مواعيد إجراء الكشف الطبي لطلاب وطالبات المدن الجامعية بجامعة جنوب الوادي    مصر تطالب إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بالقانون الدولي    تعادل مثير بين فرانكفورت وفيكتوريا بلزن بمشاركة عمر مرموش    توتنهام يفوز بثلاثية على كاراباج في الدوري الأوروبي    «الأهلي طول عمره جامد».. رد ناري من سيد عبدالحفيظ قبل السوبر الأفريقي (فيديو)    محمود أبو الدهب: القمة بطولة خاصة والأهلي يجب أن يحترم الزمالك رغم مشاكله الفنية    مصرع 4 أشخاص من أسرة واحدة في حادث تصادم بمدينة حلوان    طقس اليوم.. حار نهاراً على أغلب الأنحاء والعظمى في القاهرة 33 درجة    لازم يتأدبوا في السجون.. نقيب الأطباء يعلق على فيديو أطباء التحرش بالمرضى    وزير التعليم: مادة الجيولوجيا لا تدرس كمادة أساسية في أي دولة    سر رفض عاطف بشاي ورش الكتابة في الأعمال الفنية.. أرملته تكشف (فيديو)    حسام حسن: صفقات الأهلي والزمالك قوية.. ومن الصعب توقع مباراة القمة    هشام يكن يضع روشتة فوز الزمالك على الأهلي في السوبر الإفريقي    «عبدالله السعيد مش أكيد».. مدحت شلبي يكشف مفاجأة في تشكيل الزمالك أمام الأهلي    رياضة ½ الليل| الأهلي يختتم مرانه.. جوميز يتمنى فتوح.. بطولة تبحث عن ملعب.. ومجاهد يترشح للجبلاية    كأنهم في سجن: "شوفولهم حلاق يحلقلهم زيرو".. شاهد كيف تعامل محافظ الدقهلية مع طلاب مدرسة    بعد سحب ضابط مطاوي على الأهالي .. داخلية السيسي تضرب الوراق بالقنابل والخرطوش والقناصة!    أسعار الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الجمعة 27 سبتمبر 2024    عقب التراجع الأخير.. سعر الريال السعودي اليوم الجمعة بالتزامن مع إجازة البنوك    القبض على عامل بتهمة النصب على الفنان مصطفى كامل بالعجوزة    لمدة شهر.. غلق كلي للطريق الدائري من المنيب اتجاه وصلة المريوطية    سعر التفاح والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 27 سبتمبر 2024    بمشاركة 4 دول .. ختام فعاليات مسابقات جمال الخيل بمهرجان الشرقية للخيول    عليك تحديد أولوياتك.. توقعات ونصائح برج اليوم 27 سبتمبر    إيمان الحصري تكشف عن تطورات حالتها الصحية    توضيح من معهد تيودور بلهارس للأبحاث بشأن وحود مصابين بالكوليرا داخله    وزير الصحة اللبناني: أكثر من 40 عاملا في مجال الرعاية الصحية استشهدوا في العدوان الإسرائيلي    وزير الداخلية اللبناني: استقبلنا أكثر من 70 ألف نازح في مراكز الإيواء الرسمية    القطار الكهربائي السريع في مصر.. كيف سيساهم مشروع سيمنس في تعزيز قطاع النقل والبنية التحتية؟(التفاصيل)    الأنبا مرقس يترأس الاحتفال بعيد الصليب والقديس منصور بالقوصية    د.