هدأت بالأمس ثورة سائقى الميكروباص بعد أن كادت تحرق وسائل المواصلات وتفتك بالأبرياء من الركاب والمارة والأطفال وتحرق ممتلكات الدولة التى لا يمكن حصرها، وكانت على شفا حفرة سيتحد فيها سائقو النقل العام مع سائقى الميكروباس تضامنا معهم، وكانت البداية ستنطلق من موقف أتوبيس أحمد حلمى. ولم تكن تلك الثورة وليدة اليوم فمنذ مارس 2011 ومع استمرار تبعات اندلاع الثورات فى مصر، اندلعت ثورة سائقى الميكروباص واتجهت السيارات العاملة فى موقف أحمد حلمى فى طابور طويل لتغلق ميدان الجمهورية وعابدين والأوبرا والعتبة والموسكى والأزهر، انتظارا لوصول المدد من زملائهم فى المواقف الأخرى، مع اتجاه النية لحرق مبنى جراج العتبة الذى يقع فيه مقر إدارة مشروع السرفيس بالقاهرة. تصادف ذلك حينها مرور رئيس حى الموسكى آنذاك اللواء دكتور مجدى الغباشى الذى لم يتمكن من المرور فانتابه الفضول ليسأل عن هذا المشهد وهل هو إحدى احتفاليات الثورة، فكانت الإجابة أنها ثورة سائقى الميكروباص على إدارة السرفيس وجاؤوا ليغلقوا الميادين ويحرقوا مبنى جراج بالعتبة والذى يقع فيه أيضا مقر حى الموسكى. تمكن الغباشى من التحدث إليهم وتجمعوا حواله واستمعوا إليه بأن هذا التصرف لن يأتى إلا بالخراب ولن تحل مشكلتهم، وتم انتقاء بعض العناصر منهم واجتمعوا بمكتبه وتم عقد اجتماع طارئ للمجلس المحلى بالموسكى، وعلى الهاتف تم التحدث مع المشرف على المشروع نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية اللواء محمد هاشم وإطلاعه على خطورة الموقف وأن هناك أزمة تحتاج للاستماع لمطالب السائقين والعمل على حل ما يمكن منها. وكانت مطالبهم تنحصر فى تخفيض قيمة الكارتة بنسبة 75% فى ظل الأقساط المتراكمة على سياراتهم وارتفاع الأسعار والتمكن من الوفاء بالالتزامات المالية على السيارات وإعادة النظر فى المبالغ المتراكمة على بعض أصحاب السيارات الذين يرقدون فى منازلهم بين موت وحياة بعد إصابتهم فى حوادث. تمت الاستجابة لمطالبهم فى حينها وقبل مغادرتهم لمكتب الغباشى رئيس حى الموسكى وافق الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة الأسبق على تخفيض قيمة الكارتة كما طلبوا، مع جدولة المديونيات المستحقة عليهم، وسارت الأحوال على ما يرام، إلى أن تم رفع قيمة الكارتة لحصول وزارة المالية على ما كانت تتحصل عليه محافظة القاهرة لتضطر المحافظة إلى زيادة القيمة كاملة وإن كانت هى نفس القيمة التى تم الاتفاق عليها من قبل، إلا أنها من وجهة نظر السائقين زيادة 100% بصرف النظر عن تقسيم الحصيلة بين المالية والمحافظة، وهو ما لم يعترف به السائقون، مع التزامن بتجديد التراخيص ليصطدموا بقمية المخالفات التى تم تحرير البعض منها خلال فترة الانفلات الأمنى بالبلاد وغياب عسكرى المرور عن الشارع، لتلتهب من جديد ثورة السائقين. ونعود للغباشى الذى كان محور الموضوع فى كبح جماح حريق ثورة السائقين، قال أحد المسؤلين بالمحافظة للغباشى الذى أطفأ نيران العتبة "وانت مالك" ما تتحرق، وكانت هى أيام فاصلة وتمت إحالة الغباشى إلى العمل بشؤن العاملين بالمحافظة، دون إخطاره وفوجىء بإبلاغه من جانب موظفى الحى أثناء حضوره اجتماع بالمحافظة أن رئيس جديد للحى وصل، إلى أن استجابت وزارة التنمية المحلية لمظلمته وعاد رئيسا لحى العمرانية ومنها رئيسا لمدينة منشأة البكارى وكفر غطاطى، فى انتظار قرارا جديدا إما يطفىء ناره أو يشعل ثورته.