تواصل الصباح نقل التفاصيل الكاملة وكواليس جلسة اليوم التاريخية التى اسدلت الستار على واحدة من اهم قضايا محاكمة رموز الفساد فى النظام السابق فبعد نظر القضية لاكثر من عام ونصف قضت محكمة جنايات الجيزة ببراءة جميع المتهمين فى قضية موقعة الجمل المتهم بما فيهم المتهمين الذين يحاكموا غيابيا وهى القضية التى كان يحاكم فيها 25 متهما على رأسهم صفوت الشريف وفتحى سرور والمتهمين بالاعتداء على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير خلال يومى 2 و3 فبراير 2011 مما أداى الى مقتل 14 شهيدا واصابة أكثر من 1000 اخرين. صدر الحكم التاريخى برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله وعضوية المستشارين انور رضوان واحمد الدهشان وبحضور وكيل النائب العام أحمد صفوت، وأمانة سر ايمن عبد اللطيف واحمد فهمى الرفاعى وبعد النطق بالحكم هلل المحامين والمتهمين واهاليهم واخذوا يكبرون الله اكبر الله اكبر , يحيا العدل , ويقبلون بعضهم ويهنئون بعضهم البعض وقبل النطق بالحكم تم فرض حراسة امنيه مشددة على مداخل ومخارج القاعة وتم وضع الكردونات فى مقدمة منصة القاضى وقف فريق من رجال وافراد الامن وقيادات الداخلية وسمح المستشار رئيس المحكمة بدخول كاميرات الصحفيين , بينما جلس المتهمون داخل قفص الاتهام على الارض ,وقام رجب هلال حميدة قبل النطق بالحكم بتلاوة القراءن الكريم وقبل صعود المحكمة المنصة قام المتهمون جميعا بالوقوف والالتفاف حول قفص الاتهام تحسبا وانتظارا للحظة النطق بالقرار او الحكم. وصعدت المحكمة على المنصة فى تمام الساعة السادسة والربع مساءا وبدأ القاضى فى تلاوة منطوق حكمه قائلا :"بسم الله الرحمن الرحيم.. "ان الحكم الا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون " .... بعد الاطلاع على الاوراق والمداولة قانونا حكمت المحكمة اولا " بانقضاء الدعوى قبل عبد الناصر الجابرى لوفاته وبراءة كل من صفوت الشريف وماجد الشربينى ومحمد الغمراوى وحسن التونسى وبراءة احمد فتحى سرور ،وهنا ضجت القاعة بالصراخ يحيا العدل والله اكبر وكان على راس الهاتفين الدكتور طارق فتحى سرور ،نجل رئيس مجلس الشعب الاسبق ، وحينما اكمل القاضى .. وبراءة محمد ابو العينين سادت حالة من الفرحة العارمة لكثرة انصاره المتواجدين بالقاعة وظلوا يهتفوا "الله اكبر يحيا العدل " ،واكمل القاضى "براءة حسين مجاور وابراهيم كامل , وكانت ابنة حسين مجاور تبكى وهى واقفة تقف فوق المقاعد تنظر الى والدها خلف قفص الاتهام وتتمتم الحمد لله ولم يتمكن القاضى من كثرة الحركة والهتاف والفرحة والتهليل داخل القاعة من اكمال منطوق حكمه فقال "الجميع براءة " ثم نهضت هيئة المحكمة ودخلت الى غرفة المداولة ليقترب اهالى المتهمين من القفص ويباركوا لهم وخرج المتهمين المخلى سبيلهم واستقبلهم اقاربهم بالاحضان وبكت عائشة عبد الهادى واتصلت بنجلها معتز وقالت له " براءة يا معتز انا خدت براءة " وبدا وجهها شديد الاحمرار، وحاولت الدخول الى غرفة المداولة لكنها لم تتمكن من ذلك وسط الحراسة المشددة وكثرة الحركة واعداد المتواجدين داخل القاعة , فانصرفت الى بيتها . ومن المقرر اخلاء سبيل جميع المتهمين المحبوسين ماعدا صفوت الشريف ،رئيس مجلس الشورى السابق والأمين العام للحزب الوطنى السابق ،لاتهامه فى قضية الحصول على كسب غير مشروع , وبذلك يخلى سبيل كل من احمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق ، ورجب هلال حميدة ،عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة عابدين ،ومحمد عودة ،عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة شبرا الخيمة ، ويوسف خطاب وسعيد عبدالخالق ،محام وعضو مجلس الشعب السابق عن دائرة باب الشعرية، وحسين مجاور،رئيس اتحاد عمال مصر ،وايهاب العمدة ،عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الزاوية والشرابية ، وطلعت القواس , وكذلك يلغى قرار ضبط واحضار كلا من المحامى مرتضى منصور ونجله احمد مرتضى منصور ونجل شقيقته وحيد صلاح الدين ويتمتعوا بحقهم فى البراءة وفقا لمنطوق الحكم. وقالت المحكمة ان ادلة الثبوت غير كافية للاطمئنان لادانة اى من المتهمين كما انها لم تطمئن لاقوال الشهود فى الدعوى حيث جاءت جميعها سمعية كما جاءت وليدة احقاد بين المتهمين وبين الشهود نتيجة خلافات حزبية وبسبب الانتخابات , كما ان معظم الشهود من المسجلين خطر وفقا لصحيفة سوابقهم الجنائية , كما خلت الدعوى من اى شاهد رؤية واحد تطمئن اليه المحكمة واطمئنت المحكمة الى شهادة اللواء الروينى بانه لم يرصد اى قتلى بميدان التحرير , كما لم يتم رصد اى اسلحة مع المتواجدين بالتحرير والمقبوض عليهم بالميدان والذين تم محاكمتهم عسكريا فى القضية رقم 118 لسنة 2011 عسكرية. كما ثبت ان احد شهود الاثبات ضد مرتضى منصور واخرين قد تم حبسه بتهمة الشهادة الزور , ورغم ما حدث من قبل بعض المتهمين الهاربين من اعمال فوضى وتعطيل للمحكمة وهتاف ضدها الا ان المحكمة لم تجد فى صدرها غضاضة فى قول كلمة الحق عملا بقوله تعالى " ولا يجرمنكم شنان قوما على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى " ومن المقرر ان تودع المحكمة حيثيات الحكم خلال الاسابيع القادمة. استمرت المحكمة فى سماع دفاع المتهمين على مدار اسبوعين كاملين فى جلسات تبدا من الحادية عشر صباحا ولا تنتهى الا قرابة الساعة السادسة مساءا واستمعت المحكمة امس لدفاع اخر المتهمين فى القضية وكان الحضور ينتظر حجز القضية للحكم فى جلسة لاحقة، لكن هيئة المحكمة غابت داخل غرفة المداولة لفترة طويلة حتى فاجات الجميع بحكمها التاريخى ببراءة جميع المتهمين وعقب النطق بالحكم هتف صفوت الشريف من داخل قفص الاتهام قائلا" يحيا العدل والحمد لله ظهر الحق ولا يمكن ابدا ان يرتكب عاقل جريمة مثل هذه والحمد لله انه يوجد قضاء عادل فى مصر" ، وكان هذا على خلاف عادة صفوت الشريف الذى التزم الصمت طوال الجلسات السابقة وكان يجلس صامتا فى اخر قفص الاتهام على الكرسى الخاص به حتى انه قال فى جلسة مرافعته للقاضى " لم اتحدث بكلمة طوال المحاكمة ليقينى بان الاتهامات المقدمة ضدى هراء . ومن ناحية اخرى قال حسين مجاور" الحمد لله على كل شئ ربنا اسمه العدل وهو اعلم اننا لم نفعل شئ خاطئ واعلنت اعتزالى العمل العام،اما رجل الاعمال محمد ابو العينين فتحدث قائلا : هذا هو قضاء مصر الشامخ الذى لا يتأثر بالسياسة ولا الراى العام وانما يحكم بالحق والعدل وما يمليه عليه ضميره وابدى شكره لهيئة المحكمة التى اتسع صدرها للمرافعات والمشاحنات. والمقدم احمد محمد عودة نجل عودة انهمرفى نوبة البكاء وسجد شكرا لله. ويذكر ان القضية قد توقفت على مدار 5 اشهر بسبب رد مرتضى منصور للدائرة وكان الدفاع قد دفع ببطلان امر الاحالة لانه اعتمد على عبارات سياسية ليست قانونية وطالبوا بالبراءة لجميع المتهمين.