حماد عبدالله يكتب: أنا وانت ظلمنا الحب    استشهاد النقيب محمود جمال ومصرع عنصر إجرامي في تبادل إطلاق النيران بأسوان    غرفة التطوير العقاري: لا فقاعة عقارية في مصر.. والأسعار ترتفع بشكل طبيعي    أسباب ارتفاع أسعار الطماطم في السوق.. ومفاجأة بشأن القمح    فلسطين.. الاحتلال الإسرائيلي ينسف مباني سكنية في محيط الكلية الجامعية جنوب غزة    بعد مشادة كلامية مع شقيقها.. فتاة تقفز من الطابق الخامس في الهرم    وزير الداخلية اللبناني: رسائل التهديد الإسرائيلية وصلت للدوائر الرسمية وأجهزة الدولة    بولندا: خسائر السكك الحديدية جراء الفيضانات تبلغ أكثر من 206 ملايين يورو    ارتفاع جنوني في أسعار السفر الجوي من وإلى إسرائيل بسبب تداعيات الحرب    المغرب يحتل المركز 66 عالميًا في الابتكار وفقا للمؤشر العالمي ل2024    «الأوروبي لإعادة الإعمار» يستثمر 3 ملايين دولار في صندوق استثمار فلسطيني    أنغام تستعد لحفلها الغنائي ضمن حفلات "ليالي مصر" في المتحف المصري الكبير    آثار الحكيم حققت النجومية بأقل مجهود    رئيس جامعة الأزهر الأسبق: الكون كله احتفل بميلاد نبينا محمد وأشرقت الأرض بقدومه    مشيرة خطاب: بذلنا جهدا كبيرا للإفراج عن صفوان ثابت وعلاء عبد الفتاح (فيديو)    أفضل الطرق لمنع فقدان العضلات مع تقدم العمر.. نصائح للحفاظ على قوتك وصحتك    أحمد الطلحي: سيدنا النبي له 10 خصال ليست مثل البشر (فيديو)    أحمد الطلحي: الصلاة على النبي تجلب العافية للأبدان (فيديو)    لمحة عن مسلسل «مطعم الحبايب» بطولة أحمد مالك وهدى المفتي (فيديو)    نائب رئيس هيئة الأركان الأردني الأسبق: إسرائيل تريد اجتياح لبنان لمواجهة إيران    وزير التعليم: من الآن مفيش مدرس هيخاف تاني من طالب    حملة "100 يوم صحة" قدمت أكثر من 89 مليونا و740 ألف خدمة مجانية خلال 56 يومًا    أول تعليق من «الأزهر» على تلاوة القرآن الكريم مصحوبًا بالموسيقى: «جريمة»    عادات يومية من أجل الاستمتاع بيومك للتخلص من التوتر نهائيا    وزير التعليم: نستهدف تدريس البرمجة كلغة أساسية.. المنافسة في سوق العمل ستكون عالمية    دار الإفتاء: المشاركة في ترويج الشائعات حرام شرعًا    نقابة المعلمين تنعى مدير مدرسة توفي بأزمة قلبية أثناء اليوم الدراسي بالمنصورة    وزير الصحة يستعرض تحديات صناعة الأدوية محليا وسبل توطينها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صاحب أول رصاصة فى رقبة «بابا» كان تلميذا لشقيق سوزان مبارك فى نادى الرماية
نشر في الصباح يوم 07 - 10 - 2012

بعد ثلاثين عاما من الرغبة فى كتابة مذكراتها مع أبيها الرئيس الراحل أنور السادات، حسمت «رقية» القرار، ليصدر هذا الأسبوع كتابها «ابنته» الذى يتضمن سيرة حياة بطل الحرب والسلام، ويواكب الكتاب الذكرى التاسعة والثلاثين لنصر أكتوبر، والذكرى الواحدة الثلاثين لاغتياله فى 6 أكتوبر 1981.
