تصاعد اليوم الاستياء الشعبي والرسمي فى الجزائر بسبب إقدام وزير الدفاع الفرنسي السابق في حكومة الرئيس ساركوزي جيرارد لونغيت على حركة "غير لائقة وبإشارة استفزازية " على الهواء مباشرة خلال أحدى البرامج التليفزيونية الفرنسية ردا على تصريحات وزير المجاهدين الجزائرى محمد الشريف عباس التي دعا فيها فرنسا إلى الندم وتقديم اعتذارها إلى الجزائريين على جرائم الاستعمار. فقد ندد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ذات الأغلبية فى البرلمان الجزائرى بالحركة غير الأخلاقية التي قام بها جيرار لونغيت ..وقال بلخادم إن " الوزير الفرنسي شخص تنقصه التربية والأخلاق وإلا لما قام بمثل هذا التصرف . وأضاف بلخادم فى تصريح نشر اليوم / الجمعة / أن كل شيء مبني على الأخلاق وحتى السياسة يتم التعامل فيها بأخلاق وهو ما ينقص المسئول الفرنسي الذي تجرأ على القيام بالحركة غير الأخلاقية أمام عدسات الكاميرا. واستنكر الأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء الطيب الهواري التصرف غير الأخلاقي الذي قام به المسئول الفرنسي، وقال إن الحركة غير الأخلاقية والدنيئة تدل على الفكر الاستعماري غير المؤدب، الذي يسود مثل هؤلاء الأشخاص" وجدد الطيب الهوارى تمسك أسرة الشهداء بمتابعة فرنسا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومطالبتها بالاعتذار، مساندا وزير المجاهدين في مطلبه الذي قال إنه مطلب كل الجزائريين والأسرة الثورية، فضلا عن مطلب الاعتراف والتعويض ومعاقبة المجرمين بمن فيهم الحركي العملاء لفرنسا . من جهته اعتبر السعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين الجزائريين الحركة غير الأخلاقيةالتي قام بها جيرارد لونغيت حركة شخصية لا تعبر عن فرنسا الرسمية، وقال إن الجزائر ستقبل الاعتذار إذا كان كاملا من خلال الاعتراف بكل الجرائم، حتى تلك التي كانت في 1945 وإلى غاية 1962 .
وكان وزير الدفاع الفرنسي السابق جيرارد لونغيت قد قام أول أمس / الأربعاء/ بطريقة غير لائقة وبإشارة استفزازية " على الهواء مباشرة خلال برامج تليفزيوني فرنسي ردا على تصريحات وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، التي دعا فيها فرنسا إلى الندم وتقديم اعتذارها إلى الجزائريين على جرائم الاستعمار. وقام الوزير الفرنسي عضو مجلس الشيوخ عن اتحاد الحركة الشعبية برفع يده وقام بحركة غير لائقة دون أن يعلم أن كاميرا قناة البرامج تصوره، وقال في تصريح لإحدى القنوات التلفزيونية إنه لن يندم على فعلته هذه.
وأضاف لونغيت أن "فرنسا لا تشعر بالندم بأي حال من الأحوال على تواجدها بالجزائر خلال الفترة الاستعمارية ..مؤكدا رغبته في وجود علاقة سلمية بين الدولتين وأستطرد قائلا "أنه قد يكون من المستحيل وجود مثل هذه العلاقة في ظل التذكير الدائم بالفترة الاستعمارية".
