قتل أكثر من 226 شخصًا في سوريا أمس الأحد، بينما تواصل القصف الجوي والمدفعي على مناطق متفرقة من البلاد، وسط تصاعدت حدة المعارك بين الجيش الحر وقوات النظام. وأفادت لجان التنسيق المحلية السورية أن 226 شخصًا قتلوا، أمس الأحد، بينهم 6 أطفال و3 نساء، منهم 137 في دمشق وريفها منهم 100 مدني قتلتهم القوات النظامية في المستشفى الوطني بين داريا والمعضمية، و15 في ادلب، و11 في حمص، و11 في حلب، و9 في درعا، و9 في طرطوس، و6 شهداء في اللاذقية، و2 في دير الزور، وقتيل في حماه.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن جميع الجثث التي وجدت في داريا تعود لمدنيين أعدموا ميدانيًا، مشيرة إلى أنه عثر عليهم مكبلي الأيادي، وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن عناصر الشبيحة والأمن سارعوا بشكل "جنوني" بعد الكشف عن المجزرة إلى المشفى لإفراغ براداته من الجثث.
في غضون كثف الجيش الحر عملياته في قرى ريف أدلب واللاذقية، وشن عمليات للسيطرة على المناطق الإستراتيجية التي تربط حلب بالمحافظات المحيطة؛ بهدف قطع الإمداد عن القوات النظامية.
تزامن هذا مع شن مقاتلون من الجيش الحر هجومًا جديدًا على معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان التي يسيطرون عليها بريف إدلب، في محاولة هي الثانية خلال يومين لاقتحام المعسكر الأكبر في المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي مدينة حلب، قالت شبكة "شام الإخبارية إن قوات النظام شنت هجومًا عنيفًا بالمدفعية والطيران على أحياء الشعار والجميلية ومساكن هنانو وبستان القصر، بينما دارت معاركة حاسمة بين الجيشين الحر والنظامي في حي كرم الجبل وبلدة خان العس، وقصف الطيران الحربي مدن وبلدات دير حافر وحيان والباب وبزاغة بريف حلب.
في المقابل ذكر التلفزيون الرسمي أن قوات النظام أعادت السيطرة على الجامع الأموي بحلب بعد معارك عنيفة مع مسلحين، وهو أمر نفاه الجيش الحر.
وفي العاصمة دمشق، أفادت "شام" بتجددت حملة تفجير المنازل وهدمها في حي التضامن على يد جيش النظام، كما سمع دوى انفجار ضخم في منطقة المزة فيلات بحي المزة وفق شبكة شام. كما تعرضت مناطق بريف العاصمة للقصف بالمدفعية الثقيلة، شمل بلدتي مديرا والعتيبة ومدن حمورية وعين ترما وسقبا ويلدا وعدة مناطق في الغوطة الشرقية.
وفي حمص، قصفت القوات النظامية بالمدفعية والصواريخ بلدتي الحولة وتلكلخ بريف المحافظة، كما بث ناشطون صورًا لقصف بقذائف الهاون على حي الخالدية بمدينة حمص.
كما شنت قوات النظام الموجودة في مطار دير الزور قصفًا بالمدفعية على بلدة موحسن في دير الزور، فيما أغارت طائراتها الميغ على حي الشيخ ياسين في المحافظة نفسها.
في هذه الأثناء سيطر الجيش الحر على قمة النبي يونس الإستراتيجية في ريف اللاذقية بعد معارك ضارية، وكانت سيطرة الثوار على قمة برج القصب أخيرًا ضربة موجعة سُدِّدَت إلى النظام، فالمنطقة تشرف على عدد كبير من قرى وبلدات جبل التركمان وجبل الأكراد في ريف اللاذقية.
وشهدت مدينة حماة حملات دهم واعتقال، فيما قصف النظام بلدات ريف درعا، وشن حملة حرق للمنازل واعتقالات وسط اشتباكات اندلعت بريف محافظة القنيطرة وسيطرة الجيش الحر على سرية دبابات في بلدة مسحرة.
سياسيًا، أغلقت انقرة مجالها الجوي أمام رحلات الطيران المدني السوري، حسبما أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي رفض دعوة دمشق إلى إجراء حوار ثنائي للسيطرة على التوتر على الحدود.
وسلم وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اقتراح طهران "المفصل المكتوب وغير الرسمي بهدف حل الازمة السورية"، إلى مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، كما أرسلته إلى مصر والسعودية وتركيا، بحسب ما أورد التلفزيون الإيراني.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي مشترك مع صالحي "نأمل جمع جميع هذه الافكار في مشروع لتخليص الشعب السوري من الكابوس الذي يعيشه"، مجددًا دعوة الأمين العام للامم المتحدة للحكومة السورية والمعارضة بوقف النار.