رغم الاعتراضات الكثيرة والتعديلات المفاجئة، التى شهدتها اللائحة الطلابية قبل إقرارها بيوم واحد، وعدم اطلاع الاتحادات المستقلة على جميع بنودها، وافق وزير التعليم العالى بشكل نهائى علىها، ورفعها لمجلس الوزراء تمهيدا لعرضها على رئيس الجمهورية وإقرارها الشهر الجارى. الإخوان: فيها حاجة حلوة اتحاد طلاب مصر، المكون من طلاب الإخوان، اعتبر اللائحة الجديدة الأفضل خلال ال40 عاما الأخيرة، وبها الكثير من الميزات؛ من أهمها الدفاع عن حقوق الطلاب من خلال الاتحادات الطلابية. صهيب عبدالله نائب رئيس اتحاد طلاب مصر: المادة «318» أكدت أن اتحاد الطلاب هى «المنظمات الشرعية، التى تعبر عن الطلاب، وتمثلهم أمام الجهات المختلفة، وتطالب بحقوقهم»، وتعتبر «نقابة طلابية» مستقلة، يمارسون من خلالها جميع الأنشطة الطلابية. اللائحة منحت اتحاد طلاب مصر حقوقا جديدة، منها تدعيم العلاقات مع المؤسسات خارج الوطن، وحق متابعة الشكاوى والتظلمات من الطلاب، والحق فى حضور مجالس التأديب مع الطلاب، والحق فى التواصل مع منظمات المجتمع المدنى خارج الجامعة. منحت اللائحة رئيس اتحاد طلاب مصر -لأول مرة- الحق فى الحضور كعضو شرفى فى مجلس الشعب، ونائب رئيس الاتحاد كعضو شرفى فى مجلس الشورى، ويمكن لاتحاد الطلاب التمثيل داخل مجالس الكلية والجامعة. أتاحت اللائحة لطلاب الانتساب حق الترشح لعضوية اللجان، وهو الحق الذى تمنعه لائحة «79»، كما أتاحت لأول مرة أن يكون قرار فتح باب الترشح بقرار من الطلاب أنفسهم، ممثلا فى اتحاد طلاب مصر. ألغت هذه اللائحة شرط تصويت 20% من الطلاب، الذى كان يؤدى لتدخل إدارة الكلية وعمداء الكليات فى تعيين الاتحاد، وألزمت مجالس الاتحادات بتشكيل لجنة خاصة للرقابة والعمل على تحسين الأداء، فى غضون أسبوعين من إعلان نتيجة انتخابات الاتحاد. اللائحة الجديدة خصصت لجنة من لجان الاتحاد لخدمة الطلاب «اللجنة الاجتماعية وخدمة الطلاب»، وتهدف لتوطيد العلاقة بين الطلاب، كما أضافت اختصاصا جديدا للجنة الفنية باتحاد الطلاب، بدعم المواهب «ماديا وفنيا»، وكذلك أضافت عضوية الاتحاد فى صندوق التكافل الاجتماعى، سلطة عمل لائحة داخلية لتنظيم نشاط الأسر، وأضافت تنمية الوعى السياسى لدى الطلاب إلى أهداف اللجنة الثقافية. منعت اللائحة الجديدة ازدواج المناصب داخل الاتحاد، وأعطت لمجلس اتحاد كل كلية إمكانية منح العضوية الشرفية لأحد الطلاب من خارج الاتحاد، وأضافت مجلسا جديدا فى كل جامعة «المؤتمر العام لاتحاد طلاب الجامعة»، يختص برسم سياسة الاتحاد، اقتراح الموازنات السنوية. وفشل الاتحاد فى إقرار عدد من البنود المالية لفصل رسوم الاتحادات الطلابية عن رسوم الكلية؛ لإتاحة حق الترشح لعموم الطلاب، وكذلك فشلوا فى تحديد اشتراط تسديد رسوم الاتحاد فقط لخوض انتخابات اتحادات الطلاب، وهى البنود التى رفضها نواب رؤساء الجامعات، وعدلوها فى آخر اجتماع لهم. وعلى الجانب الآخر، اعترضت الاتحادات المستقلة على عدد من البنود التى اعتبروها تمثل عائقا أمام الطلاب منها. عمرو حمدى أمين اتحاد طلاب جامعة حلوان: الإخوان استحدثوا المادة «330» لوضع صلاحيات جديدة لاتحاد طلاب مصر؛ تمكنه من السيطرة على النشاط الطلابى والاتحادات الطلابية. اللائحة الجديدة ترسخ مبدأ الفصيل الواحد، حيث أضافت المادة «331» بندا جديدا، يسمح للاتحاد رفض إقامة أى نشاط طلابى ضد أهداف الاتحاد، والمنصوص عليها فى بند سابق هو بند «13» من مادة «318»، ومنها الحفاظ على التقاليد الجامعية، مع إلغاء جميع تفسيرات التقاليد، ما يعنى سيطرته على اتجاه أنشطة الجامعة. الاتحادات الطلابية فوجئت بأن الدكتور مصطفى مسعد أطلعهم على أول «12» ورقة من اللائحة فقط، وهى اللائحة التنفيذية، رافضا إطلاعهم على اللوائح المالية والإدارية، معللا ذلك بأنها لم تتغير عما جاء فى مقترح اتحاد طلاب مصر. المسودة النهائية للائحة الطلابية خرجت بعدد من تعديلات نواب رؤساء الجامعات، أهمها منع الطلاب غير المسددين الرسوم الدراسية من الترشح والانتخاب فى الاتحادات الطلابية، وإلغاء أى تمثيل لطلاب الجامعات الخاصة وجامعة الأزهر. ويستمر عدد من الاتحادات الطلابية المستقلة فى مقاضاة اتحاد طلاب مصر ورئيسه أحمد عمر؛ بتهمة انتحاله صفة رئيس اتحاد طلاب مصر، بناءً على فاكسات رسمية من وزارة التعليم العالى، لا تذكر وجود كيان شرعى يسمى اتحاد طلاب مصر، ومن المتوقع أن يرفع عدد من الطلاب دعاوى قضائية على وزارة التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات بعد إقرار اللائحة من مجلس الوزراء للطعن على شرعيتها.