كشفت «رقية» فى هذا الكتاب عن حملها أربع رسائل للرئيس السادات طوال فترة حكمه التى امتدت إحدى عشرة سنة، رسالتان شفهيتان وأخريان مكتوبتان، الرسالة الأولى المكتوبة كانت من «على أمين» وقت أن كان فى لندن، حيث قابلته أثناء زيارتها لعبدالحليم حافظ فى المستشفى الذى كان يعالج به فى عام 1965، وطلب منها أن يزورها فى اليوم التالى، وبالفعل التقيا وأعطاها رسالة مفتوحة وطلب منها أن تقرأها قبل أن تسلمها لوالدها، لكنها رفضت وسلمتها دون الاطلاع عليها، وتمر الأيام ويصدر الرئيس قرار العفو عن «على أمين» وعيّنه بالأهرام، أما الرسالة الثانية المكتوبة فكانت من الأنبا «متى المسكين» الذى قابلته «رقية» فى مستشفى السلام عام 1980، كما تروى وعرّفها عليه صديق العائلة الدكتور جمال نجيب، وقد طلب منها الأنبا متى المسكين أن تزوره فى الدير، وهناك أعطاها رسالة مكتوبة للسادات، فى حين جاءت الرسالة الشفاهية الأولى من السفير حسن أبوسعدة، سفير مصر فى لندن، الذى أبلغها أنه «تمت دراسة تحركات مشبوهة ومريبة من حسنى مبارك وأبوغزالة لقلب نظام الحكم»!!.. وبالفعل نقلت الرسالة للسادات.. الذى لمعت عيناه.. وأول مرة أراه «يتاخد» ويقول: «لماذا ياركا يابنتى! إننى سأتنحى عن الحكم بعد 25 أبريل 1982 وهو كنائب سيتولى رئاسة الجمهورية»!! وسرح أبى شاردا بعض الوقت. أما الرسالة الشفاهية الثانية فكانت من قِبل الملك فيصل، الذى التقت به فى السعودية 1972، بعد انتهائها من مناسك الحج، وكان نص الرسالة :«قولى له: فيصل ينبهك إلى أن تنتبه إلى القذافى! لأنه- ومؤكد أن فخامة الرئيس يعلم ذلك- كان الرئيس جمال عبدالناصر قد وضعه فى مستشفى «بهمن» النفسية فى المعادى! فتساءلت مندهشة: ماذا تقول جلالتك،؟! فقال.. نعم.. وفخامة الرئيس يعلم ذلك بالتأكيد..! قلت له: وماذا بعد؟ لا شىء.. لقد انتهت الرسالة».
أرض المهندسين
الكتاب فى مجمله لقطات عن الرئيس السادات وعلاقاته بمن حوله وأخلاقه ومميزاته ومواقفه، ومن ذلك ما روته عن رفضه أن تكون له قطعة أرض فى المهندسين، مثل العديد من رجال ثورة 1952: «..وكان مجلس قيادة الثورة قد اختار قطعة أرض فى حى المهندسين، وهى منطقة متفرعة من شارع البطل أحمد عبدالعزيز، وخصصها لضباط المجلس، كل ضابط له قطعة أرض، لكن بابا رفض.. لأنه كره أن يكون له عائد من الثورة، فكانت لديه من القناعة وعزة النفس ما يجعله يمتنع عن مثل هذه السلوكيات من استغلال النفوذ، وقد قبل عدد من قيادات الثورة مثل هذه الأراضى مثل عمى عبدالحكيم عامر، وحسين الشافعى، وكمال الدين حسين.. وآخرين، ومن هنا جاء اسمه شارع «الثورة» نسبة إلى ضباط مجلس قيادة الثورة».
الأزمة القلبية الأولى للسادات
وتحكى «رقية» قصة أول أزمة قلبية حدثت للسادات، بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتولى كمال الدين حسين رئاسة المؤتمر القومى بدلا من أبيها « فى عام 1960 وقبل الانفصال عن سوريا بعام تولى بابا رئاسة الاتحاد القومى، ولإنشاء الاتحاد القومى قصة.. فعندما أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قراره بإلغاء الأحزاب عام 1953، كان لابد من بديل، تنظيم شعبى، فأنشأوا هيئة التحرير.. التى أطلق عليها فى عام 1959 الاتحاد القومى، ثم تحول فيما بعد إلى الاتحاد الاشتراكى، وتولى بابا رئاسته، لأن جمال عبدالناصر كان يؤمن إيمانا راسخا بقدرته على مواجهة الجماهير والخطابة والإقناع.. وهذه قدرة عند بابا عالية جدا.. وفى عام 1960 كانوا فى مؤتمر بأسوان، وبعد أن انتهى المؤتمر أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قرارا بأن يتولى كمال الدين حسين رئاسة المؤتمر القومى!! وعاد بابا إلى القاهرة بأول أزمة قلبية شديدة».
