دبوس العلم الأمريكي وفن ارتداء الزى المناسب والتعبير عن المثالية، تلك التي تتحدث عن التفاؤل، والحكمة، والقوة، وكل الكلمات البراقة المنطوقة، هذه الصورة الظاهرية تجعل المجتمع الامريكي فخور بالصورة الكاملة للعائلة الرئاسية التى تدعم اسطورة الجمال الامريكي. وتتبارى كل من ميشيل أوباما سيدة أمريكا الأولى الحالية وآن رومنى زوجة المرشح الرئاسي للانتخابات الامريكية فى شهر نوفمبر المقبل، فى الظهور أمام الجمهور الامريكي بشكل آدمى وذو طابع إنسانى لتصوير كل من باراك أوباما الرئيس الامريكي الحالى وميت رومنى مرشح الرئاسة بالهيئة المثالية وادخال الابعاد العاطفية على شخصياتهم، وغالبا ما تعتبر زوجة الرئيس او المرشح السلاح السري الذى يخفف من حدة الانتقادات السلبية. ووفقا لصحيفة النيوزويك فإن ارتداء الملابس الموحدة الموضة بين المرشح الامريكي وزوجته يضمن لهم الفردية والإنسانية، مما يجعلها تبدو وكأنها من الحاجات السياسية، ومن زوايا التنافس بين سيدات البيت الابيض القدرة على صنع البسكويت الامريكي بوصفة خاصة مميزة ويتم التصويت من جانب السيدات الامريكيات على مدى فعالية الوصفة والنتيجة النهائية لها وهو تقليد للتنافس الانتخابي الامريكي بين زوجات المرشحين منذ عقود وعادة ما يرتبط النجاح فى تلك المسابقة بنجاح الرئيس الامريكي ماعدا مرة واحدة فقط عندما خسرت ميشيل اوباما فى تلك المسابقة فى 2008 لصالح سيندى ماكين زوجة المرشح الرئاسي جون ماكين. وبينما يرى المواطن الأمريكي، ميت رومنى المرشح الجمهورى للرئاسة على انه الرجل الثرى الذى يميل للحزم ولا يتسم بروح الدعابة والكاريزما الجذابة على عكس الرئيس الحالى باراك أوباما، فقد أثرت زوجته آن رومني على أسلوب الحياة السياسية فى حملته الانتخابية، فهى بحق تستحق لأن توصف بانها السلاح السري والعامل السحري لتغيير صورة ميت رومن الباهتة والتى لا يبدو فيها قريبا من الشكل الانسانى ولكن اقرب للآلة. ويأتى الظهور الاعلامى لزوجات المرشحين بالتأكيد على المسرح السياسي، كرسالة موجهة لتزيين الألبوم العائلى ويضفى الكثير من الحيوية على شكل الاسرة الامريكية بحيث لا مجال للخلافات الاسرية. وفي الواقع، بدأت آن رومنى فى تحويل زوجها الى رجل الحساسية والموضة عندما يرتدي زيا جيد التصميم وتحاول ارتداء زى مضاهى له، وبدأ بول ريان، بعد اختياره كنائب للرئيس فى حال فوز رومنى، بارتداء الملابس التى تلائم التصميم الذى يرتديه رومنى، وبدوا مثل الأب والابن، وكلاهما يرتدي قميص وسترات متشابهة ، مشبوك عليها دبابيس العلم الأمريكين ومثل ذلك التشابه الجمالي يهدف إلى زرع ثلاثة ابعاد للمرشحين وهم الرأفة، التعاطف، وأهم بعد، هو القوة . وبدلا من أن تكون حملات انتخابية لمرشحى الرئاسة أصبحت حملات انتخابية للسيدة الأولى فى أمريكا، قد تميزت ميشيل أوباما بارتداء الفساتين الكلاسيكية التى تذكرنا بفساتين سعاد حسنى فى الافلام القديمة، وتراها الصحافة الامريكية محبة كثيرا لانواع الاحزمة المختلفة التى تزين وسطها، واحيانا تشاهد بشكل عصرى وهى ترتدى السراويل الكاجوال اثناء لعب الجولف وممارسة الرياضة، وميشيل أوباما تميل لارتداء الالوان المختلطة والاقمشة المنقوشة، وتبدو ميت رومنى أكثر عصرية برغم من انها تكبرها فى العمر، فهى تحب ارتداء الوان الباستيل والسراويل والقمصان البيضاء، ولذلك وصفها الجمهور الامريكي بالدهاء لاتباعها ذلك الاسلوب العصري والحديث فى ارتداء الازياء . وفي نهاية المطاف فإن السيدة الأولى ترتدى على حسب مهمتها، فميشيل أوباما معروفة بمحاربة السمنة لدى الأطفال؛ ولورا بوش كانت تدافع عن مشروعات محو الأمية؛ وخاضت هيلاري كلينتون حرب تنادى بمساواة حقوق المرأة وحقوق الإنسان، ويمكن أن تلعب زوجة المرشح الرئاسي الامريكى بطريقة ما لتبقى مميزة حتى تظهر ذكية، وحنونة، وقوية جدا ومساندة لزوجها ونموذج ترغب فيها كل سيدات أمريكا وهى الأدوات التى تعمل على ارتباط الناخب الامريكي بالرئيس القادم.