"الستات المصريات أقوياء، نحن ذكيات وواثقات من أنفسنا، وقادة بالفطرة" انطلاقًا وإيمانًا بهذا المبدأ الذي آمنت به شيري ميخائيل ميداي، الأمريكية من أصل مصري، استطاعت أن ترسم حدود طريقها وتنطلق في واحد من أصعب المجالات، بل وتحقق فيه إنجازات غير مسبوقة، فكانت أول قاضية مصرية أمريكية تم انتخابها في تاريخ أمريكا. ولدت القاضية المصرية في ولاية " كليفلاند" في الثاني عشر من أكتوبر عام 1976، بعد عامين من هجرة والديها الي الولاياتالمتحدة من القاهرة، وتخرجت من جامعة "جون كارول" عام 1998، وحصلت علي الدكتوراه في الدراسات القانونية من جامعة "كيس ويسترن ريسيرف" عام 2001، وعملت محامية في مكتب "بكليفلاند" لمدة 6 سنوات للإيفاء بشروط الترشح لمنصب القاضي، كما عملت لمدة ثلاث سنوات وكيل نيابة، وثلاث سنوات أخرى كمساعد لقاض، وبعدها ترشحت لمنصب قاض.
توضح شيري ميداي أن أهلها قد ربوها على أهمية الإيمان القبطي الأرثوذوكسي، وحب بلدها الأم مصر، والفخر بكونها أمريكية مصرية، "علموني أنا وأخويا إنه بالاجتهاد والعزيمة مفيش حاجة لا نستطيع عملها".
ولأن البيئة هي التي تفرز العبقريات، فإن والدي شيري كان لهما الدور الأكبر في نجاحها، فهي ابنه القمص ميخائيل إدوارد ميخائيل، فحينما ذهبت شيري وأخبرتهما أنها تريد الترشح لانتخابات القضاء، فكان الرد على الفور "قولي لنا محتاجة مننا ايه ونحققه سويا، فأي شيء نحارب لأجله وأي عقبات نستطيع أن نتخطاها ونسهلها معا".
أنتِ أم؟ لماذا لا تكونين في بيتك مع أولادك أثناسيوس و ميخليا و هيلينا؟ ألا يكفي أنك تعملين طوال اليوم؟ لماذا تتواجدين هنا، أليس العشاء ونوم الأطفال هما الأولى بكِ؟ مثل هذه الآراء والتعقيبات حول عمل شيري كقاضية بأمريكا كانت هي العائق أمامها، ولكنها كان لها رأى آخر، فلطالما كانت شيري سيدة، سيجعلها ذلك مؤهلة أكثر لهذا المنصب، فالعالم يتغير والسيدات يغيرن المشهد، فالسيدات بحاجة لأن يكن لهن مكان في كافة التخصصات في المجتمع.
مضيفة: "أيوه فيه تضحيات لازم نقدمها ونحتاج نعمل تضحيات أكتر من زملائنا الرجالة، لكن لما نحاوط نفسنا بالأشخاص الصح ده اللي بيعمل الفرق".
ترشحت ميخائيل في الانتخابات التي جرت في مدينة "كوياهوجا" بولاية أوهايو لمنصب قاضٍ، وذلك في الفترة من 15 مارس 2016 حتى 8 نوفمبر 2016، واستطاعت أن تفوز بمقعدها بعد إعلان النتائج بأسابيع، لتقوم بحلف اليمين بعدها بأيام، لتتولى ابتداءً من أول الخامس من يناير عام 2017 كل القضايا المدنية والجنائية. وعن وضع مثيلاتها في مصر، فتعرب شيري عن آسفها من كون أكثر من 71 قاضية من بين 16 ألف قاضي، فهذا الرقم محبط لأي سيدة تريد الوصول لهذا المنصب، فالسيدات تمتلك القدرة على القيام بما يفعله الرجال بطريقة بها كياسة وثقة، وتختتم الحديث " اتكلمي، خليكي فخورة بنفسك ومتستسلميش".