قتل أكثر من 190 شخصًا في اشتباكات بين الجيش الحر وقوات الأسد، أمس الثلاثاء معظمهم في دمشق وريفها وحلب، فيما أعلن الجيش السوري الحر أن كتائبه تمكنت من السيطرة على معرة النعمان بريف إدلب وأسر أكثر من 40 عنصرًا والاستيلاء على عدد من الدبابات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 28 من القوات النظامية قتلوا في هجمات على حواجز ومقار، بالإضافة إلى تفجيرات بعبوات ناسفة استهدفت آليات ثقيلة وشاحنات، وأيضا في اشتباكات بريف دمشق وحمص وإدلب وحلب ودرعا ودمشق.
وحسب نشطاء، عثر على 25 جثة محروقة لمواطنين مجهولي الهوية في ريف دمشق، فيما قتل شخصان في إدلب وآخر في حلب،
وقالت شبكة سوريا مباشر إن انفجارًا هز حي ركن الدين من جهة ساحة الميسات في العاصمة، وقال مصدر عسكري سوري: إن الانفجار الذي وقع في منطقة الزبلطاني في دمشق ناجم عن انفجار قنبلتين قام مسلّحان برميهما في المنطقة، وأشار إلى حصول اشتباكات دامت لمدة 15 دقيقية، فرّ على إثرها المسلّحان، فيما لم يسجّل سقوط ضحايا.
من جانب آخر قال مقاتلون سوريون ونشطاء إن انفجارين هزا مجمعًا أمنيًا على أطراف العاصمة دمشق ما أسفر عن سقوط 100 بين قتيل وجريح. وأعلنت جبهة النصرة الإسلامية المتشدّدة في بيان مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري على مجمع للمخابرات الجوية في ضاحية حرستا قائلة إنه كان يستخدم كمركز للتعذيب وقمع الانتفاضة وقال أحد السكان في ضاحية حرستا ،حيث يوجد المجمّع،: هزات كبيرة حطمت النوافذ ودمّرت واجهات المتاجر.
وذكر سكان أن أحدث تفجير تزامن مع سلسلة من الهجمات شنها مقاتلو الجيش الحر على حواجز طرق تحرسها قوات الأسد على طريق سريع يبدأ من حرستا متجهًا شمالاً ًوفي الأحياء السنيّة من دمشق.
وقال نشطاء المعارضة إن الطائرات السورية قصفت مناطق قرب بلدة أم العصافير على أطراف دمشق كما قصفت المدفعية ضاحية عرطوز ما أسفر عن مقتل امرأة على الأقل.
وأكد المركز الإعلامي السوري أن مجموعة من كتائب الجيش الحر قامت بضرب عدّة حواجز في الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق، مشيرًا إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في العاصمة بين الجيش الحر وعناصر الأمن والشبيحة، استمرت لأكثر من ساعة.
كما وقعت اشتباكات بين الجيشين السوري والحر عند الحاجز الموجود على أوتوستراد درعا، وتمكن الجيش الحر من تدمير 5 دبابات.
وفي ريف دير الزور، تعرّضت مدينة موحسن لقصف بالمدفعية الثقيلة مع الساعات الأولى من الفجر، فيما اندلعت في حمص اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر في شارع القاهرة طبقًا لناشطين.
من جانب آخر أعلن العقيد عارف الحمود، نائب قائد الجيش الحر المعارض انسحاب قوات الجيش من مناطق كانوا يسيطرون عليها في مدينة حمص. وقال الحمود: "إن مسلحي الجيش الحر نفذوا ما أسماه ب«الانسحاب التكتيكي» من مناطق كانوا يسيطرون عليها منذ عدة أشهر في حمص"، حسبما صرّح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس، وأضاف أن القوات التابعة الأسد حشدت قوات كبيرة في مدينة حمص، لتعويض ما وصفه ب«خسائرها» في مواجهاتها مع الجيش الحر.
من جهتها أفادت لجان التنسيق المحلية بأن اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي دارت لليوم الثاني على التوالي ضمن ما سموه معركة تحرير المعرة، وقد أعلن الثوار أنهم سيطروا على ثلاثة حواجز عسكرية قرب معسكر وادي الضيف بمعرة النعمان، كما تمكنوا من السيطرة على المركز الثقافي، حيث أعدم الجيش النظامي 30 شخصًا قبل انسحابه منه الاثنين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القوات النظامية انسحبت من كل الحواجز الواقعة في مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار، باستثناء حاجز واحد عند أحد المداخل، مشيرًا إلى الأهمية الاستراتيجية للمدينة التي تمر بها حكمًا كل تعزيزات النظام في طريقها إلى حلب".
وباتت مجمل مناطق ريف إدلب خارج سيطرة القوات النظامية. وأوضح عبد الرحمن أن المناطق الواقعة شرق وغرب مدينة معرة النعمان هي بين ايدي الثوار.
من جانبه قال التلفزيون السوري إن الجيش النظامي قام بسلسلة عمليات في أحياء مدينة حلب وتمكن من قتل من وصفهم بالإرهابيين والمرتزقة.
وأضاف التلفزيون أن القوات النظامية استهدفت أربع حافلات في حي الشعار كانت تقل مسلحين، وذكر أنه تم تدمير سيارات تحمل رشاشات دوشكا ومضادات للطيران تابعة للمسلحين.
على صعيد متصل تفقد رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت أوزيل الثلاثاء القوات المتمركزة على الحدود السورية التي شهدت حوادث مسلحة مؤخرا بين البلدين.
وأكدت وكالة أنباء الأناضول أن الجنرال التركي سيزور مواقع أخرى على الحدود لتفقد القوات التركية التي عززت بسبب الحرب الدائرة في سوريا.
واتهمت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان قوات المعارضة بتعذيب سجناء أثناء الانتفاضة. وقال المجلس الوطني السوري المعارض في بيان إنه قلق على مصير السجناء السياسيين في المجمع .
وفي باريس، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة النظام السوري بوقف النار من جانب واحد. وقال إثر لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "بلغ الوضع مستوى غير مقبول، من غير المحتمل أن تستمر معاناة الشعب على هذا النحو. لهذا السبب شرحت للحكومة السورية أن عليها ان تعلن فورًا وقفًا أحاديًا لإطلاق النار"، داعيًا المعارضة إلى القبول به.