توري وتبعه انسحاب الجيش النظامي من الشمال .