استحوز خطاب الرئيس محمد مرسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على اهتمام كبير من وسائل الإعلام والصحف الغربية والعالمية ، وحاولت الصحف عقد مقارنات بين خطابه وخطاب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد . ذكرت صحيفة "جلوب أن ميل " الكندية ، أن الرئيس المصري محمد مرسي فى أول خطاب له أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، كان يتحدث بثقة تامة برغم من أنها تخلو من الكاريزما، لكنه أراد أن يرسخ داخل المجتمع الدولي فكرة قبول نوعا جديدا من الرؤساء في منطقة الشرق الأوسط . ورأت الصحيفة الكندية، أن ملوك ورؤساء العالم راقبوا باهتمام خطبة الرئيس المصري لمعرفة ما يمثله الرئيس الإسلامي لأكبر دولة من حيث التعداد فى المنطقة والأكثر نفوذا فيها أيضا، وأوردت على لسان فيري دي كيرشوف، السفير الكندي السابق لمصر، أن كون مرسي أول رئيس اسلامي منتخب ديمقراطياً فى مصر يعطي وزناً سياسيا لخطابه ، وأضاف كيرشوف أن الغرب يتوقع المزيد من الرؤساء الإسلاميين المنتخبين في المنطقة في المستقبل. وأشادت الصحيفة بخطاب الرئيس حول الأزمة السورية التي وصفها ب "مأساة العصر" و أعتبرها مسؤولية العالم كله ، واتهم نظام الأسد ب "قتل شعبه ليلا ونهارا"، وأعتبرت حديثه عن دبلوماسية جديدة بين مصر وتركيا وإيران متناقضا مع موقفه المساند للثورة السورية . فيما أوردت صحيفة "الجارديان" تصريحات الرئيس حول القضية الفلسطينية ومطالبته للأمم المتحدة بمساندة الشعب الفلسطيني في معاناته حيث قال إن ثمار الكرامة والحرية لا يجب أن تبقى بعيدة عن الشعب الفلسطيني ، فضلا عن تلميحه بضرورة ملاحقة إسرائيل وأيران وإجبارهما على توقيع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وفقا لقوله " جميع الدول ينبغي أن تظهر أيضا الطبيعة السلمية لبرامجها النووية بما يرضي جيرانها".
وقالت الصحيفة إن خطاب مرسي كان بمثابة تقييما لمشاكل المنطقة وجاء في تناقض صارخ مع الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الذي ركز على مواضيع دينية، ولا سيما الموقف اليهودي والمسيحي من الإسلام الشيعي، ولم يذكر فيه البرنامج النووي الإيراني، الذي هو محور تصاعد التوتر في المنطقة والمجتمع الدولي، وأيضا هاجم اسرائيل فى خطابه بشكل واضح بسبب تهديدها لشن حرب على ايران.
ومن جانبها رأت صحيفة واشنطن بوست، أن خطاب مرسي أكد أن مصر ستقف بحزم ضد العنف المناهض للولايات المتحدة الذي اجتاح العالم الإسلامي في الأسابيع الأخيرة وكان سببها ظهور الفيلم المسيئ للنبي محمد، والذى اعتبره مرسي جزءا من "حملة منظمة" يغذيها الخوف من الإسلام. ورأت الصحيفة انه بدا كأنه رد على دفاع الرئيس الامريكي باراك أوباما القوي لحرية التعبير في خطابه الخاصة إلى الجمعية العامة، وقال مرسي أن حرية التعبير يجب أن لا تشمل الحق في إهانة المعتقدات الدينية لملايين من الناس. وألمحت الصحيفة الامريكية، أنه برغم زيارة مرسي المطولة الى الولاياتالمتحدة، فإنها لا تشمل لقاء مع أوباما وقالت إن الكثير من رسالة مرسي كانت تهدف فيما يبدو إلى وضع حدود جديدة للعلاقة بين مصر والغرب، مضيفة أن مرسي أكد على أن مصر لن تتراجع عن الشراكة الدبلوماسية مع إيران لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، وتلك الشراكة تحيطها الشكوك العميقة من واشنطن بسبب دور إيران المزعوم في تمويل وتسليح النظام القمعي السوري.
فيما استهجنت الصحف الإسرائيلية " معاريف ، يديعوت أحرونوت" خطاب مرسي الذي وصفته بالهجوم الحاد على إسرائيل من خلال انتقاده لعمليات بناء المستوطنات الاسرائيلية والتي وصفها انها تمثل شئ مغزي وعار علي المجتمع الدولي الذي يتباطئ في تطبيق الشرعية للشعب الفلسطيني.