من وقت لآخر، يعاني معظمنا من أعراض ضيق التنفس بعد نوبة سعال أو صفير في الصدر أثناء مواسم الحساسية. ولكن متى تصبح هذه الأعراض الشائعة مصدراً للقلق أو إشارة على الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة؟ أعراض المشاكل الرئوية الخطيرة يمكن أن تظهر أعراض مشاكل الرئة في صور عديدة، ولكن أكثرها شيوعاً هو ضيق التنفس، صفير الصدر، وصعوبة استنشاق الهواء أثناء موسم الحساسية. يمكن أن تؤدي حبوب اللقاح أو بعض المهيجات الموسمية أيضاً إلى ظهور هذه الأعراض. قد تعتقد للوهلة الأولى أن هذه الأعراض لا تظهر سوى أثناء استيقاظك، ولكن ربما تعاني في نفس الوقت، ودون أن تدري، من صعوبات في التنفس أثناء النوم، والتي تظهر غالباً في شكل غطيط مزعج. يعتبر الغطيط أحد الأعراض الشائعة لتوقف التنفس أثناء النوم وهو يتطلب زيارة أخصائي الرئة للاطمئنان على صحتك. مسببات الأعراض الرئوية بشكل عام، يمكن ربط الصفير وضيق التنفس ببعض الأمراض الرئوية البسيطة مثل الأنفلونزا الموسمية ونزلات البرد، ولكن يمكن أن تكون أيضاً مرتبطة بحالات أكثر خطورة مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي. ولكن في كل الأحوال، فإن تلك حالات مؤقتة يستطيع الطبيب التعامل معها بكل سهولة. على الجانب الآخر، تظهر بعض المشاكل الرئوية بسبب أمراض أكثر خطورة تتطلب تدخل طبيب متخصص في أمراض الصدر والرئة. على سبيل المثال، يمكن أن يكون ضيق التنفس وصفير الصدر ناجماً عن الربو، وهو مرض رئوي خطير قد يؤدي في حال إهماله إلى الوفاة بسبب التعرض لنوبة مفاجئة. أيضاً يمكن أن تكون صعوبة التنفس والسعال المزمن أحد أعراض بعض الأمراض الرئوية الخطيرة مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن أو الانسداد الرئوي المزمن أو انتفاخ الرئة أو حتى سرطان الرئة. تشخيص الأمراض الرئوية الخطيرة الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت مشاكل التنفس التي تعاني منها ناجمة عن أمراض خطيرة أم لا، هي زيارة طبيب متخصص في أمراض الصدر والرئة، فهو الوحيد الذي على دراية بآليات وصول الأكسجين إلى كافة أجزاء الجسم، وبالتالي يستطيع تحديد ما إذا كانت هذه الأعراض مثيرة للقلق من عدمه. في هذه الأثناء، إذا كنت قلقاً بشأن صحة رئتيك، فإن التوقف عن التدخين يعتبر أولوية قصوى. التدخين هو سبب رئيسي للإصابة بالسرطان والانتفاخ الرئوي. وبرغم أن الإقلاع عن التدخين وحده لن يؤدي إلى شفاء الرئة المصابة، إلا أنه سيساعد على التخفيف من الأعراض حتى تتلقى العلاج المناسب. الفحوصات الطبية لمرضى الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة قد يطلب طبيب أمراض الرئة إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد أسباب الأعراض التي تعاني منها، مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية، وهو إجراء شائع في مثل هذه الحالات. يبدأ تشخيص الانتفاخ الرئوي ومرض الانسداد الرئوي المزمن بإجراء اختبار وظائف الرئة (PFT)، والذي يقيس قدرة الرئتين على حمل وتحريك الهواء إلى الداخل والخارج. وعلاوة على ذلك، قد يطلب الطبيب إجراء الفحص من خلال التصوير المقطعي عالي الدقة (HRCT) والذي يعطيه صورة مرئية تساعد في تشخيص حالة الجهاز التنفسي. وعلاوة على ذلك، قد يطلب الطبيب إجراء تحليل درجة توصيل الأكسجين من خلال نظام الأوعية الدموية لتحديد الأسباب المؤدية إلى ظهور الأعراض المرضية التي تعاني منها. وتشمل اختبارات الكشف عن سرطان الرئة تحليل صورة الدم والتصوير بالأشعة المقطعية لتحديد المناطق المصابة في الرئة. علاج الأمراض الرئوية يشمل علاج الأمراض الرئوية الخطيرة اللجوء إلى العلاجات الكيميائية والإشعاعية في حالات سرطان الرئة، والعلاج بالأكسجين لمرضى الانسداد الرئوي المزمن وانتفاخ الرئة. وبالإضافة لذلك، قد يوصي الطبيب باستنشاق المضادات الحيوية وتناول الأدوية الموسعة للشعب الهوائية مثل بخاخات الهباء الجوي، كما قد يتناول المريض بعض الأدوية عن طريق الفم للمساعدة في توسيع الممرات الهوائية. توصف هذه الأدوية أيضاً لمرضى الربو المزمن.