في شهر أغسطس لعام 2019 استيقظ العالم على فاجعة مروعة، غابات الأمازون تحترق والحيوانات كذلك، الناجي المحظوظ منهم يخرج من ألسنة النيران التي التهمت منازلهم لأحضان بعضهم البعض في مشهد أحزن كل من رآه على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم كُثر فإن غابات الأمازون تمتلك 10 % من الكائنات في الحياة البرية بأكملها بالإضافة إلى توجد حيوانات أو نباتات يتم اكتشافها في الغابات المطيرة بشكل مستمر. العالم بصدد كارثة حقيقة، فعلماء البيئة يؤكدون أن غابات الأمازون من أهم عوامل الاستقرار المناخي لدى الأرض، فهي تنتج 20 % من الهواء الذي نستنشقه وتعمل أيضًا كخزان هائل لثاني أكسيد الكاربون، حيث تخزن ما يصل إلى 100 عام من انبعاثات الكربون التي ينتجها البشر، وهو أمر حيوي لإبطاء وتيرة الاحتباس الحراري، كما أنها تمتلك أيضًا 20% من المياه العذبة المتدفقة على هذا الكوكب، بل وحذروا من خسارة الأشجار في الأمازون إذا بلغت 25 و40 %، فمن الممكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية ومن المُحتمل زوال الغابة في غضون عقود. ولن تتوقف الكارثة على حدود النباتات أو الحيوانات فقط بل وطالت الإنسان بشكل غير مباشر عن طريق نقص الأكسجين وبطريقة غير مباشرة أيضًا فإن غابات الأمازون تُعد سكنًا للإنسان لمدة لا تقل على 11 ألف عام، فهي موطن لأكثر من 30 مليون شخص حاليا، كما يعيش في هذه المنطقة حوالي مليون شخص من السكان الأصليين الذين ينقسمون إلى حوالي 400 قبيلة، وفقًا جمعية حقوق السكان الأصليين. يقول فريق أن اندلاع الحرائق في الأمازون خلال هذا الوقت من السنة هو أمر طبيعي، خاصة خلال موسم الجفاف، ويقول آخرون أن كثرة أعداد المزارعين الذين يستخدمون الغابات للحطب والزراعة في الأمازون ربما هي السبب في الحرائق، ويرى فريق ثالث أن سياسة الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو هي السبب وراء إضعاف الوكالة البيئية البرازيلية والدفع نحو فتح منطقة الأمازون لمزيد من أعمال الزراعة والتعدين، شجع على استغلال الغابات بشكل غير قانوني، والحقيقة أنه "تعددت الأسباب والموت واحد" سواء هذا أو ذاك فالنتيجة واحدة ومُعروفة، رئة العالم أصبحت مصابة بالسرطان. ما زاد الطين بلة أن الغابات الاستوائية بالأمازون لم تحترق وحدها بل امتدت النيران لتطال قارة إفريقيا هي الأخرى، فقد أظهرت الأقمار الصناعة الأربعاء 28 من نفس الشهر، أغسطس 2019، حرائق غابات أكثر من غابات الأمازون في قارة إفريقيا، التهمت النيران أكثر من مليون ميل مربع من الغابات في حوض الكونغو بالقارة السمراء، فالنيران تنتشر من الجابون لأنجولا، بحسب ناسا، بل وأضافت بيانات من "Weather Source" أن أنجولا شهدت خلال يومين مضيا حرائق أكثر 3 مرات من حرائق البرازيل، حيث وقوع 9090 حريقا بأنجولا و3395 حريقا في الكونغو مقارنة ب2200 حريق بالبرازيل. يبدو أن شمال شرق الأرض لديه تصور آخر حول الطبيعة، آسيا تتحمل مسؤولية أكبر عملية تخضير للكوكب في العقدين الماضيين، نفذت الدولتان الأكثر اكتظاظا بالسكان (الهندوالصين) برامج طموحة لزراعة الأشجار ووسعت نطاق تنفيذها والتكنولوجيا حول الزراعة في عام 2019.
وبحسب ناسا، تواصل الهند تحطيم الأرقام القياسية العالمية في غرس الأشجار ، حيث قام 800 ألف هندي بزراعة 50 مليون شجرة في غضون 24 ساعة فقط، فالعالم سيكون مكانًا أكثر اخضرارًا اليوم مما كان عليه قبل 20 عامًا.
بيد أن أبحاث ناسا مؤخرًا أثبتت أن هناك خضراوات أكثر بنسبة 5 في المائة كل عام مقارنة بعام 2000، مما أدى إلى أكثر من مليوني ميل مربع من المساحات الخضراء الإضافية، أي ما يعادل أكثر من غابات الأمازون المطير، إذًا ليس هناك داعي للقلق، بلى فيوضح باحثون أن هذه الزيادة في الغطاء النباتي ليست كافية لتعويض الضرر الناتج عن إزالة الغابات.
" تعدّ الصين مسؤولة عن ربع الزيادة الكلية في مساحة الأوراق الخضراء، لكن لديها فقط 6.6 في المائة من جميع أوراق الشجر في العالم، ويأتي 42 في المائة من الغابات، ويأتي 32 في المائة أخرى من الأراضي الزراعية"، هكذا علّق تشاي تشن، قائد بحث علمي بجامعة بوسطن على ظاهرة تخضير الأرض بالهندوالصين، كما أن الهند قد ساهمت بزيادة 6.8 في المائة في مساحة الأوراق الخضراء.
وختامًا، فإن كل من الصينوالهند مرت بمراحل من إزالة الغابات على نطاق واسع في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، مما أدى إلى تطهير الغابات القديمة من أجل التنمية الحضرية والزراعة. ومع ذلك ، فمن الواضح أنه عند تقديم مشكلة ، يكون البشر مهرة بشكل لا يصدق في إيجاد حل. عندما تحول التركيز في التسعينيات من القرن الماضي إلى الحد من تلوث الهواء والتربة ومكافحة تغير المناخ ، قام البلدان بتحولات هائلة في الاستخدام الكلي للأراضي، من المشجع رؤية تغيير سريع في الحوكمة واستخدام الأراضي.