يشهد المقاتلون المعارضون لنظام بشار الأسد والمتمردين الأكراد في محافظة حلب، هدنة هشة، بعد أسبوع من الاشتباكات بين الجانبين، فيما قال مقاتل من "الجيش السوري الحر" المعارض، "نريد مقاتلة النظام، لكننا بدلا من ذلك نقاتل في جبهة جديدة لم نكن في حاجة إليها ولا نملك وقتا لها، يجب أن نقاتل في حلب، ولكننا بدلا من ذلك نعسكر فيها." وتكشف تلك الهدنة النقاب عن مدى تشابك التحالفات والولاءات والمنافسات المحلية والدولية، التي تحيط بالانتفاضة المناوئة للرئيس الأسد.
وفيما يعتمد "الجيش الحر" على دعم تركيا التي وفرت له ملاذا آمنا على حدودها وتقود الحملة الدبلوماسية ضد الأسد، يتحالف المتمردون الأكراد السوريون مع حزب "العمال" الكردستاني عدو تركيا اللدود، الذي يخوض صراعا طويلا مع الجيش التركي لإقامة إقليم كردي مستقل في جنوب شرق البلاد.
وأبقى الأكراد السوريون ميليشياتهم على الحياد إزاء الصراع السوري، ويديرون مناطق كردية في محافظة حلب التي شهدت قتالا عنيفا في الحرب الأهلية، ويعتقد أن هؤلاء الأكراد أبرموا اتفاقات مع الحكومة والمعارضة من أجل الحفاظ على استقلاليتهم.