الموت هو مُسلمة يَعترف بها كل شعوب الأرض بإختلاف الديانات و الثقافات و طرق التفكير، و لكن لن تَتغير زلزلة النفوس عند وقوع هذا الخبر عليهم، و علي الرغم من هذة الاوجاع التي يشعرون بها، إلا إنهم يُسرعون في إجراءات الدفن معتقدين ان وجوده فوق الأرض حتي لو لفترة وجيزة يُزيد الآلام علي اهالي المُتوفي، و قد يكون بمثابة إهانه للمُتوفي نفسه، بجانب خشيتهم من إنتشار الأمراض التي قد تنجم عن هذه الجثة التي تستعد للتحليل. و من المؤسف ذكره هو أن هناك الكثير من حالات دفن البشر احياءاً دون التحقق من حالة الوفاة. و هناك العديد من الامثلة الذين عاشوا هذه الخبرة القاتلة و اثرها الهَدام حول العالم: مصر فلِنبدأ بالحديث عن موسيقار الأجيال الراحل "محمد عبد الوهاب"، حيث إنه روي قصة لن يَعرف الكثيرون عنها، بل إنه رواها بنفسه في تسجيلات إذاعية قديمة، قال إنه منذ أن اتم سنتين من عمره، اُصيب بأزمة صحية و فقدانه للوعي، حيث شك اهله إنه قد مات، و لكن اثناء عملية غسل الطفل عبد الوهاب، عاد الي الوعي باكياً حيث إنه انقذ نفسه قبل الدفن بدقائق. اسبانيا شَهدت فينزويلا منذ عدة سنوات دخول قتيلاً الي المشرحة بعد التأكد من وفاته لمعرفة اسباب الوفاة بالتفصيل، حيث كان مشتبه ف إنه قتل جنائي، و اثناء عملية التشريح، صاح القتيل من شدة ألم تمزيق جسده، و هذا ما صدم جميع الحاضرين. المملكة العربية السعودية شهدت السعودية قصة شخص يُدعي إسمه "نادر" حيث لقي مصرعه عقب حادث مرورى و بعد التأكد من وفاته، تم وضعه بثلاجة المستشفي لمدة 13 ساعة حتي ينتهي اهله من تصاريح الدفن، اِذ فجأة بصوت صياح الجثه من داخل الثلاجة للإستغاثة، ف استجاب له الاطباء بفتح الثلاجة و انقاذه منها، و اخد يروي ماذا رأي خلال تلك الساعات، ف إنه رأي تفاصيل حياته بأكملها منذ ولادته حتي لحظه وصوله الي ثلاجة المشتشفي. البرازيل شهدت مدينة سان باولو عام 2013، زيارة سيدة لمقبرة احد اقاربها، اذ فجأة لاحظت خروج ايدي رجل من تحت الارض، ثم اسرعت راكضة لقسم الشرطة لإبلاغهم بوجود زومبي في المقابر، ف اتجهت الشرطة الي المقبرة للتحقق من بلاغ هذة السيدة، و اكتشفوا أن هناك شخصاً مدفوناً حياً بالمقابر، و بعدما اخرجوه وجدوا أن الرجل به اصاباتٍ خطرة و حالته مزرية، و بمجرد معالجته من جروحه، اُتضِح أن هذا الرجل عامل في مبني البلدية حيث تعرض له مجموعة من اللصوص بالضرب بعد سرقته، حتي فقد الرجل وعيه، ف ظنوا إنه قد مات، ف اتجهوا به لاقرب مقابر و دفنوه. لن يقتصر الامر على الذين ورد ذكرهم فقط، بل هناك حالاتٍ مهولة يصعب حصرهم، فمنهم من اُنقذوا في اللحظات الاخيرة قبل دخلولهم المقبرة، و آخرين بالفعل دخلوا المقبرة و تم انقاذهم و لكنهم خرجوا اما مصابين بجروح شديدة اما بالوسواس، و هناك من اصيبوا بعدم القدرة علي التحدث لمده اشهر، و ذلك ماتسبب فيه دفنهم وسط الموتي احياءاً، كما ان هناك من دفنوا بالفعل و لم ينقذوا بعد.. قد يُلقيَّ اللوم بشكل مبدئي علي بعض الاطباء الذين يسقطون في خطأ التشخيص؛ حيث إنهم يظنون أن الحالة المعروضة قد ماتت بالفعل، و لكنها لاتزال على قيد الحياة، و ينتج عن ذلك التشخيص الذي اطاح بحياة انسان، صدور تصريح وزارة الصحة بقرار الدفن، وتنتهي حياة شخص فوق الأرض ليتذوق حياة في مجتمع الموتي تحت الارض و بالمقابر. هذا و بجانب الخطأ الذي يقع فيه معظم اهالي المتوفي و هو إنهم لا يحاولون اثبات حالة الوفاة بأكثر من طريقة و التأكد من أن هذا الشخص مات بالفعل، قد يرجع سبب هذا التصرف الي الانهيار الذي يصيبهم، و لكن هذا لا يمنع من ضرورة فعله.