«لكل فعل رد فعل، مساوٍ له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه».. هكذا قال نيوتن، وهكذا صعدت موجة من الصفحات الجديدة على الفيس بوك معارضة ل«الإخوان المسلمون»، خصوصا بعد وصولهم للرئاسة فى يونيو2012. وإذا كانت الصفحات الممثلة للحركات والأحزاب السياسية تغير مواقفها تبعا لتغيرات السياسة وتعديلات بوصلة أحزابها، فسنحاول هنا أن نستعرض سريعا أبرز الصفحات المناوئة ل«الإخوان المسلمون» خارج إطار الأحزاب. صفحة «لا تجادل ولا تناقش إنت إخوانجى» انطلقت الصفحة مع موجة انشقاقات شباب الإخوان وفصل المئات مع بيان فصل د.عبدالمنعم أبوالفتوح، عرف مسئولوها أنفسهم بأنهم مجموعة من شباب «الإخوان المسلمون» «الحاليين والسابقين» من جميع المستويات داخل الجماعة، نستهدف التغيير والإصلاح من داخل الجماعة. الصفحة تواجه هجوما لا ينقطع من لجان إلكترونية تابعة ل«الإخوان المسلمون»، وتمتاز بفضحها لأخطاء وتدليس الحملات الإعلامية للجماعة، عن طريق متابعة الأخبار الإخوانية فى وسائل الإعلام وأيضا متابعة ما ينشر على موقع «إخوان أون لاين» والمواقع الإخوانية بالمحافظات. الصفحة وصلت لأكثر من 50 ألف متابع حتى الآن، وتعد من أكثر الصفحات رصانة واحتراما للقراء لالتزامها بقواعد النقد الموضوعى. كارلوس لاتوف: الثورة بالرسم الصفحة التى انطلقت فى مايو 2011 (فى نفس فترة الجمعة التى سماها الإخوان، جمعة الوقيعة) امتازت فى بداياتها بنشر رسومات رسام الكاريكاتير «كارلوس لاتوف» البرازيلى من أصل فلسطينى والذى حرص على التأريخ لأحداث الثورة برسوماته، ودأبت منذ بداية الانتخابات البرلمانية على معارضة الإخوان، سواء عبر الرسوم، أو نشر الكاريكاتير، أو السخرية الحادة عبر رسومات تنتجها الصفحة ضد تصريحات القيادات والمسئولين الإخوان، ثم الرئيس مرسى بعد وصوله للسلطة. الصفحة لا تعد تابعة لكارلوس لاتوف الذى ينشر رسوماته عبر تويتر، ولكن تحظى بمتابعة قوية لخطها السياسى. وعود كاذبة على غرار حملة «عسكر كاذبون»، انطلقت الصفحة الشهيرة «الإخوان كاذبون» حاملة شعار (يسقط حكم العسكر .. يسقط حكم المرشد) من فبراير 2012 مع تلميحات فى تصريحات قيادات إخوانية عن احتمالية ترشيح جماعة «الإخوان المسلمون» مرشحا رئاسيا (عن الجماعة) وإن لم تؤكد أن يكون من داخلها! وهو الأمر الذى استفز القائمين على الصفحة ليطلقوا حملة تثبت تناقض ذلك مع الوعد الشهير بعدم ترشيح الإخوان مرشحا رئاسيا فى فبراير 2011. الخط الإعلامى للصفحة هو التركيز على أكاذيب الإخوان عبر بوستات مختلفة تركز على سرد الآراء أحيانا أكثر من الصورة، أو عرض الروابط المختلفة والتصريحات المتناقضة لنفس مسئول الجماعة فى ذات الموضوع، مثل آراء عصام العريان المهاجمة لليسار، مع صور احتفائه برفعت السعيد. الصفحة يتابعها أكثر من 132 ألف مشترك. نار الجماعة ولا جنة «الوطنى» انطلقت