شن الملحن عمرو مصطفى، ومحمد يحيى والشاعر أيمن بهجت قمر، حربا كلامية على المطرب عمرو دياب عبر صفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، حيث وجهوا له قائمة من الاتهامات من بينها قيامه ببيع تراثه الغنائى إلى رجل الأعمال الصهيونى روبرت مردوخ عن طريق شركة روتانا، حيث كتب الشاعر الغنائى أيمن بهجت قمر على حسابه الشخصى على "فيس بوك" تفاصيل خلاف مكتوم اشتعل منذ ثلاث سنوات بين جمعية المؤلفين والملحنين من جهة، وعمرو دياب من جهة أخرى، حيث كتب على صفحته «لما تكون فنان مصرى كبير وتقبل تبيع أغانيك وتاريخك لمردوخ الإسرائيلى دى حريتك الشخصية، لكن أنا أغانىّ دى سايبها لبلدى ولولادى من بعدى، أنا ماببيعش تاريخى»، وذلك فى إشارة إلى أن الألحان والكلمات التى أصبح ل«روتانا» فقط حق التصرّف بها كما تشاء على عكس المتبع فى سوق الغناء فى كل دول العالم تقريبا، فالمتعارف عليه أن الشركة المنتجة تمتلك فقط الأغنية بصوت المطرب، وإذا قرر مطرب آخر إعادة تقديمها فعليه العودة أولا إلى المؤلف والملحن أو إلى ورثتيهما فى حال الوفاة، والحصول على الموافقة ودفع المستحقات المالية التى تحددها «جمعية المؤلفين والملحنين وناشرى الموسيقى»، وساند قمر فى تلك الأزمة كل من الملحن محمد يحيى، والملحن عمرو مصطفى. ومن جهته، سارع الفنان عمرو دياب بالرد على اتهامات قمر ومصطفى ويحيى من خلال مكتبه الإعلامى قال فيه «يبدى الفنان عمرو دياب أسفه وحزنه على ما نسب من بعض مؤلفى وملحنى أغانيه السابقة من تحويل وتحوير مسار فنى بحت إلى سياقات أخرى تمس المبادئ الراسخة التى تعامل بها الفنان طوال مسيرته الفنية، وإذ يعبر الفنان عمرو دياب عن حزنه هذا فإنه رأى أن يوضح أن اختياراته الفنية فى أعماله دوما ما تخضع لاعتبارات الجودة التى يحرص بها على تقديم كل جديد، فإنه ليس معنى عدم تجدد تعاونه مع بعض من تكرر التعاون معهم سابقا يعنى انتقاصا منهم ولا من موهبتهم، كما لا يعنى أن يتحول إقصاؤهم أو إبعادهم عن عمله الفنى الجديد أن ينتقلوا مباشرا إلى موقف الخصم الذى يحاول تبرير عدم اختيارهم فى هذا العمل بترويجهم أفكارا مغلوطة وافتراءات تمس مبادئه الوطنية وهو الفنان الذى عرف عنه دوما نسب نجاحاته العالمية إلى فضل بلاده عليه ولا طالما أكد مرارا أن إنجازاته إنجازات مصرية خالصة، وفى النهاية يود الفنان عمرو دياب أن يرسل للجميع ممن هم فى الحقل الموسيقى وكذلك جمهوره العظيم أن نجتهد جميعا فى ما هو قادم لإثراء المسيرة الفنية المصرية». من جهة نقابة الموسيقيين عبر أحمد رمضان سكرتير عام النقابة أن المشكلة مازالت غامضة وما هى إلا حرب تدار على صفحات التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» كما أن نقابة الموسيقيين ترفض التطبيع مع إسرائيل ولا يمكن قبول بيع التراث المصرى لها ففى الفترة السابقة قام النظام السابق ببيع كل شىء لروتانا، ومن جانبها حاولت النقابة التحدث مع عمرو دياب لتوضيح الأمر إلا أن تليفونه