لا تزال الهجمات الداخلية التي يشنها أفراد تابعون لقوات الأمن الأفغانية ضد نظرائهم الأمريكيين والأوروبيين محور اهتمام الصحف الأمريكية التى تناولت طبيعة ونتائج هذه الهجمات، بجانب الحديث عن استعدادات قوات الاحتلال للانسحاب من البلاد بحلول عام 2014. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز": إنه رغم تعدد الدوافع واختلافها فيما يخص تزايد وتيرة الهجمات الداخلية ضد الأمريكيين، إلا أن النتيجة تبقى واحدة وهي انهيار جسور الثقة بين قوات الاحتلال الأمريكية والقوات الأفغانية وبروز للمشاعر العدائية التي يكنها كل طرف منهما تجاه الآخر. واعتبرت الصحيفة - في سياق تعليق لها أوردته على موقعها الإلكتروني-أن تفاصيل الحادث الذي وقع نهاية الشهر الماضي في شرق أفغانستان، إثر تبادل لإطلاق النار بين قوات حلف الأطلنطي "الناتو" والجيش الأفغاني وأودى بحياة أمريكيين إثنين وأربعة أفغان، قد أسدل الستار عن حقيقة تصاعد إنعدام الثقة التي تحيط بالعلاقات الأمريكية - الأفغانية. وتعليقًا على هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن مسئول بارز بقوة المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" قوله: "إن شيئًا مثل هذا يعد أمرًا صادمًا إلى حد كبير، لذا يتعين علينا وضع حد له من أجل الحيلولة دون التأثير على العمليات المستقبلية في أفغانستان"، مشددًا على أن الاكتفاء فقط بالحديث عن هذه القضية لن يؤدي إلى حل أي شئ، في حين أعرب عدد من الجنود الأفغان عن اعتقادهم بوجود صدع حقيقي في العلاقات بين القوتين الأمريكية والأفغانية.
من جانبها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال": إن القوات الخاصة الأمريكية تعتزم الإكتفاء فقط بالقيام بأدوار ثانوية من أجل تعزيز الأمن في أفغانستان والكف عن خوض المعارك القتالية مع حركة طالبان، وذلك مع انسحاب قوات الاحتلال منها بحلول عام 2014.
وقال الجنرال توني توماس قائد قوات العمليات الخاصة الأمريكية- في تصريحات خاصة للصحيفة أوردتها على موقعها الألكتروني-: إن القوات الخاصة الأمريكية سوف تحرص خلال الفترة القادمة على المساهمة في تعزيز قدارت الأفغان في المجال الأمني والتوقف عن المشاركة في المعارك القتالية التي تدور على أرض الواقع. بهذا تكون تصريحات الجنرال توماس في هذا الصدد -حسبما أفادت الصحيفة- الأكثر وضوحًا وتفصيلاً عن خطط الجيش الأمريكي لمرحلة ما بعد الإنسحاب من أفغانستان، فحتى هذه اللحظة تنخرط القوات الخاصة الأمريكية مع القوات الأفغانية في الأعمال القتالية وتعمل على تقديم الاستشارات اللازمة للقيادات الأفغانية، والدور الذي يتوقع أن يتقلص في المستقبل. ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذا الأمر من شأنه أن يساعد في تقليل حجم الخسائر الأمريكية في حرب راح ضحيتها أكثر من ألفي مواطن أمريكي وجعل الوجود الأمريكي في أفغانستان أكثر استساغة بين أوساط الشعب الأمريكي الذي أنهكته الحروب المتعاقبة التي خاضها في العقود الأخيرة.