صفحة «ضد الإخوان» بعد وصول مرسى إلى الحكم فى يونيو 2012 (والآن يزيد عدد أعضائها عن 20 ألفًا)، إلا أن الصفحة رغم انحيازاتها ضد الإخوان مثل باقى الصفحات إلا أنها تواجه شكوكا إثر نشر بعض المواضيع التى تقارن بين مبارك ومرسى، والتى تظهر اتجاها بمديح نظام مبارك وأنه ربما كان أفضل من الإخوان، وهو الأمر الذى استنكره عدد من القراء وأثار لديهم شكوكا فى كونها صفحة تابعة لشفيق أو فلول الحزب الوطنى السابق. إلا أن إدارتها تؤكد أن اتجاهها السياسى أقرب لليبرالية والتحررية وأن هذا هو منطلقها الأساسى فى معارضتها للإخوان بعد وصولهم للحكم. مرسى ميتر: الحياد الإيجابى لا جدال فى كون هذه الصفحة الأكثر تنظيما وموضوعية فى انتقاد أداء الرئيس مرسى، بوصفه رئيسا إخوانيا منتخبا، والصفحة انطلقت فى 30 يونيو 2012، وتصف نفسها بأنها «محاولة لتوثيق ومراقبة أداء الرئيس المصرى المنتخب محمد مرسى»، وبرغم أنها حصرت نفسها فى مراقبة أداء مرسى (بطريقة إعلامية بصرية مميزة وبحياد واضح) فى فترة المئة يوم، إلا أنها ينتظر منها بعد وصولها لأكثر من 130 ألف فانز، أن تعيد هيكلة اتجاهها كى تكون بمثابة تقييم مستمر لأداء الرئيس طوال الأربع سنوات، وليس المئة يوم فقط. «أنا إخوان.. أنا مقطف بودان» الصفحة تبان من عنوانها! وبدأت الصفحة (أكثر من 112 فانز) تركز منذ البدايات على الحجج التبريرية التى تسوقها لجان الإخوان لتبرير مواقف الإخوان أو أخطائهم، بل تتوسع لنقد ومعارضة إخوان فى الدول العربية كإثبات لوجهة النظر أن هؤلاء مثل هؤلاء، من ذات المشكاة، وهو ما ركزت عليه الصفحة بنجاح منذ البداية فى يوليو2012، الصفحة تميزت بأداء عال من ناحية التصميم والشعار وهو ما يميزها عن باقى الصفحات الأخرى، إضافة إلى طاقم إدارى مستمر على فترات محددة طوال اليوم، وتعتبر من أكثر الصفحات أيضا التى تلاقى هجوما من شباب الإخوان الذين يجدون فقط فى عنوانها ما يكفى لكراهيتها فى التعليقات، الصفحة تمتاز أيضا بوجود قوى على تويتر، ومتابعة تفاعلية لكل ما يأتيها من رسائل عبر الفيسبوك أو تويتر. لا تناقش ولا تجادل يا أخ على يدير صفحة «معا ضد الإخوان المسلمين» عدد من شباب وأعضاء بحركات سياسية شبابية منذ مارس 2011 (بعد استفتاء مارس الشهير) إلا أنها لم تلق اهتماما إلا بعد وصول مرسى للحكم، يهاجمون عبرها وبقوة ليس فقط سياسة الإخوان أو مواقفهم وإنما حتى السياسيين الذين يوافقون الإخوان على مواقفهم، وهو ما يعتبر موقفا أكثر تشددا من باقى الصفحات، وهو ما يعتقد أنه نابع من كون الصفحة ليست معادية لمواقف «الإخوان المسلمون» (وإنما لفكر الإخوان المسلمون نفسه) وليس سياسات أو مواقف المسئولين أو القيادات أو التنظيم، الصفحة تمتاز بمستوى بسيط فى التصميمات وبتفاعل من القراء، وتفاعل قوى وحماس شديد من «الأدمنز» على الصفحة على مدار الساعة تقريبا يوميا ودون توقف.