شب حريق للمرة الثانية في مصنع اليرموك للذخيرة والسلاح بجنوب العاصمة السودانية الخرطوم وذلك بعد أقل من أسبوع من من التفجير الكبير الذي حدث فيه واتهمت الحكومة السودانية سلاح الجو الإسرائيلي بقصف المصنع. وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن الحريق الذي شب في المصنع هذه المرة لم يأت نتيجة قصف وذلك حسبما أشار المتحدث باسم الجيش السوداني للوكالات الرسمية السودانية، مشيرا إنه لاعلاقة لإيران بمصنع اليرموك للأسلحة الذي تعرض الأسبوع الماضي لانفجارات بواسطة أربع طائرات إسرائيلية استهدفت قصف الموقع. ومن جهتها نفت وزارة الخارجية السودانية في بيان "أي صلة لإنتاج التصنيع العسكري السوداني بأي طرف خارجي"، مؤكدة أن "إيران ليست بحاجة لسلاح تصنعه في السودان سواء لها او لحلفائها".
ومن ناحية أخرى أفادت إذاعة الهيئة البريطانية بي بي سي في قسمها الفارسي ، أن أحد مجموعات الجيش الإيراني انتقلت من إيران ، ووصلت بالقرب من أحد المواني السودانية ، و أشارت إلى أن السفينة الإيرانية تحتوي على مجموعات من مدمرات السفن الحربية ، وحاملة طائرات هيليكوبتر، و أنها لديها القدرة علي حمل 3 طائرات هليكوبتر . . قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية نقلاً عن تقرير للجيش الإيراني بهدف نشر السلام و الصداقة مع الدول المجاورة ، لتأمينها من أية هجمات وصفتها "بالإرهابية" . علماً بأنها هذه السفينة الحربية تحركت من ميناء بندر عباس الإيراني منذ شهر تقريباً ، ووصلت إلى الخرطوم العاصمة السودانية بعد 6 أيام من انفجار مصنع الأسلحة .
وأضافت بي بي سي أن قادة السفن الإيرانية التقوا بقادة البحرية السودانية ، وكانت السفينة رست على ميناء بورتسودان .
وفي أعقاب هذه الأحداث تقدمت السودان بشكوى لمنظمة الأممالمتحدة ضد إسرائيل ، تتهمها بالتضرع في هذه الأحداث ، من ناحية أخرى أدعت المعارضة السودانية أن المصنع تابع لإيران .
قالت أن هناك عدد من التقارير والأنباء غير المؤكدة التي تفيد بأن المصنع تابع للحرس الثوري الإيراني ، إلا أن المسؤلين في إيران لم ينفوا أو يؤكدوا صحة الخبر.
من ناحية أخرى فإن كلاً من إيران والسودان وقعا إتفاقية دفاع مشترك منذ حوالي خمس سنوات ، وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة كيهان الإيرانية في عددها الصادر برقم 19040 ، في الصفحة الثانية من عددها الورقي ، و بالتالي فإن هذا الأمر يخص إيران في المقام الأول .
علي صعيد آخر قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الحريق الثاني الذي حدث بعد أقل من أسبوع من قصف المصنع ، جاء نتيجة إستهداف سلاح الجو الاسرائيلي لشحنات أسلحة متطورة من صنع إيراني كانت سترسل إلى قطاع غزة ، ولم يكن الهدف قصف مصنع الأسلحة نفسه.
قال رون بن يشاي المحلل العسكري الإسرائيلي للصحيفة أن مصدر غربي مسؤول "موثوق للغاية" صرح له بأنه "لو وصل قسم صغير من هذه الأسلحة إلى غايتها في قطاع غزة لكان من شأنها أن تشكل تهديدا خطيرا على إسرائيل والجيش الإسرائيلي".
مشيراً إلى أن شحنة الأسلحة هذه لا تحتوي على أسلحة كيميائية أو طائرات صغيرة من دون طيار كما نشرت وسائل إعلام عالمية ، كما أن هذه الأسلحة تم صنعها في إيران ، لدعم الجهاد ضد الإسرائيليين .
ووفقا لما ورد علي لسان المحلل الإسرائيلي فإن هذه الشحنات كان من المقرر أن تدخل من الطريق البري مروراً بالأراضي المصرية وليس عن طريق البحر الأحمر إلي سيناء ، بهدف الابتعاد عن أعين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ، و لتجنب شن غارات ضدها.
أضاف بن يشاي أن الأسلحة في مصنع "اليرموك" لا تصل من إيران فحسب ، وإنما من مخازن الأسلحة الليبية التي تم اقتحامها في أعقاب سقوط العقيد معمر القذافي ، والتي يشتريها الإيرانيون أو الفلسطينيون علي حد سواء .
تابع التقرير الإسرائيلي أن شحنة الأسلحة التي تم قصفها الأسبوع الماضي شملت صواريخ إيرانية من طراز "فجر" ، وربما صواريخ أكثر تطورا يزيد مداها عن 70 كيلومترا، وصواريخ مضادة للطائرات وربما صواريخ أرض – بحر من صنع إيراني "التي قد تشكل خطرا على أعمال التنقيب (الإسرائيلية) عن الغاز والنفط مقابل شواطئ جنوب إسرائيل" وعلى البوارج البحرية الإسرائيلية التي تشدد الحصار على القطاع.