أأمن إنسان على البلد
وتروى ابنة السادات قصة تعيينه نائبا لجمال عبدالناصر والأسباب التى دفعت الأخير لاتخاذ هذا القرار: « فى عام 1969 عينه الرئيس جمال عبدالناصر نائبا له، وكان لذلك أسباب، منها الظروف الصحية أولا.. فأول أزمة قلبية يصاب بها الرئيس جمال عبدالناصر كانت فى 1969، لكن لم يعلن عنها.. كما أن مصر دعيت إلى مؤتمر القمة الإسلامى فى المغرب، وطبعا ممثل مصر هو الرئيس جمال.. وفكر فى بابا ليكون نائبا له.. وأنا متأكدة أن الرئيس جمال عبدالناصر كان حكيما جدا فى ذلك القرار، لأنه كان يعلم أن أبى هو الوحيد- من أعضاء مجلس قيادة الثورة- الذى لا يبتغى أى مكاسب من أى نوع، ولا أى مصالح، وأن الصداقة بينهما قوية، ومتينة جدا- على مدى السنين- وفوق كل اعتبار، رغم الدسائس والوشايات من جهات وشخصيات عديدة، أذكر منهم: على صبرى، عبدالمحسن أبوالنور، وقد حاولا الإيقاع بينهما.. وأيقن الرئيس جمال أن بابا هو أأمن إنسان على هذا البلد، فكلفه بهذا المنصب».
ومن القصص التى ذكرتها «رقية» حكاية عن البدايات الأولى لاشتغال الراحل كمال الشاذلى بالسياسة: « فى صيف 1959 كنت عند أبى فى بيته فى الهرم نتناقش فى أمور ما.. وفى أثناء نقاشنا وصلت الأستاذة نوال عامر.. وكانت أمينة المرأة فى الاتحاد القومى.. وهى سيدة جميلة وشهمة ونظيفة.. ثم ظلت نائبة فى مجلس الأمة من عام 1959 إلى وقت مماتها فى أواخر الثمانينيات- رحمها الله- عن دائرة السيدة زينب.. جاءت ومعها شاب صغير، ومما لفت انتباهى إليه أنه «معضّم» !! وكان لابسًا « صندل» وتحته «شراب» بينما الطقس حار لأننا فى الصيف!! وقد أتت بهذا الشاب ليتعرف إلى أبى، لأنه متقدم لخطبة أختها.. وكان حديث التخرج فى كلية الحقوق وتريد أن تشبكه فى السياسة من خلال المؤتمر القومى.. وهذا الشخص هو كمال الشاذلى!! فمن أين هذا «التُّخن» الذى جاء بعد ذلك!! وطوال عمره لم يصرح بأن الذى أدخله إلى الحياة السياسية هو أنور السادات!!».
أزمة وستمر
وترصد إحساس والدها بأن نكسة 1967 أزمة وستمر من خلال ملاحظتها أن التمثال الذى أهداه لها عن جمال عبدالناصر، لم يعد فى مكانه ببيتها: «..وأتذكر هنا قصة تبين إحساسنا بمرارة الهزيمة.. فعندما تزوجت أهدانى أبى تمثالا لجمال عبدالناصر، ووضعته فى الممر الواقع بين الغرف، وكلما زارنى نظر إليه مطمئنا، فلما حدثت هزيمة 67 شعرنا أن نفوسنا هى التى هزمت.. وهو إحساس عاناه جيلنا، ولم يعانه من بعدنا مثلنا.. كسرة نفس لا أعادها الله، فأزلت التمثال من مكانه ووضعته فى حجرة داخلية، وجاء بابا فسألنى: أين تمثال عمك جمال؟ فأجبته أنه فى الحجرة.. فأمرنى قائلا«ما يتشالش من مطرحه.. هذه أزمة وستمر..» .. قال ذلك وهو متألم، لكنه أراد أن يعلمنى احترام الكبير..احترام الرمز.. وأن الهزيمة من الممكن تخطيها».
