كثر الحديث عن إمكانية عودة العلاقات المصرية – الإيرانية بعد ثورة الخامس و العشرين من يناير ، لكنها لم تتعدي زيارة بعض الوفود المصرية إلي إيران ، الجديد في الأمر أن مؤخراً بدأت و الخطوات فعلية و قوية بين الجانبين ، حيث ذكرت شبكة برس تى الايرانية الناطقة بالإنجليزية ، أن خالد عمارة الرئيس الجديد لقسم رعاية المصالح المصرية فى طهران، صرح بأن مصر مستمرة في دعم حق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية ، وذلك فى لقاء مع وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي أول أمس الثلاثاء، وأضاف عمارة أم مصر تدافع دائما عن حق ايران الذى لا يمكن انكاره فى القيام بالانشطة النووية السلمية.
من ناحية أخري أكدت شبكة همشهري الإخبارية الإلكترونية أن هذا الأمر نابعاً من التأييد الشعبي في مصر ، وأستشهدت بنتائج إستطلاع الرأي لمعهد "جرينبرج كونيلان روزنر" الإسرائيلي ، الذي قال أن معظم الشعب المصري يري ضرورة دعم مصر للمشروع النووي الإيراني ، و التوسع في العلاقات بين طهران و القاهرة .
وأضاف همشهري نقلاً عن وكالة أنباء فارس الإيرانية أنه وفقاً لإستطلاع الرأي الذي أجراه المعهد فإن دعم المؤسسات الأمريكية و الإسرائيلية المشروع الإسرائيلي ، جعل الشعب المصري يتعاطف مع إيران في قضيتها .
أوضحت أن الإستطلاع شارك فيه 812 شخص ، 65% وافقوا علي توطيد العلاقات المصرية - الإيرانية ، 61% أيدوا دعم مصر لبرنامج إيران النووي ، 62% يروا أن إيران دولة صديقة لمصر .
من ناحية أخري قالت وكالة أنباء فارس أن علي أكبر صالحي أكد علي ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين ، مؤكداً علي رغبة إيران في دعم مصر في كافة المجالات العلمية و التكنولوجية كي تتمكن من تطوير خططها التنموية ، مشيراً إلي أن التعاون المصري الإيراني سيؤثر بشكل إيجابي علي الإستقرار الإقليمي في المنطقة .
جدير بالذكر أن أحمد خالدي نائب وزير النفط الإيراني صرح مؤخراً بأن إيران ترغب في إقامة مشروعات بترولية في مصر ، و تصدير الغاز و مشتقاته إليها . في الوقت نفسه أعلن سيد رضا نوراني رئيس أتحاد مستوردي و مصدري المحاصيل الزراعية في إيران أن الوفد المصري الذي سافر إلي طهران مؤخراً أبرم أتفاقً مبدئياً علي إقامة علاقات تجارية بين البلدين و أنه تم الإتفاق علي تصدير و إستيراد التفاح و الكيوي و غيرها من الفواكه المصدرة من إيران ، علي أن يتم إستيراد الموالح من مصر .
ليأتي السؤال هل هذا التوقيت مناسباً كي تقوم مصر بالتطبيع مع إيران ، علماً بأن الوضع الإقتصادي الإيراني متأزم للغاية ؟ ، حيث أن الخبراء الإقتصاديين هناك أجمعوا بأن هذا العام يشهد أسوء عام في تاريخ الإقتصاد الإيراني ، تقول الإذاعة البريطانية نقلاً عن صحيفة التايمز أن الإقتصاد الإيراني لدرجة نفاذ العملة الأجنبية من البلاد ، مشيرة إلي أنها سوف تعجز عن دفع قيمة وارداتها خلال أشهر ، نظراً للحظر الإقتصادي المفروض عليها بسبب برنامجها النووي ، مما يؤدي إلي تجميد أموالها في الخارج ، منعها من الدخول في علاقات تجارية مع الدول الأوربية .