الفريق أحمد خالد: نمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية القيادة العامة للقوات المسلحة سعت إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى أكد الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، أن يوم 21 أكتوبر عام 1967 يعتبر يوم العزة والكرامة واستعادة الثقة ليس للقوات البحرية فقط ولكن للقوات المسلحة ككل، وكسر صلف وغرور العدو، حيث قامت فيه القوات البحرية بأول عمل عسكرى مصرى بعد نكسة 1967، والذى يعد معجزة عسكرية بكل المقاييس فى ذلك الوقت. وكشف قائد القوات البحرية، خلال حوار بمناسبة الاحتفال بعيد القوات البحرية ال52، عن كثير من التفاصيل فى تطور قدراتنا العسكرية.. وإلى نص الحوار.. * سيادة الفريق.. حدثنا عن التطورات فى الأنظمة لقدراتنا العسكرية القتالية والفنية وما مدى ارتباط هذه السياسة بتأمين الأهداف الحيوية بالبحر المتوسط والبحر الأحمر ؟ - فى ظل تدهور الأوضاع الأمنية فى منطقة الشرق الأوسط وكثرة الصراعات وتأثر الأمن القومى المصرى والعربى بتلك الأوضاع الأمنية سعت القيادة العامة للقوات المسلحة من خلال خطط التسليح إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية بالتعاقد على أحدث النظم القتالية والفنية وكان آخرها امتلاك مصر لحاملات المروحيات طراز (ميسترال) والفرقاطات الحديثة طراز (فريم وجوويند). ولنش الصواريخ الروسى طراز (مولينيا) والغواصات طراز 209/1400، مما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية الأمر الذى جعلها من أكبر البحريات بالبحر المتوسط ذات ذراع طويل قادرة على حماية مصالحنا القومية فى الداخل والخارج وتمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية. * وكيف ترى مستقبل الصناعات العسكرية المشتركة للقطع البحرية بشركة ترسانة الإسكندرية وكذلك ما يتم بناؤه فى ترسانة القوات البحرية وهل تضيف هذه القطع البحرية لقواتنا البحرية ؟ - القوات البحرية تفخر بالتصنيع المشترك لعدد من القطع البحرية مثل الفرقاطة «الفاتح» والفرقاطة «المعز» من طراز (جوويند) والتى تم بناؤها فى شركة ترسانة الإسكندرية واللنشات (28 مترًا) التى تم بناؤها فى ترسانة القوات البحرية، والتصنيع المشترك التى تقوم به القوات البحرية ساهم بشكل مباشر فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل فى المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية مما يساهم فى دعم الأمن القومى المصرى فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا ويعتبر التصنيع المشترك أول خطوة على طريق النجاح حيث تتمكن الأيدى العاملة المصرية من اكتساب الخبرات والحصول على المعرفة من الشريك الأجنبى حتى تصل بإذن الله إلى مرحلة التصنيع بأيدى مصرية بنسبة 100٪. * يقاس تقدم الشعوب بمدى امتلاكها منظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنيات القادرة على الابتكار والتطوير والبحث وبناء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفنى والصيانة والإصلاح.. كيف يترجم هذا داخل قواتنا البحرية ؟ - تصلنا يومًا بعد يوم رسائل من كبرى بحريات دول العالم تنم عن الإشادة بالتطور الهائل والمتنامى للقوات البحرية والعمل الجاد والدؤوب والدعم اللامتناهٍ من القيادة السياسية والعسكرية بالدولة بالتركيز على أهم مكونات القوة البحرية وهى أولًا العنصر البشرى والذى يتم تأهيله بالمنشآت التعليمية للقوات البحرية بدءًا من الجندى المقاتل وانتهاءً بقادة الوحدات والتشكيلات على أحدث ما وصل إليه العلم العسكرى البحرى وباستخدام مناهج مطورة ومحاكيات تدريب ووسائل تعليمية على مستوى عالمى، بالإضافة إلى اكتساب الخبرات مع بحريات الدول المتقدمة من خلال الدورات المنعقد بالخارج أو المشاركة فى التدريبات المشتركة، وثانيًا منظومة تأمين فنى على أعلى مستوى حيث تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية. تتمثل فى كل من (ترسانة القوات البحرية - الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن - شركة ترسانة الإسكندرية)، وهى تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفنى وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقًا لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة. وقد بدأت بالفعل فى تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز (جوويند) بالتعاون مع الجانب الفرنسى، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة. * ما هو الغرض من إنشاء قواعد جديدة؟ - اتساقًا مع قيام القوات البحرية بزيادة قدراتها فى مجال الوحدات البحرية عن طريق تدبير وحدات جديدة. تصنيع مشترك، زيادة القدرات فى الصيانة والإصلاح يتم على التوازى إنشاء قواعد جديدة لاستيعاب أكبر عدد من القطع كذا توفير قواعد لوجستية ومناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحريثة توفر الانتشار المناسب والمتوازن بكلا مسرحى العمليات البحرى (المتوسط/الأحمر) بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية فى اتجاه التهديد فى أقل وقت ممكن. * كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلى قواتنا البحرية وكذا طلبة الكلية البحرية للتعامل مع هذه المنظومات ؟ - سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى للقوات المسلحة ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين، وهو معنى بتأهيل الفرد المقاتل (فنيًا - تخصصيًا - لغويًا - تدريبيًا) ليكون قادرًا على استيعاب التطور العالمى فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة. وتسعى القوات البحرية للاستمرار فى تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف فى جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقرى للقوات البحرية. * مع استمرار العملية الشاملة بسيناء والذى كان الهدف منها تطهير سيناء من العناصر التكفيرية الإرهابية ما هو الدور الذى تقوم به قواتنا البحرية فى هذه العملية؟ - القوات البحرية كفرع رئيسى بالقوات المسلحة المصرية وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية تقوم بتأمين الأهداف الإستراتيجية / التعبوية / التكتيكية على جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة كما تقوم بأداء دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء، هذا الدور يتلخص فى عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر كذلك منع أى دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أى عائمات أو سفينة مشتبه بها، مع قيام عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء. وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كل الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة بسيناء للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة. * شاركت قواتنا البحرية فى العديد من التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة فى المنطقة.. ما هى أوجه الاستفادة من تلك التدريبات لكلا الجانبين ؟ - إن الجهود التى تبذلها القيادة السياسية على الساحة الدولية بهدف توطيد وتعميق أواصر التعاون مع كل الدول الصديقة والشقيقة ودول الجوار والمتزامنة مع التطور غير المسبوق (كمًا ونوعًا) فى القوات البحرية وتحولها من بحرية ساحلية إلى إحدى كبريات البحرية الزرقاء بالإقليم أدى إلى الرغبة الدولية المتزايدة من كل بحريات العالم وفى مقدمتها بحريات الدول العظمى إلى تنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات البحرية المصرية وهو الأمر الذى يعود بالنفع على كلا الجانبين.