أكد الأمين العام للغرفة التجارية العربية البلجيكية اللوكسمبورجية قيصر حيزاجين أن مصر تتوافر لديها كل الإمكانيات الاقتصادية التي لا تتوافر لأي دولة أخرى، ما يؤهلها لتكون سوقا كبيرا مزدهرا.
وأشار حيزاجين - في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الوسط ببروكسل على هامش المنتدى الاقتصادي للغرفة الذي استضافته العاصمة البلجيكية - أن مصر تتمتع بمقومات تؤهلها لانطلاقة اقتصادية قوية، فهي دولة منتجة ومصدرة للنفط والغاز وبها أيدي عاملة ماهرة ومؤهلة، وأعداد من الكوادر ممثلة في 500 ألف خريج سنويا من الجامعات المصرية، وصناعات متطورة وعائدات السياحة وقناة السويس.
واعتبر السوق المصري سوقا واعدا ولديه فرصة لغزو السوق البلجيكي المفتوح، كما أن 70\% من الناتج المحلي الإجمالي البلجيكي ناتج عن الصادرات، لافتا إلى أن الدول الأوروبية المحيطة هي الشريك التجاري الأول لها فيما تحتل الدول العربية المرتبة السابعة وحجم تجارتها الخارجية مع الدول العربية زادت عام 2010 بنسبة 20\% مقارنة ب 2009، وفي 2011 زادت بنفس النسبة، كما ارتفعت خلال النصف الأول ل 2012 ب20\%، ما يعنى أنها زادت 60\% خلال 3 سنوات.
وفي السياق ذاته.. قال حيزاجين "إن الدول العربية أصبحت شريكا تجاريا هاما لبلجيكا، ومصر هي الشريك التجاري الثالث بين الدول العربية بعد الجزائر والسعودية، وستكون الأسواق الأوروبية مفتوحة أمام السلع والمنتجات المصرية بموجب الاتفاقية المزمع توقيعها قريبا بين الاتحاد اللأوروبي ومصر".
وأضاف أن من أهم ما تحتاجه مصر هو رفع مستوى كفاءة مواصفات منتجاتها لتتماشي مع المعايير الأوروبية، وأثنى بوجه خاص على جودة صناعة النسيج والمنسوجات المصرية، علاوة على المنتجات الزراعية.
وشدد الأمين العام للغرفة التجارية العربية البلجيكية اللوكسمبورجية قيصر حيزاجين على أهمية توفير المناخ الجاذب للاستثمارات حيث أن من أهم ما يبحث عنه رجل الأعمال أو المستثمر الأجنبي هو توافر الاستقرار والشفافية في البلد المضيف، بعيدا عن معوقات البيروقراطية مع ضرورة تشريع القوانين الحامية للاستثمار.
وأشار حيزاجين إلى أن الغرفة التجارية العربية البلجيكية هي مؤسسة من مؤسسات العمل العربي المشترك، وقال "نحن جزء من المؤسسات التي انبثقت عن جامعة الدول العربية بداية السبعينات، حيث تأسست الغرفة 1978 بمبادرة من الجامعة ومن الاتحاد العالم لغرف التجارة والصناعة والزراعة بالبلاد العربية ومقره بيروت".
وأضاف أن الغرفة العربية البلجيكة هي غرفة مشتركة، أي أن مجلس الإدارة يتكون مناصفة بنسبة 50\% من الجانبين العربي والبلجيكي، وجميع الغرف العربية ممثلة في مجلس الإدارة المشترك ومصر ممثلة في شخص رئيس اتحاد الغرف المصرية.
ومن جانبه.. صرح المستشار لدى اتحاد المؤسسات البلجيكية التابعة لمنطقة والونى الفرانكفونية ايتيان كولين - في تصريحات خاصة للوكالة - أن السوق المصري هو سوق كبير للغاية ويتمتع بمقومات اقتصادية جذابة لما يتضمنه من مجالات حيوية وهامة في مقدمتها صناعة الأسمنت والأدوية علاوة على صناعة الحديد والصلب.
وأكد كولين على أنه يمكن تصنيف مصر كدولة صاعدة مرشحة لتحقيق معدلات نمو كبيرة، لافتا إلى وجود مستثمرين في الوقت الراهن بمصر وأن إحدي الشركات البلجيكية قد قامت مؤخرا بشراء أحد مناجم كربونات الصوديوم، بالقرب من مدينة الإسكندرية وأن المزيد من المؤسسات البلجيكية تتطلع إلى السوق المصري ولكنها في انتظار ما ستفضي إليه الهيكلة السياسية في البلاد.
وكانت الفاعليات السابعة للمنتدى الاقتصادي السابع للغرفة التجارية العربية البلجيكية الوكسمبورجية قد بدأت - مساء أمس - بمشاركة وفود من الدول العربية، خاصة من دول الخليج العربي ومن رجال الأعمال العرب والبلجيكيين لدعم التعاون المشترك بين الجانبين بمختلف المجالات الاقتصادية والتجارية.
وناقش المشاركون في المنتدى عددا من الموضوعات على رأسها حاجة العالم العربي إلى الطاقة المتجددة المستدامة، إضافة إلى أوجه الاستثمار في البنية التحتية في العالم العربي والشراكة بين القطاعين العام والخاص وأخيرا كيفية تمويل التجارة بدول مجلس التعاون الخليجي.