وتشير «رقية» إلى أن الرئيس السادات عمل منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة مصر، على ضرورة استعادة أرضها، فالأرض له عِرض، لا يمكن التفريط فيه، من هنا جاء قرار حرب أكتوبر والتخطيط الجيد له، وأشارت إلى طقوسه التى قام بها قبل ساعة الصفر: «قبل حرب أكتوبر بعشرة أيام سافر إلى البلد.. فعندما يفكر فى اتخاذ قرار مهم.. مصيرى.. فإنه يسافر إلى هناك كأنه يستلهمه من خضرتها وطيبتها ونقائها وصفائها، وكان لديه ممشى فى حديقة الموالح خلف البيت.. ممشى ترابى بلا أسفلت.. وسط الطين.. يجلس فى هذا الممشى سعيدا مبتهجا، وأيضا من طقوسه بعد أن يقرر ما يقرر، يذهب إلى السيد البدوى فى طنطا.. وهو أمر أساسى بالنسبة إليه، حيث يستبشر بهذه الزيارة.. وكان يتعبد فى المسجد ويناجى ربه، ثم يعود إلى القاهرة، أما عن ساعة الصفر.. فلم يكن يعلم بها إلا القادة الكبار المعنيون بتخطيط الحرب وإدارتها».
تساؤلات
الكتاب يكشف- أيضا- عن تساؤلات فى ذهن «رقية»، لا تقدم لها إجابة واضحة، وإن كان الطرح يحمل فى طياته الإجابة، فتقول: « كان منير ثابت- أخو سوزان مبارك- يرأس نادى الرماية فى الهرم فى يوليو 1981، وما سأقوله الآن شىء غريب ومحير وأرجو أن يرد علىَّ أحد فى هذه النقطة، ألا وهى أن الأول على دفعة الرماة فى نادى الرماية اسمه عبدالحميد، هو نفسه صاحب أول رصاصة فى رقبة بابا!!».
تطرح «رقية» كذلك أزمة السادات مع عثمان أحمد عثمان وجلال الحمامصى، بسبب هجومهما على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتتطرق إلى أسباب رفضه الذهاب إلى السويد لاستلام جائزة نوبل للسلام، لشعوره بغصة وألم، أن يحصل عليها مناصفة مع مناحم بيجين، فهو صانع للسلام وليس بيجين حتى يفرضوه شريكا له فى هذا الإنجاز الكبير، وتكشف عن دوافع امتناعها عن الذهاب للنصب الذكارى فى ذكرى استشهاد السادات، وذلك حينما قررت فى الذكرى ال«17» ألا تتلقى عزاء والدها فى الشارع، بل يجب أن تكون ذكراه فى بيت العائلة، وهو الأمر الذى لم يستجب له أخوها جمال، فقررت عدم الذهاب حتى الآن.
وفى الكتاب شنت «رقية» هجوما على الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وانتقدت كتاباته، كما أعربت عن عدم إحساسها بالأمان تجاه الرئيس السابق حسنى مبارك منذ أول لحظة رأته فيها، ووصفته بأنه إنسان لديه طموحات أكبر من إمكانياته.
صاحبة السيرة سردت حكايات عن تواضع والدها فى تعامله مع الجميع، وطموحه ورؤاه المستقبلية وتخطيطه لمصر، ومن ذلك فكرته فى إنشاء المدن الجديدة.
يقع الكتاب الذى يصدر هذا الأسبوع عن دار «نهضة مصر» فى 280 صفحة، ومزود بملحق لصور نادرة للسادات فى مختلف مراحل حياته، وكذلك إقرار الذمة المالية للرئيس السادات بعد اغتياله، وقد صاحب الكتاب رسومات للفنان عمرو فهمى.