مغلق، وطالما قام عمرو بالرد ببيان رسمى نافيا ما حدث من الشاعر أيمن بهجت قمر والملحن محمد يحيى فما للنقابة إلا أن تغلق الملف بالكامل، وأن ما يحدث ما هو إلا زوبعة حول دياب، ولا يوجد بلائحة النقابة ما يدين عمرو حتى إذا كان الأمر صحيحا، لكن عمرو نجم كبير ولا يمكن التشكيك بوطنيته وإذا جد جديد ستعقد الجمعية اجتماعا طارئا. أما فوزى إبراهيم المتحدث الرسمى باسم جمعية المؤلفين والملحنين عن استيائه اتجاه مشكلة عمرو دياب مع الشاعر أيمن بهجت قمر والملحنين عمرو مصطفى ومحمد يحيى وأكد على أن الجمعية ليست طرفا فى المشكلة وذلك بسبب استقالة كل من قمر ويحيى من عضوية الجمعية منذ أكثر من عام، لكنها ترفض بشدة أى شكل من أشكال استغلال التراث المصرى لأى جهة غربية وخاصة إسرائيل، فمردوخ يعرف بانحيازه لدولة إسرائيل فلا يحق لروتانا أن تبيع أى أغنية دون الرجوع للشاعر والملحن وإعطائهم حقوقهم، فما يحدث عندما يتنازل الشاعر أو الملحن عن الأغنية ما هو إلا تنازل عن حق الاستغلال وليس تنازل تام عن حقه فى انتساب الأغنية له، وإذا لم يحدث ذلك يعد جريمة واضحة والجمعية ترفض أن يبيع الوليد بن طلال الأغنيات المصرية لإسرائيل لأنها جريمة مرفوضة، وقد سبق وطرحت هذه القضية من قبل مع نفس الشخص وهذا ما تم قبوله بالرفض فى السابق واعتباره إهانة للمبدعين المصريين. أما الملحن عمرو طنطاوى قال: إن ما يحدث غير صحيح فليس معنى أن عمرو دياب لم يتعاون مع الشاعر أيمن بهجت قمر والملحن محمد يحيى أن يتهماه ببيع وطنيته، فعمرو فنان كبير وأن ما يحدث منهم لن يقلل من حجم نجوميته، وخلال اتصالى به لمتابعة الألبوم قلت له ماذا يحدث؟ رد قائلا: إن الناس بتتكلم عليهم مش علىّ» ولم يعر للمشكلة أى اهتمام، كما أضاف: إنه إذا وجدت مشكلة بين عمرو وكل من بهجت ويحيى لماذا لم تحل بينهم؟. فلما اللجوء للإعلام وإحداث شوشرة ليست لها معنى، فلا يحق لروتانا أن تبيع التراث المصرى وعمرو لن يسمح بذلك. وعلى الرغم أن هذه الأزمة ليست جديدة بل كانت مفتعلة منذ ثلاث سنوات بين شركة روتانا وبعض المؤلفين والملحنين بخصوص أمر نشر الأغانى، ولكن قمر فتح الموضوع مجددا باتهامه علانية أن دياب يبيع تراثه وتراث أولاده وأحفاده لليهود. ولمن لا يعرف ما هو أمر النشر هو أن يوقع المؤلف والملحن تنازلا كاملا، أى أن أمر النشر يعنى تنازلك عن كل حقوقك وحقوق أولادك وأحفادك، ولذلك فإن شركة «روتانا» تستحوذ على حق الأداء العلنى بأثر رجعى، يأتى هذا مع تصعيد مرتقب من جانب المؤلفين والملحنين من خلال شركتهم الجديدة «أرابيان رايتس» التى تم تأسيسها من أجل الدفاع عن حقوق المؤلفين والملحنين. وبذلك فإننا لن نرى أى تعاون بين دياب وقمر فى الأيام المقبلة بعد تعاون كبير أثمر خلاله قمر لدياب ما يقارب 24 أغنية على مدار 8 ألبومات كاملة، وكانت هناك أغانى بالفعل حققت نجاحات على مستوى الوطن العربى بأكمله مثل «وحشتينى، أيام وبنعيشها، بتخبى أيه، صدقنى خلاص، ولسه بتحبه».