تطرح رقية كذلك أزمة السادات مع عثمان أحمد عثمان بسبب الكتاب الذى أصدره، وفيه هجوم على الرئيس جمال عبد الناصر، وكان ذلك فى عام 1981 فى تلك الفترة فوجئ بابا بأن عمى عثمان أصدر كتابا اسمه: « تجربتى» يشرح فيه كيف أمم جمال عبد الناصر شركته شرحا بالتفصيل، وأنه بنى فيللتين فى شارع نهرو فى مصر الجديدة لأولاد جمال عبد الناصر هدية لهم، وغضب بابا أن عمى عثمان يقيم ليل نهار معه، ثم يفاجأ بأنه أصدر كتابا لايعلم عنه شيئا!! وقد يفهم البعض أن بابا لديه فكرة عن الكتاب، بل إنه وافق على كل ما جاء فيه، خاصة بعض التفاصيل عن حياة جمال عبد الناصر، وهو أمر لم يكن السادات ليسمح به إطلاقا، فممنوع عنده أى تجاوز ضد جمال عبد الناصر، وقد اتخذ السادات نفس الموقف من جلال الحماصى عندما أصدر كتابا ضد عبد الناصر: « وفى العام نفسه أصدر جلال الحمامصى كتابا ينهش فى سمعة جمال عبد الناصر، وكانت أزمة ضخمة بين بابا وعمى عثمان من جهة، وبابا وجلال الحمامصى من جهة أخرى.. وتصاعدت الأزمة حتى أصبحت الصحف ساحات قتال قلمى تهاجم الرئيس جمال من خلال عمى عثمان والأستاذ جلال الحمامصى، وصدرت من بابا تصريحات أنه لا يعلم شيئا عن الكتابين، وما جاء فيهما».
مبارك وراء اعتقالات سبتمبر
وتحاول رقية أن تبرئ والدها من اعتقالات سبتمبر، وتؤكد أنها جاءت طبقا لتقارير، رفعتها جهات متعددة، ومنها تقارير قدمت إليه من نائبه حسنى مبارك: « كثير من الناس يحاكمون أنور السادات على اعتقالات سبتمبر، رغم أنها كانت بناء على تقارير من النائب محمد حسنى مبارك، هذا النائب كان يرسل تقارير إلى بابا، ووزير الداخلية كان يرسل أيضا، والمخابرات العامة، وأمن الدولة، والأمن العام.. وأنا لا أقول أسرارا عسكرية، فهذا واقع معروف، وبناء على هذه التقارير، التى يكون مكتوبا فيها الأسماء، وبناء على التحريات التى تصل إلى رئيس الجمهورية، وعندما تكون نتائج التحريات من كل هذه الجهات تقريبا واحدة أو متقاربة أو متكاملة، فلابد عندئذ من أن يتخذ رئيس الجمهورية قرارا يحمى البلد، بناء على ما وصل إليه، فجاءت قرارات اعتقالات الخامس من سبتمبر 1981 الشهيرة، لأن السادات كان يريد أن يحدث استقرارا فى الجبهة الداخلية».
وتكشف رقية أن وصية والدها لم تنفذ حتى الآن، وهى أن يدفن فى وادى الراحة: « كنت أتمنى أن يدفن أبى هناك كما وصى، ووصية الميت تظل معلقة حتى يحققها ذووه، ولو كان الأمر بيدى لنقلت رفاته إلى حيث وصى بابا، وسوف يحاسب على منع الوصية من التحقيق من وقف بسلطته ليمنعها» وتروى عن تفاصيل الجلسة التى أوصاها فيها بالدفن فى وادى الراجة، وكانت فى ميت أبو الكوم: « تعرفين يا راكا يا بنتى أنى لن أدفن هنا- يقصد البلد- لكنى قررت أن أدفن فى وادى الراحة، وقررت أن أنشئ مجمعا للأديان، ليكون مزارا عالميا لأهل الأديان جميعا، وننعش سيناء بالكامل، بالإضافة إلى أننا سنعمر سيناء بالبشر، لأنهم هم خط الدفاع الأول عن مصر من الشرق، وهى أفكار رائعة من أجل مستقبل مصر، وكان أبى عندما يذهب إلى وادى الراحة.. كان يسافر بمفرده فى مناجاة هادئة مع الله، حيث جبل موسى وجو روحانيات بلا حدود، وكان أبى يحب هذا الجو حبا كبيرا».
ألم بسبب مناصفة نوبل
وتتطرق إلى أسباب رفضه الذهاب إلى السويد لاستلام جائزة نوبل للسلام، لشعوره بغصة وألم، أن يحصل عليها مناصفة مع مناحم بيجين، فهو صانع للسلام وليس بيجين حتى يفرضوه شريكا له فى هذا الإنجاز الكبير، وتكشف عن دوافع امتناعها عن الذهاب للنصب الذكارى فى ذكرى استشهاد السادات، وذلك حينما قررت فى الذكرى ال17 ألا تتلقى عزاء والدها فى الشارع بل يجب أن تكون ذكراه فى بيت العائلة، وهو الأمر الذى لم يستجب له أخوها جمال، فقررت عدم الذهاب حتى الآن.
وفى الكتاب شنت رقية هجوما على الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وانتقدت كتاباته، كما أعربت عن عدم إحساسها بالأمان تجاه الرئيس السابق حسنى مبارك منذ أول لحظة رأته فيها، ووصفته بأنه إنسان لديه طموحات أكبر من إمكانياته، وكيف أنها فرحت كثيرا بثورة 25 يناير، التى تم فيها خلع مبارك: « فالعبرة بالخواتيم فى نهايات الزعماء.. فحسنى مبارك جرف الأخلاق والأرض والماء والهواء، وكل شئ فى مصر على مدى ثلاثين عاما.. لقد شكرت الله جدا جدا يوم صدور الحكم عليه، ويوم دخوله السجن».
صاحبة السيرة سردت حكايات عن تواضع والدها فى تعامله مع الجميع، وطموحه ورؤاه المستقبلية وتخطيطه لمصر، ومن ذلك فكرته فى إنشاء المدن الجديدة : « كان بابا يقصد من إنشاء المدن الجديدة تخفيف الحمل السكانى عن القاهرة المرهقة المتعبة المستهلكة.. كما أن هذه المدن ستستوعب الشباب عملا وإسكانا وحياة جديدة أفضل، وفى إطار هذه الرؤية.. تم توزيع عدد من الفدادين على كل شاب، ليزرع ويأكل ويبيع ويصدر، وهذا يقتضى أن يبنى الشاب بيتا خاصا به... وبعد مقتل أبى راحت هذه المدن للمستثمرين الذين يضعون الأرباح الطائلة فى جيوبهم».
طلقات سريعة
تحت عنوان « طلقات سريعة» اختارت رقية أن ترد على بعض الذين وجهوا انتقادات للرئيس السادات، ومن ذلك ردها على ما قاله اللواء فؤاد علام: لو قرأ أنور السادات سطرا واحدا عن مؤامرات الإخوان لأراحنا واستراح، وما كانت مصر قد وقعت فى دائرة العنف التى انفجرت فى أوائل السبعينيات.. وراح هو ضحيتها فى أوائل الثمانينيات، وقد ردت عليه رقية بقولها: « كان للإخوان المسلمين مواقف شديدة من جمال عبد الناصر، مثل محاولة اغتياله فى 26 من أكتوبر 1954 فى ميدان المنشية، وقد حدث ظلم لهم، لكن هذا الظلم بسببهم هم، فهم يشتغلون فى الظلام، ولا يشتغلون فى النور طوال تاريخهم، ولما تولى أنور السادات أحب أن يعوضهم إلى حد ما، وينزع عنهم الظلم الذى تعرضوا له، فاعطاهم حرية الحركة، لكنهم أساءوا استعمالها، لاعتيادهم العمل فى الظلام، وأقول للواء فؤاد علام إن بابا قرأ جيدا تاريخ الإخوان المسلمين، لكنه أحب أن يعطيهم وضعهم الإنسانى كفصيل من فصائل المجتمع، لكنهم أساءوا استخدام الحرية وقتلوه».
يقع الكتاب الذى يصدر هذا الأسبوع عن دار نهضة مصر فى 280 صفحة، ومزود بملحق لصور نادرة للسادات فى مختلف مراحل حياته، وكذلك إقرار الذمة المالية للرئيس السادات بعد اغتياله، وقد صاحب الكتاب رسومات للفنان عمرو فهمى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.